الثلاثاء ٣ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٠٩
بقلم
المُناضِل
قَالُوا عَنْهُ مُنَاضَِلْيَحْمِلُ أَتْعَابَ الشَّعْبِ الْمُتَوَتِّرِ فِي صَدْرِهْيَحْلُُمُ بِالْفَجْرِ يَرُشُّ غَلاَئِلَهُبَيْنَ ضُلُوعِ حَبِيبَتِهِ السَّمْرَاءْ****هَذَا الرَّجُلُ الثَّائِرُلَمْ أَكُ أَعْرِفُهُ عُضْواً عُضْواًلَكِنِّي بِالأَمْسِ قَرَأْتُ كَثِيراً عَنْهُسَمِعْتُ كَثِيراً عَنْهُﭐلْيَوْمَ أُفَتِّشُ عَنْهُلِأَقْرَأَ فِي اللَّيْلِ كِتَابَهْ****قَالُوا عَنْهُ مُنَاضِلْهَا إِنِّي سَفْرٌ أَبْحَثُفِي كُلِّ مَحَطَّاتِ الوَطَنِ الْهَارِبِ عَنْ ذَاتِهْ****مَرَّتْ خَيْلِي بِبُيُوتِ الفُقَرَاءِ طَرَقْتُ مَسَاءً كُلَّ ٱلأَبْوَابِ وَلَكِنْ كَانَ فُؤَادِي يَسْمَعُ صَوْتاً يَتَكَرَّرُ بِاسْتِمْرارٍ وَيَقُولُ بِنَبْرَتِهِ الْمَخْنُوقَةِ: صَاحِبُكَ الثَّائِرُ فَي غَبَشِ الصُّبْحِ ٱسْتَوْرَدَ أَجْنِحَةً جَعَلَتْهُ يَمْخُرُ أَمْوَاجَ الْمَجْهُولِ فَأَرْسَلْتُ عُيُونِي دَاخِلَ كُلِّ سُجُونِ الوَطَنِ النَّافِعِ أَبْحَثُ عَنْهُ وَلَكِنْ كُلُّ سُجُونِ الوَطَنِ الْمُحْتَلِّ تُرَدِّدُ:صَاحِبُكَ العَاشِقُ قَدْ خَرَجَ اليَوْمَ مِنَ الْمَعْلُومِ إِلَى الْمَجْهُولْ.****قَالُوا عَنْهُ مُنَاضِلْوَأَنَا مَا زِلْتُ أُفَتِّشُ عَنْهُ لِأَقْرَأَ في اللَّيْلِ كِتَابَهْ****فِي مَطْلَعِ هَذَا اللَّيْلِ ٱبْتَلَعَتْنِي الْمَقْهَى أَخَذَتْنِي بَيْنَ كَرَاسِيهَا عُصْفُوراً يَبْحَثُ عَنْ سِكِّينٍ. كَانَتْ عَيْنِيْ تَتَصَفَّحُ كُلَّ وُجُوهِ الزُّبَنَاءْفَإِذَا الرَّجُلُ الثَّائِرُ يَخْرُجُ مِنْ دَائِرَةِ الْمَجْهُولِ إِلَى دَائِرَةِ الْمَعْلُومِ الوَاسِعِ مَقْعَدُهُ يَتَوَسَّطُ رُوَّادَ الْمَقْهَى. لَمْ يَكُ يَقْرَأُ كُتْبَ الثَّوْرَةِ وَالْعِشْقِ عَلَيْهِمْ. لَمْ يَكُ يُعْطِيهِمْ دَرْساً فِي حَمْلِ السَّيْفِ وَحَمْلِ الرَّشَّاشِ وَحَمْلِ الْمِدْفَعِ كَانَ يُنَادِمُ قِنِّينَةَ خَمْرٍ مَعَ بَعْضِ الزُّبَنَاءِ لِهَذَا جَحَظَتْ عَيْنَايَ تَحَوَّلَتَا نَصْلَيْنِ ٱنْغَرَسَا فِي صَدْرِهْ.