الاثنين ٢٦ حزيران (يونيو) ٢٠٠٦
بقلم عبد الرحمن الوادي

الْمَوْتُ بِأعْلى الشَّوَاهِد

إلى الدكاترة المعطلين المضربين عن الطعام (مج 314)
مِثْـلَ غَوْرِ الْبَحْـرِ يَبْدُو لِي سؤال
مِثْـلَ حَبْـلِ الشَّنْقِ، مَـا لَـهُ جَـوَابُ!
 
كَيْـفَ أَمْسَـى جِسْمُنَـا جِسْـراً عَلَيْهِ
مَــرَّ تُجَّــارُ الْكَــلاَمِ وَالسَّـرَابُ ؟
لِلْحَصِيــرِ حِيـنَ يُبْسَـطُ خِطَــابٌ
لِلْكَرَاسِـي حِيـنَ تُعْتَلَــى خِطَـــابُ
فِـي زَمَـانِ الْحَـقِّ وَالْقَانُونِ صِرْنَـا
بِالْهَــرَاوَاتِ تَسُوقُنَـــا الْكِـــلاَبُ
كَالْقَطِيـــعِ مستباح من سباع
يَنْهَـشُ أَشْلاَءَنَـــا ظُفْـــرٌ وَنَــــابُ
حَــوْلَ مَأْسَاتِــي أَقَامُــوا مِهْرَجَانــاً
جُــنَّ فِيهِ الـدَّفُّ وَاخْتَـــلَّ الرَّبَــــابُ
لَيْلَـةَ الأَرْدَافِ هُــزَّتْ فِــي انْتِشَــاءٍ
بَعْدَمَــا طَــابَ الطَّعَــامُ وَالشَّــــرَابُ
يَـا بِـلاَدِي! فِيـكِ قَهْـرِي، فِيـكِ قَبْـرِي
فَــوْقَ عُمْــرِي قَـدْ تَكَــوَّمُ الذُّبَـــابُ
كَيْـفَ صَبْـرِي؟ هَــا شَوَاهِـدِي تُحَــاكُ
لِــي كَفَنـاً جَائِــراً، أَيْــنَ الصَّــوَابُ ؟
مَـا دَهَـاكِ عَـنْ هَلاَكِـي فِـي هَــوَاكِ؟
وَأَنَــا مَـنْ خَــالَ صَوْتِــي يُسْتَجَــابُ
مَـنْ دَعَـاكِ تَــرْكَبِينَ مَتْــنَ بَغْـــلٍ
مَـا لَـهُ سِــرْجٌ، عِنَــانٌ، أَوْ رِكَـــابُ؟
يَرْكُـضُ كَالأَرْعَـنِ فِــي كُــلِّ صَـوْبٍ
لَــمْ تُبِـنْ لَـــهُ مَنَابَهَــا الشِعَـــابُ
هَـــلْ تُـرَاكِ دُونَ لَحْـظٍ أَوْ سَمَــاعٍ ؟
أَمْ لَــكِ سَلْــوٌ، لَقَـدْ صَــاحَ الْغُــرَابُ
فِــي رَوَابِيــكِ رَمَـى الشُّـؤْمَ نَذِيــراً
لَيْـــسَ بَعْــدَ هَـــذِهِ إِلاَّ الْخَـــرَابُ
سَــوْفَ نَبْقَـى مُضْرِبِيـنَ فِـي سَبِيــلِ
حَقِّنَــا حَتَّـــى يُوَارِينَـــا التُّـــرَابُ
إلى الدكاترة المعطلين المضربين عن الطعام (مج 314)

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى