السبت ١٣ أيار (مايو) ٢٠٠٦ بقلم
تأملات ليلى الشعوبية في ليال اربع
هذي أنا ليلى
يداي الخبز والنيل المبشربالبنفسج
عيناي أول نجمة هطلت اذا انبجس الهوى فرسا
وشقشق في حواريه التوهج
حبلى بألف مدينة
كالقدس
أمطر ياسمينا
أفرش القارات أفراحا وعوسج
روحي عصافير الرحيل ورحلتي البحر المسيج
أنا من أنا؟
ليلى على جسدي يمر الفاتحون الى السراب
يخبئون الثار في قاماتهم حقبا بليدة
ويزوجون عبيدهم شجري النحيل
ويخصفون سفاهة ورقي على سوءاتهم
من الاشوريين حتى ناطحات الغيم في روما الجديدة
هذي أنا
ليلى الحدائق في احتضار الماء
ليلى الفراشة في قميص الأرض
ليلى المنازل والخمائل
أستشف صباي خمرا في مواقدها
وألمح في منازلها مواويلي الشريدة
ليلى التي جبلت حليب الشمس
للبدو الغزاة سنابلا
عسلا مصفى
زنجبيلا
كستناء
وأسرجت في ساعة الوقت المحنط برج بابل
ليلى البدايات النهايات البعيدة
ليلى العشيقة والشهيدة
ليلى التضاريس التي نشزت
وسموها ذئابا او أيائل
وشم يجالد بالنشيد وبالجداول
ويبوح بالرؤيا
ويا وجع الرسالة حين تحترق الرسائل
وتذوب في في قبضة الرمل المخاتل
الليلة الثانية
وتؤوب من سفر إليّا
ترتاح عند مواسمي وتصب عرسا في يديا
وتصوغني شعرا رقيقا ثم تنسى
كنت بحارا شقيا
ينمو ويلعب في شرانق اضلعي قمرا" وظيّا"
ما كنت في صدري وفي عيني شيّا !
الليلة الثالثة
انا من انا ؟
تمثال ليلى فاعبدوني
حجر على اكمام دفلى فاقطفوني
وانثروني كالحمائم في سماء الشام
أغزل من هديلي عزلة التمثال
ليلى الخمول
كما يشاء الفاتح الاموي
– تغتال أطفالي على اغصاتهم شبقا
وأنثر ياسمينا في سمائك
تجتاح عظمي عاصفات من يباس
أرتمي نهرا على أقدام بابك-
لا تعصيك حنطة أضلعي أبدا
وتهز سنبلتي فيغمرك الحنين ندى
وتغيب في كفيك أقماري
وأنطر أن تؤوب إلي كالعصيان منفردا
أيؤوب نحو جراره بردى؟
انا من انا؟
تمثال ليلى فاعبدوني
وغدا قبيل الفجر جوعوا وأكلوني
الليلة الثالثة
هذي أنا
ليلى أمل طقوس موتي في مضارب عبد شمس
غراء كالنمش الصغير على خطى الأطفال
أحلم بالركوب على خيول الغيم
تشقيني العصافير الطليقة في مدارات الحقيقة
أرتدي غضبي اهازيجا غريقة
ودمي صلاة عائلية
في محفل للموت في
وطن يضلُّ ويمتطي الأغيار نرجسه وضيقه
مؤودة ولدت
وداستها خيول البربرية
معشوقة صلبت
وأدمتها مزامير القبائل
أنثى بكامل خوخها
في قبة الاثام يرسمها السكارى الميتون
ويأكل الجسد المعنى ألف قاتل
آمنت
بالصمت المموه ،بالرجاء،بذبح أحلامي
فأدمتني القيود المخملية
آمنت
ثم رأيت جلجلتي
فلوحني الهوى وغويت
راودني يقيني
فاستشفت غربتي قلق السديم
وهيأت للطعن نرجسة الكآبة
إني كفرت بكل اوهام الحرابة
غلّقت دمعي بانصبابه
سيجت نزفي بالسحابة
جسدي
وما أدراك ما حمأ الجسد
جسد يفور
جسد يثور
يبدل الأدوار
يخرج من عباءات العشيرة
عن مقامات البلد
ويصول كالبركان
يلغي التاء من عمر اللغات
يحصد ما تجمره القبائل في مآذنهاالعتيقة
ويجز مملكة الأنوثة والذكورة من منابعها
ويحصد كل تاريخ التواتر بالمسد
"صيف هذا العصر يسبقه الخريف
وتشرق الصلبان في صدف الجزيرة"
تبا لغطرسة التقاويم المباحة،للمتاهات الحقيرة
الليلة الرابعة
ظهرا
امام الشعب والحراس
والقاضي المزركش كالحمار
امل ذراعك الحجري
والصدر الرحيب كما الرصيف
امل فصول عشقك
والحكايات، الديانات،الاساطيل، الاساطير التي بسرابها روضتني
وكسرتني شقين من تعب وما ريحتني
وحملتني ضلعا تئن نجومه
وكسفت قلبي بالجفا وعلى الصدى كورتني
بيديك من غصن التراب جبلتني
وقتلتني فجرا عقرت دمي
ويا هذا الهوى كم مرة ، كم مرة لوعتني
انا من أنا؟
ليلى
مللت ظلال وجهي
ونزف أعراس غريب بالخناجر شدني
ليلى
مللت سعال جرح مستباح
وخوخة في الصدر لم تتزين
هوس الثياب وركضها خجلا
لتكشف سبة الجسد الذي لم ينثنِ
الليلة الخامسة
جمرتني وردا ،شربت دمي ،كسرت إنائي
فاحزم حقائبك البغيضة من سهوب سمائي
انا لست منك
ولن تكون حبيبي
انا جمرك المثقوب بالنسيان
فانطر فوعتي وهبوبي
سأجز من سفر الحضارة راية
قامت على مدني ونزف طيوبي
من انت
غول الجب
منفضة الشحوب وزفرة المحموم والمكروب
انا لست منك
ولن تكون حبيبي
فاخرج من الساعات
وقتا ضائعا
