الخميس ٢ تموز (يوليو) ٢٠٠٩
بقلم
تــــلُّ أبــــيــــــب
تَلُّ أَبيبْتَتَسَكَّعُ فِي طُرُقَاتِ دِمَشْقْوَتَدُوسُ حَوَافِرُهَا كُلَّ شَوَارِعِ بَيْرُوتْوَالْقُدْسُ الأَشْرَفُمَسْجِدُهُ الْمَيْمُونُ بِنَايَاتٌ مِنْ وَرَقٍأَذِنَ اللَّيْلُُ لَهَا أن تُرْفَعَفِي سَاحَةِ وَجْدَةَأَوْ سَاحَةِ طَنْجَةَأَوْ سَاحَاتِ الدَارِ البَيْضَاءْ****تَلُّ أَبِيبْدَخَلَتْ فِي هَذِي السَّنَةِ الشَّهْبَاءِإِلَى قَلْبِ الْمُدُنِ العَرَبِيَّهْدَخَلَتْ تَمْلأُ بِالرِّيحِ الصِّرِّ فَمِي وَفَمَكْدَخَلَتْ تَزْرَعُ فِي كَبِدَيْنَا لُعَباًحينَ لَمَسْنَاهَا كَانَتْ مِنْ جَمْرٍ قَارِسْفَرَمَيْنَا عَيْنَيْهَا بِرَصَاصٍاِنْسَلَّ قَوِيًّا مِنْ فُوَّهَةِ الوَرْدِ النّاعِمْ****أَبْوَاقُ الأُمَمِ الْمُتَّحِدَهْمِنْ بَغْدَادَ مِنَ القَاهِرَةِ الْمَقْهُورَةِ مِنْ جُدَّهْتَتَفَجَّرُ قَانُوناً مَجْنُوناًيَفْرِضُ تَوْأَمَةً فَاجِرَةًبَيْنَ دِمَشْقَ وَ تَلِّ أَبِيبَهُمَا الآنَ يَدٌ وَاحِدَةٌ كَافِرَةٌتَقْلَعُ أَغْصَانَ الزَّيْتُونِ الْمَيْمُونِ الطَّلْعَةِمِنْ كُلِّ بَسَاتِينِ حَمَاهْرَبَّاهْ..كُلُّ الْمُدُنِ العَرَبِيَّهْتَبْسُطُ أَذْرُعَهَا لِجَوَارِي الغَرْبِ الْمَلْعُونِتُصَلِّي لِجَوَارِي الشَّرْقِ الْمَسْنُونِبِكُلِّ خُشُوعٍفَٱخْرُجْ مِنْ جَوْفِ جُنُونِكَ يَا قَلْبِي الضَّارِبَفِي ظُلْمَةِ عَالَمِكَ الْمَحْزُونِوَلاَ تَسْأَلْ عَنْ سِرِّ سُجُودِ الْمُدُنِ العَرَبِيَّهْ****تَلَّ أَبِيبْاَليَوْمَ عَوَاصِمُنَا تَزْحَفُ نَحْوَكِ كَالْمَوْجِ الْهَائِجِتَحْمِلُ أَغْصَانَ الزَّيْتُونِ إِلَيْكِعَوَاصِمُنَا كُلُّ عَوَاصِمِنَا رَحَلَتْ مُنْكَسِرَهْلَكِنْ مَا رَحَلَتْ قَطُّوَمَا ٱنْهَزَمَتْ قَطُّ مَآذِنُنَا...هِيَ تَنْبُضُ فِي كُلِّ الأَوْقَاتِ أَذَاناًيَمْلأُ أَرْجَاءَ الأَرْضِ رَصَاصاً يُحْيِي وَيُمِيتْ