الأحد ٣٠ أيلول (سبتمبر) ٢٠٠٧
بقلم بوشعيب الساوري

تفاعل الكتابة والسياق والقارئ

قراءة في كتاب القارئ وسياقات النص للحسن احمامة

يبقى لحسن احمامة واحدا من أبرز الكتاب المغاربة الذين يزاوجون بين فعلي الترجمة والكتابة النقدية، وإن كان قد اشتهر في مجال الترجمة الذي حقق فيه تراكما مهما، أغنى به الساحة النقدية العربية، إذ حققت ترجماته تداولا مهما في الدراسات الأدبية العربية(1). وها هو يطل علينا مرة أخرى بكتاب جديد، لكن ليس في مجال الترجمة وإنما في مجال التأليف النقدي، يحمل عنوان القارئ وسياقات النص(2). الذي سنتولى تقديمه في هذه الورقة، التي سنركز فيها على منطلقاته النظرية واستراتيجياته، ومدى تحقق هذه الاستراتيجية، وسنختمها بمجموعة من الملاحظات.

1- المنطلق النظري

يتأسس الكتاب على فكرة أساسية ناظمة له وهي ربط النص بالسياق سواء السياق الثقافي أو سياق الكتابة أو سياق الجنس الأدبي أو سياق القراءة. حتى وإن تعددت انتماءات وهويات النصوص التي تولى تحليلها ودراستها فإن الذي يجمع بينها هو المنطلق المنهجي المشار إليه، وهو ربط النص بسياقه وبالمتلقي، الأول يسهم في إنتاجه والثاني يملأ خاناته الفارغة. فلا يتعلق الأمر بتجميع لمقالات سبق نشرها، وإنما نحن أمام كتاب حاضن لمقالات يجمعها مسوغ نظري ومنهجي وهو ربط النص بسياقاته.

الملاحظة الأساس على مستوى البنية المفاهيمية التي اعتمدها، نجد إلحاح لحسن احمامة على مفهوم القارئ الفعلي الحقيقي الذي لا وجود للنص بدونه. ويؤكد أن مهمته تنحصر في"تحويل المعرفة التي يملكها المبدع إلى معرفة نظرية، باعتبار أن مهمته مرتبطة بالجانب الجمالي، ومن ثمة فالقراءة الحقيقية قراءة جمالية لنص مبني فنيا، معيدا تسنين السنن عن طريق الانتقاء والتأليف."(ص.14.) أي القارئ الفاعل الذي يتفاعل مع النص ويغني النصوص ويعمل على ملء فراغاتها. مما يحيل على مفهوم آخر هو القراءة التفاعلية الي يعرفها بالسلب:"هكذا فالقراءة الفاعلة، قراءة حوارية، وليست قراءة متعة تهتم بالبنيات الصغرى مستبعدة بذلك الأنساق السوسيوثقافية والأعراف الأدبية التي كانت خلف إنتاج النص المقروء. فالسلسلة اللفظية للشفرة التي يرسلها المؤلف يقوم المتلقي بحلها في ضوء السياق الثقافي، وبذلك يشكل عملا خياليا يستمد دلالته من المضمرات النصية تستثار بعلاقتها المختلفة بالمرجع كما أن المعنى هو نتيجة تستخرج من النص في سياق التفاعل الحاصل بين النص واجتهاد القارئ وتأويلاته."(ص.13.) وهي القراءة الحوارية وهي أساس المعنى الذي يكشفه القارئ وتجعله هو من يكتب النص. عبر فعل التأويل الذي يكمل معنى النص.(ص.14.) أكثر من ذلك تكون القراءة الفاعلة هي أساس الكتابة سواء الإبداعية أو العلمية أو النقدية(ص.15.) وهذا ما حاول فعله لحسن احمامة في النصوص التي اشتغل عليها.

2- اهتمامات الكتاب

يتكون الكتاب من مقدمة، تناول فيها لحسن احمامة منطلقاته المنهجية، وأربعة فصول تطرق في كل فصل منها لثلاثة نصوص. درس فيها بالتحليل مجموعة من النصوص التي تنتمي إلى سياقات تاريخية ومعرفية متنوعة فهناك التراثي والمعاصر، وهناك المقامة والرواية والقصة القصيرة وأدب السجون، لكن ما يجمع بينها هو أنها تنتمي إلى مجال السرد.

في الفصل الأول المعنون ب "في التراث" تناول بالتحليل كتابان وهما الروض العاطر، وكتاب مرزبان نامه والمقامة الحلوانية لبديع الزمان الهمداني.

بالنسبة لكتاب الروض العاطر الفريد من نوعه من حيث موضوعه، يطرح حوله ثلاثة أسئلة: حول مؤلفه الحقيقي، وسبب مزاوجته بين الفصحى والعامية وكذا الخلفية الي استند إليها مؤلفه في صياغة خطابه. فأكد أن النفزاوي هو مؤلفه لكن تدوينه تعرض للزيادة والنقص، فيطرح سؤال آخر وهو لماذا لم يصلنا سوى هذا الكتاب من كتب النفزاوي؟ يقدم احمامة احتمالين الأول قد تكون طالتها طمس أيدي الأعداء. والاحتمال الثاني وهو أن النفزاوي لم يؤلف شيئا، وهناك من استغل سمعته ونسب إليه كتاب الروض العاطر. بالنسبة لسؤال اللغة يطرح مشكل وهو أن الوزير الموجه إليه يفترض درايته باللغة الفصحى. يؤكد احمامة أن النص موجه إلى العامة وقد احتمى بالسلطة الدينية والسياسية حتى يثبت مشروعيته وذلك في إطار ربط الكتابة بسياقها العام المضمر والمعلن. ثم انتقل إلى الحديث عن مراجعه المتنوعة بين الفقه واللغة والتاريخ والفلسفة والسير الشعبية. ويطرح خلفيته فيشير إلى أن الكتاب يدخل في باب النصح الموجه للوزير أو لغيره. وفي الأخير يشير إلى أهمية طرح مثل تلك الأسئلة التي تتوخى مساءلة التراث بمفاهيم حديثة.

أما بالنسبة لكتاب مرزبان نامه الذي قيل أن من تأليف الحكيم مرزبان باللغة الطبرية وترجمه إلى العربية الشيخ أحمد بن محمد بن عرب شاه، كما أن هذا الأخير ألف كتابا شبيها به وهو فاكهة الخلفاء ومفاكهة الظرفاء. وهو الأمر الذي يدعو إلى إجراء مقارنة بين الكتابين من حيث الفصول وعدد الصفحات والمرجعيلات والرواة وكذا تاريخ الاصدار الأول صدر سنة 1858 والثاني سنة1277 وسنة 1304، فيبدو أن الكتاب الثاني هو إعادة إنتاج للأول مع إضافات انطلاقا من فكرة إعادة الانتاج التي تؤكد أن كل رواية للنص إبداع.(40) فيؤكد أن "مرزبان نامه لا يعدو أن يكون نسخة مشوهة افاكهة الخلفاء ومفاكهة الظرفاء إن الناسخ له تصرف في الأصل دون أن يذكر أن الكتاب قد تم نسخه بتصرف او انه صياغة جديدة."(46) ويحسم في أيهما الأسبق فيؤكد أن فاكهة الخلفاء هو الأسبق عبر ربطه بسياقه لأن صاحبه عاش في القرن التاسع الهجري بداية العصر المملوكي في مصر حيث استشرى الظلم والفساد فارتاى ابن عرب شاه تأليف هذا الكتاب لانتقاد الوضع السياسي فاعتمد طريقة ابن المقفع لتمويه السلطة ونسب الكتاب إلى أمير فارسي، لأن النقد السياسي كان محظورا، فلجأ إللى اعتماد شخصيات حيوانية. كما نسب الكتاب إلى الفرس بغاية إضفاء قيمة أدبية عليه والترويج له بنسبته إلى الفرس.

أما المقامة الحلوانية، فينطلق في تناولها من فكرة مبدئية وهي أن للمقامة ارتباط بسياقها السوسيوثقافي وكذا بغايتها، مع الإشارة إلى إغفال الدارسين لهذا الجانب. مع التأكيد على أن النص يعبر عن قضايا زمنه وتناقضاته.(52) وانسجاما مع منطلقه المنهجي يؤكد لحسن احمامة أن المؤلف ينسج حكايته ليفضح نسقا اجتماعيا سائدا، باعتماد شخصيات هامشية تمثل السواد الأعظم في المجتمع. واختفاء هوية الرواي دليل على سعيه إلى إبراز المعاني المتخفية.

وفي الفصل الثاني، الذي يحمل عنوان في الرواية، تناول لحسن احمامة ثلاثة نصوص روائية وهي الريح الشتوية، أحداث توشك أن تقع، وجراح الروح والجسد.

يضع رواية الريح الشتوية في سياق علاقة الأدب بالتاريخ، وبالتحديد الرواية والتاريخ، انطلاقا من التجارب الأولى لكل من جورجي زيدان ونجيب محفوظ، وكذلك الرواية التاريخية في السياق المغربي بالإشارة إلى تجربة غلاب في رواية دفنا الماضي، باعتبارها نصا تسجيليا لوقائع تاريخية من تاريخ المغرب المعاصر. مؤكدا أن الريح الشتوية نص يزاوج بين الواقعي والتخييلي مع مراعاة شروط الكتابة التي تسوغ كتابته الروائية. فيؤكد أن نص الريح الشتوية يتأسس على التاريخ وقواعد الجنس الروائي. فنلاحظ أن لحسن احمامة تحدث عن السياق النصي لرواية الريح الشتوية في ارتباط بالنصوص السابقة وكذا بشروط الانتاج الروائي.

أما نص أحداث توشك أن تقع التي بدورها تسلتهم وقائع تاريخية خلال القرن الخامس عشر تصور فيها المغرب بعد سقوط الأندلس. رواية تعتمد المادة التاريخية كتعلة لبنائها الروائي الذي يحين الماضي ويناقش من خلاله قضايا معاصرة. ويضع الرواية في سياق الكتابة الروائية التي اشتغلت على التاريخ مشيرا إلى رواية اسم الوردة ليون الإفريقي والعلامة وغيرها من النصوص التي كتبت التاريخ. يقول:"نعتقد ان أن هذا النص النص الخير يندرج في مسار الكتابة الروائية الذاهبة غلى إعادة كتابة التاريخ وفق هذا المنظور، حيث يصير الزمن الماضوي زمنا حاضرا عند المتلقي، ويستدعي منا كقراء قراءته بعيون معاصرة بعيون معاصرة."(77) كما أن هذا النص يعمد إلى إشراك القارئ إلى جانب الشخصيات التخييلية(76) ويلتمس فعاليته.

وحول نص جراح الروح والجسد للراحلة مليكة مستظرف يطرح لحسن احمامة السؤال التالي:"لماذا اختارت الكتابة بهذه الجراة؟ هذا النص الذي ارتأى فضح المسكوت عنه. والذي أطره في سياق الكتابة الروائية الفاضحة كما تجسدت مع محمد شكري. كما يشير إلى السياق الذاتي الدافع إلى الجرأة وهوالعنف والجرح، الذي تحول من الجسد إلى الذاكرة ومن الذاكرة إلى الكتابة (ص.82.) كتابة بالجسد تتغيى التطهير الذي أفرز كتابة:"فاعلة بجسد منفعل أو كتابة تفضح الجسد دون أن تنجذب إلى إغراءاته، بهذه الكتابة الفضائحية، إذن، هي ما يسمو بالجسد، وما يحقق للنص أدبيته."(ص.84.)

نلاحظ ان هذه الروايات كلها تستحضر التاريخ؛ الأولى تستحضر التاريخ الوطني مع إضفاء طابع تخييلي عليه والثانية تتخذ التاريخ مطية لطرح قضايا معاصرة والثالثة تتناول التاريخ الخاص وقد ترك بصماته على الجسد.

في الفصل الثالث المموسوم ب في القصة القصيرة تناول لحسن احمامة ثلاث مجاميع قصصية وهي صمت البحر وذبذبات الصوت الأزرق والهنيهة الفقيرة.

قبل أن بياشر مجموعة صمت البحر للكاتب العراقي علي القاسمي بالتحليل، ربطها بسياق الكتابة عند الكاتب باسترفاده من حقول معرفية عالمية(تاريخ، فلسفة، علم نفس، أسطورة، لسانيات...) التي تميزه بالموسوعية التي تجد حضورها في نصوصه القصصية، مؤكدا أنها جعلت نصوصه تتميز باحترام ضوابط الجنس التقلييدة مع التنويع في المواقف والرؤى الخاصة بالشخصيات. وانتهى إلى أن الكتابة القصصية عند علي القاسمي تتأثر بمعارف صاحبها المتنوعة وتحافظ على الجنس القصصي مع نشدانها التجريب المفعم بمواضيع مستقاة من الواقع مثل الخيبة.

وفي نص ذبذبات الصوت الأزرق لعبد الحميد شيكر يطرح في البداية سياق الجنس القصصي انطلاقا من مشكلة تحديده، وكذا مسألة انتشاره الواسع حيث يفوق عدد كتاب القصة عدد كتاب الرواية في المغرب، وأرجع ذلك إلى سياق النشر الذي يساعد على تداول القصة أكثر من الرواية كالمجلات والجرائد. ولكي يمهد لموضوعه (مسألة اهتمام القصة القصيرة راهنا باللغة) انطلق من السياق التاريخي والجمالي والفكري للقصة بالمغرب، مبرزا كيف انتقلت القصة من الإيديولوجيا في الستينات والسبعينات إلى الاهتمام بالقصة ولغتها وطريقة تقديمها مع مطلع التسعينيات، مع ربط ذلك بالتحولات الفكرية التي شهدها المغرب. يقول:"غير أن مطلع التسعينيات من القرن العشرين، ومع ردم الهوة بين الحقول المعرفية وتداخلها، وانصهارها في بوثقة واحدة، والتيارات الفلسفية التي لم تعد ترى إلى الإنسان كمركز في الكون، بل اصبحت تشكك في كل الأشياء، تحول اهتمام العديد من القصاصين غلى القضايا اللغوية والشكلية في صياغة النصوص."(ص.100-101)

أما بخصوص تناوله لمجموعة الهنيهة الفقيرة لسعيد بوكرامي فقد ربطها بسياق كتابة قصصية تحاول التمرد على الجاهز وتثوير الكتابة القصصية التي ترتبط بالواقع مع الاشتغال على اللغة، وتتطلب قارئا فاعلا حتى يتمكن من تأويل ما وراء النص. وفق متطلبات العصر مع الانفتاح على تجارب قصصية جديدة عالمية. ثم عمل على ملامسة التجديد والتجريب في المجموعة المذكورة. وانتهى إلى الخلاصة التالية:"الهنيهة الفقيرة، إذن، مجموعة قصصية وإن كانت تؤسس لشعرية الإحباط والانكسار والأفق المسدود من خلال بنيتها الدلالية، فغنها لا تضع مسافة بينها وبين القارئ، وإنما تزج به في فعل الحكي ودينامية التأويل."(ص.112.)

وعموما بخصوص هذا الفصل في علاقة بالمنطلقات المنهجية نلاحظ أنه ربط المجموعة الأولى بسياق التلقي لدى الكاتب، بينما ربط المجموعتين الثانية والثالثة بسياق التحولات الفكرية والثقافية الكبرى في التعاطي مع الجنس القصصي.

وتناول في الفصل الرابع الذي يحمل عنوان في أدب السجون ثلاثة نصوص سردية وهي الساحة الشرفية وسيرة الرماد وحديث العتمة.

بالنسبة لتناوله لرواية الساحة الشرفية لعبد القادر الشاوي يضعها أولا في سياق الكتابة لدى صاحبها بالتذكير بأعماله السابقة التي تتميز بالوعي بخصوصيات الكتابة الروائية، ثم تولى تحليلها بإبراز إواليتها السردية. مؤكدا على أن النص على الرغم من تناوله لتجربة السجن فإنه يتناولها برؤية إبداعية تبعده عن الكتابة التسجيلية، ليقدم كتابة تتناول تجربة السجن بمساوئها لكنها تشتغل على طريقة البناء، بتوازي المبنى والمعنى.(ص.122.)

أما رواية سيرة الرماد لخديجة مروازي فيؤكد أنه نص يدشن لانعطافة عن سياق الكتابة النسائية لتجربة جديدة. يقول:"الكتابة في موضوعة بدأت تفرض ذاتها على الساحة في سياق خلق تراكم إبداعي، وفي سياق الانفتاح على حرية التعبير، فإن القصد الأول للفاعل هو الكشف عن صورته الخاصة، حسب تعبير دانتي."(ص.123) الكتابة عن الجسد ومعاناته بل جعل الجسد يكتب ذاته. كما يؤكد أن الرواية تحاول كتابة نص يتماهى مع الواقع ويفارقه من خلال محاورته لعديد من النصوص المرتبطة بتجربة الاعتقال.

وفي الأخير تناول حديث العتمة لفاطنة البيه مشيرا إلى تنامي الكتابة عن تجربة الاعتقال والسجن في سياق التحولات التي شهدها المغرب على المستوى الفكري والسياسي والاجتماعي. ليطرح السوال التالي: لماذا هذه الكتابات؟ ثم يقدم النصوص أو التجارب الأولى في ذلك المجال. ويؤكد أن هذه النصوص "تكشف عن تجربة إنسانية ذات أبعاد أنطولوجية في إطار رد الاعتبار لتاريخ النضال الإنساني، ليس للذات الفردية وإنما للذات الجماعية."(135) ثم يبرز أنه نص إبداعي حول تجربة الاعتقال وليس مجرد شهادة كما اعتقد البعض.

لقد حاول لحسن احمامة في هذا الفصل ربط هذه النصوص السردية بسياقين الأول مربط باالمتغيرات الني شهدها المغرب على الصعيد السياسي والثاني ربط النصوص بسياق الكتابة وشروط الكتابة الروائية مؤكدا أنها تنطلق من وقائع لتقدم لنا نصوصا روائية متميزة.

3- ملاحظات على الكتاب

في الختام يمكن أن نسجل بعض الملاحظات التالية:

 يحقق الكتاب الاستراتيجية التي وضعها المؤلف في الإطار النظري ألا وهي أن النص الأدبي يظل محكوما بسياقاته المتنوعة، وأنه لا يكتمل ولا يتحقق إلا بالقراءة.

 يشكل الكتاب مساهمة مهمة تغني الساحة النقدية في مجال التلقي وربط النصوص بسياقها وذلك لكونه يعيد الاعتبار للسياق الذي خرج منه النص الأدبي، وربط جوانبه الفنية بالسياق العام للإنتاج الأدبي، وهو المجال الذي تحاول الدراسات الأدبية الآن إعادة الاعتبار له في إطار ما يسمى بما بعد البنيوية، ونقصد بالذكر التشييدية في ألمانيا والتاريخانية الجديدة في شمال أمريكا.

 كل قراءة كيف ما كان نوعها تحقق متعة سواء القراءة التفاعلية أو القراءة التي تكتفي بقراءة النص دون أن تكتب عنه، كما أن كل قراءة كيفما كانت فهي تفاعلية، حتى ولو لم تجسد عبر الكتابة النقدية، فالقارئ العادي يتفاعل مع النص كما هو ومع شخصياته أما القارئ المنتج بالإضافة إلى تفاعله مع النص المنجز يتفاعل مع ما يسبق النص.

 من المؤاخذات التي نسجلها على الكتاب وهي أن صاحبه، على الرغم من تمكنه من اللغتين الفرنسية والانجليزية، لم يعتمد على مراجع أصلية وإنما اكتفى بما هو مكتوب باللغة العربية ترجمة وتأليفاً.

ومع ذلك يبقى الكتاب إضافة نوعية للخزانة النقدية العربية التي مازالت تفتقر إلى مثل هذا النوع من الدراسات.

الهوامش

1- ويمكن ألاشارة إلى ترجماته التالية: التخييل القصصي: الشعرية المعاصرة ، تأليف: ريمون شلوميت - كنعان، دار الثقافة، البيضاء، 1995./ اللسانيات والرواية، تأليف: روجر فاولر، دار الثقافة، البيضاء، 1997./ شعرية الفضاء الروائي ، تأليف: كيسنر، إفريقيا الشرق، الدار البيضاء، 2003.

2-لحسن أحمامة، القارئ وسياقات النص، منشورات دار الثقافة، الدار البيضاء، 2007.

قراءة في كتاب القارئ وسياقات النص للحسن احمامة

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى