الاثنين ١٠ كانون الثاني (يناير) ٢٠١١
بقلم
ثورة البركان
أشعلتُ قافيتي يا قدسُ باللهبِوجئتُ من ثورة البركانِ بالغضبِجهنَّمُ الحممِ الحمراءِ في لغتييا بنتَ صهيونَ جرِّي الذيلَ وانسحبيممرَّغٌ وجهُكِ المشؤومُ لطَّخهُعارُ الهزيمةِ من رأسٍ إلى ذنبِيا بنت صهيون هذي الأرضُ صامدةٌما استسلمتْ لعدوٍّ أو لمنتدبِلن تنحني قامتي بل هامتي ارتفعتفوق النجوم ، ونادت للسما اقتربيما الرعدُ ما البرقُ إلا بعضُ قافيتيلا تسألوا الغيمَ عن شعري وعن أدبيما الصقرُ ما الحرُّ إلا ريشُ أجنحتيفوق الذرا، وشموخُ النسر من حسبيوالضوءُ في أحرفي ، والشعر في رئتيوالقمحُ تنقرهُ الأطيارُ في كتبيفلتخسئي باحتلالٍ ما به ظفرٌنصرُ القيامة والأقصى بعونِ نبييا بنت صهيون لي وادٍ ولي جبلٌوالذكرياتُ هنا دنيا من الأربِلي فوق سطحيَ أبراجٌ حمائمُهاراحتْ تطيرُ على ذاك المدى الرَّحبِلي في الحقول بذورٌ كنت أنثرهاروَّيتها بدماء الجدِّ والتعبِلي من فلسطينَ حباتُ التراب معيأغلى من اللؤلؤِ المنضود ِوالذهبِنبعُ الصخور الذي ينسابُ مغترباًشلّالهُ من دماء الروح والعصبِبيَّارتي يا كرومَ الفجر ملهمتيليمونها غازلتهُ كرمةُ العنبِزيتونةُ الدار خضراءٌ مباركةٌجذورها من جذوري، نسغها نسبيلي في فلسطينَ أحبابٌ أسامرهمْعند المساءِ بصوت الناي والقصبِوالعرسُ زغرودةٌ تعلو بقريتناحنُّوا العروسَ على المزمار والطربِما بين حيفا ويافا كمْ وقفتُ علىتلك الدروبِ ، وبين اللدِّ والنقبِورحتُ أقرأ تاريخي على أثرٍمن ألفِ عامٍ على أحجاره ِلقبيحجارةُ الدربِ يا أمَّاهُ ثائرةٌعلى الزمان ، على دعوى أبي لهبِتُبَّتْ يداكم بني صهيون يا حطبٌمن نسل جدتكمْ حمَّالةُ الحطبِمقلاع أطفالنا في وجه جحفلكميصيح يصرخ يا دبابةُ اقتربيلا الموتُ يرهبني، لا النزفُ يؤلمنييا طغمةَ الكفر بين الذلِّ والهربِطفلُ الحجارة كم نادى حجارتهُالله أكبرُ تحت الغاصبِ اضطربيإني ولدتُ مع الأزهار زنبقةًحمراءَ أمستْ بلون الثورةِ الخضبِيا قدسُ يا لوعتي يا دمعتي انتفضيعلى الغزاةِ ، فما أحلاكِ إن تثبيجارَ الزمانُ على أهلي فوا أسفيوشردوهم بلا ذنبٍ ولا سببِوكانت الأرض تزهو في مواسمهاواليومَ ما بين سفَّاح ٍ ومغتصبِمن آلِ صهيونَ كلُّ الأرض مفسدةٌلا يؤمنونَ سوى بالغدرِ والكذبِسيفُ اليقين جلاءُ الشكِّ مقبضهُلكنَّ سيفَ عدوِّ الله من خشبِإن دنَّسوا كهفَ عيسى واستباحوا حمىمسرى الرسول ،فشمسُ الحقِّ لم تغبِهم فجَّروا الحقدَ ، هم من شرَّدوا فرحيهم أرسلوا الموت للأطفال باللُّعبِهم زوَّروا القدسَ ، هم غنُّوا على جثثيحتى طمى الخطبُ يا أمي على الركبِصهيونُ لا تسألي عن سحقنا أبداًبل فاقذفينا بنار الليلِ والشهبِصهيونُ لا تفرحي من موتنا فغداًالموجُ يولدُ بعد الموت بالسحبِمن دير ياسينَ أم من كفر قاسمنانتَ الجريمة ما شاء الخنا ارتكبياليومَ غزةُ لا أمٌّ ولا ولدٌوالعالمُ اليومَ غاب الحسُّ، فهو غبيمجازرٌ لم تدعْ شيخاً ولا امرأةًحتى الطفولةُ لم تسلمْ من العطب ِأبناءُ صهيونَ وحشُ الغابِ أصلهمُهمْ سادةُ الغدرِ والإجرام ِوالشغب ِيا قدسُ يا قبلةَ الأحرار يا أمليإنَّ الأبيَّ على مرِّ الزمانِ أبيغنَّيتُ في محنتي ، فالآهُ تخنقنيوالقلب ينزفُ من جرحٍ ومن عتبِمتى سنجمعُ شملَ العُرْبِ كلِّهمُيا نخلةً أثمرت من أطيب الرطبِمتى سيجمعُ صوتُ القدسِ وحدتنالا يُرجعُ الحقَّ إلا وحدةُ العربِ.