الخميس ٢٤ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١٥
بقلم
حديث الرمال
تَمُوتُفتَمضي وما من جِدالْوتَبقى السهولُ وتبقى الجبالْويَبقى يَمُرُ السحابُ رويداوتبقى البحار وتبقى الرمالْكأنكَ ما كنت يوما هناولا سَحرتك ورود التلالْولا لَفحتك شموس الهجيرولا سمَّرتك رياح الشمالْكأنكَ ما كُنتَ إلا ظلالْكأنكَ ما كنتَ إلا خيالْكأنكَ ما كنتَ يوما فتىْتلهَّى طروبا وتَلقى الدلالْتأكد سيأتي عَليكَ الفنىستُنسى ويَنساكَ هذا الجمالْوقبلك كلُ النفوسِ مَضَتْستَمضي النساء ويَمضي الرجالْوتَبقى السواقي وذاك الغديرليَسقوا الوجود بماء زلالْغدا سوف تمضي ككل الجدودفذاك قضاء وليس احتمال ْ أَتذكرُ جدكَتلك الحقولْ وكم فيها غنى وكم فيها جالْستَبقى السماء وتلك النجوموليست تبالي بهذي الظلالْستَرجع يوما لعهد الترابْويَبقى النسيم ويبقى الهلالْستَبقى الطيور وتَبقى الغصونْوتَبقى السنابل وتبقى الغلالْسيَبقى السرور ويبقى البكاءوما عاد يعنيك هذاالسجالْسيَأتي الربيع ويأتي الشتاءأتسألُ عنكَ الفصولُ سؤالْحروبٌ ستَنشأ بين الغَمامفيَروي الجداول ذاك النزالْتمتع قليلا سيدنو الرحيلفحتى الحبيب سيمسي محالْسينساك ذاك الحبيب الشفيقسينساك حتى التراب المهالْستُمسي بليل وحيدا غريبْستُمسي كشيء بعيد المنالْتأمل عميقا بسر الوجودلتُدركَ ربا وحيدَ الكمالْستَفنى وتُمحى فمهما بَقيتْفأنتَ سرابٌ إذا مسَ زالْفمَن أنتَ قُل لي أمام الردىومن ذا عصّيٌ عليه بحالْفأين المفر وأين الهروبإذا الموت شاءَ تأكد ينالْفأين العقولُ وأين البَنانْفهل أجدى فِكرٌ أأجدى قتالْفرُحماكَ هون عليكَ الحياةوعِشها سعيدا جميلَ الخصالْفعُمرٌ قَصير سريع الأفولْتُرى يستحق حياة الضلالْ!؟تُرى يستحق حياة الخمولْحياةَ الخنوعِ وذُلَ الرجالْ!أُخَيَّ عليكَ بدرب الرسولْبصدقِ الحديثِ وطيبِ الخلالْوأن تحيا حرا شموخَ الصفاتْولا تحيا عبدا قليلَ الفعالْفلا العُمرُ طالَ بذلِ النفوسْولا العُمرُ زالَ بعشقِ النضالْفكن مُستعدا ليومٍ أتىقريبا ستُنعى وعنكَ يقالْرحلتَ وكنتَ حديثَ العيونْوها أنتَ تُمسي حديثَ الرمالْ