الخميس ٢٤ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١٥
بقلم محمد أحمد زيدان شاكر

حديث الرمال

تَمُوتُ
فتَمضي وما من جِدالْ
وتَبقى السهولُ وتبقى الجبالْ
ويَبقى يَمُرُ السحابُ رويدا
وتبقى البحار وتبقى الرمالْ
كأنكَ ما كنت يوما هنا
ولا سَحرتك ورود التلالْ
ولا لَفحتك شموس الهجير
ولا سمَّرتك رياح الشمالْ
كأنكَ ما كُنتَ إلا ظلالْ
كأنكَ ما كنتَ إلا خيالْ
كأنكَ ما كنتَ يوما فتىْ
تلهَّى طروبا وتَلقى الدلالْ
تأكد سيأتي عَليكَ الفنى
ستُنسى ويَنساكَ هذا الجمالْ
وقبلك كلُ النفوسِ مَضَتْ
ستَمضي النساء ويَمضي الرجالْ
وتَبقى السواقي وذاك الغدير
ليَسقوا الوجود بماء زلالْ
غدا سوف تمضي ككل الجدود
فذاك قضاء وليس احتمال ْ أَتذكرُ جدكَ
تلك الحقولْ وكم فيها غنى وكم فيها جالْ
ستَبقى السماء وتلك النجوم
وليست تبالي بهذي الظلالْ
ستَرجع يوما لعهد الترابْ
ويَبقى النسيم ويبقى الهلالْ
ستَبقى الطيور وتَبقى الغصونْ
وتَبقى السنابل وتبقى الغلالْ
سيَبقى السرور ويبقى البكاء
وما عاد يعنيك هذاالسجالْ
سيَأتي الربيع ويأتي الشتاء
أتسألُ عنكَ الفصولُ سؤالْ
حروبٌ ستَنشأ بين الغَمام
فيَروي الجداول ذاك النزالْ
تمتع قليلا سيدنو الرحيل
فحتى الحبيب سيمسي محالْ
سينساك ذاك الحبيب الشفيق
سينساك حتى التراب المهالْ
ستُمسي بليل وحيدا غريبْ
ستُمسي كشيء بعيد المنالْ
تأمل عميقا بسر الوجود
لتُدركَ ربا وحيدَ الكمالْ
ستَفنى وتُمحى فمهما بَقيتْ
فأنتَ سرابٌ إذا مسَ زالْ
فمَن أنتَ قُل لي أمام الردى
ومن ذا عصّيٌ عليه بحالْ
فأين المفر وأين الهروب
إذا الموت شاءَ تأكد ينالْ
فأين العقولُ وأين البَنانْ
فهل أجدى فِكرٌ أأجدى قتالْ
فرُحماكَ هون عليكَ الحياة
وعِشها سعيدا جميلَ الخصالْ
فعُمرٌ قَصير سريع الأفولْ
تُرى يستحق حياة الضلالْ!؟
تُرى يستحق حياة الخمولْ
حياةَ الخنوعِ وذُلَ الرجالْ!
أُخَيَّ عليكَ بدرب الرسولْ
بصدقِ الحديثِ وطيبِ الخلالْ
وأن تحيا حرا شموخَ الصفاتْ
ولا تحيا عبدا قليلَ الفعالْ
فلا العُمرُ طالَ بذلِ النفوسْ
ولا العُمرُ زالَ بعشقِ النضالْ
فكن مُستعدا ليومٍ أتى
قريبا ستُنعى وعنكَ يقالْ
رحلتَ وكنتَ حديثَ العيونْ
وها أنتَ تُمسي حديثَ الرمالْ

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى