قَلَمٌ، سَطْرٌ
هُنَا مِنْقَارُ مَالِكِ الْحَزِينِ
تَوَازَنَ فَوْقَ بِرْكَةِ المَدِّ الْهَادِئَةِ
حَيْثُ لَا رِثَاءَ لِلنَّوَارِسِ.
حَلَقَاتُ الْأُفُقِ الْأَحْمَرِ،
وَحَوْلَ نَسِيجِ طُيُورِ الْبَحْرِ
شُعَيْرَةٌ وَحِيدَةٌ.
تَدَاوُلٌ
بَهَاءٌ مُتَوَهِّجٌ لِذُرْوَةِ الشَّمْسِ!
لكِنَّ الشَّفَقَ الْآنَ فِي الْوَادِ المُسَرْخَسِ، لِأَنَّ
الْوَقْتَ مُرْتَفِعٌ.
يَوْمٌ بِلَا نِهَايَةٍ: الْكَهْرَمَانُ يُشْبِهُ سِوَارَ
شَمْسٍ مُدَلَّاةٍ، بَيْنَمَا نَسِيجُ الْعَالَمِ فِي الْأَسْفَلِ، لِأَنَّ
الْوَقْتَ طُولِيٌّ.
رُقَاقَةُ جَلِيدٍ فَوْقَ زَهْرَةِ لَيْلَكٍ، اُنْظُرْ-
وَرِسَالَةٌ مِنْ تَامْبَا، حَيْثُ الرَّبِيعُ مُسِنٌّ، لِأَنَّ
الْوَقْتَ عَرْضِيٌّ.
الْآنَ؟
تَغْيِيرٌ فَضْفَاضٌ فِي الْجَيْبِ.
رِبَاطُ سَاعَةِ الْجَيْبِ يَنْحَلُّ عَنِ الْمِعْصَمِِ.
عِلْمُ الْمِيَاهِ؛ الْبَكَّاءُ
يَتَعَرَّجُ النَّهْرُ لِأَنَّهُ لَا يَسْتَطِيعُ التَّفْكِيرَ.
دَائِمًا، مَعَ النَّهْرِ، المَمَرُّ الْأَقَلُّ مُقَاوَمَةً.
اُنْظُرْ: شَفَةُ طَاسَةٍ خَفِيضَةٌ تَحْرِفُ النَّهْرَ عَشَرَاتِ
أَوْ آلَافِ الْأَمْيَالِ الْبَرِّيَّةِ. حَافَّةُ الْأُخْدُودِ الْأَدْنَى
وَحَيَّتُهُ الضَّخْمَةُ الَّتِي تَخْجَلُ... كَمْ هِيَ قَدِيرَةٌ- فِكِّرْ-
هَلْ تَكُونُ فُتْحَةُ السَّدِّ مُسْتَقِيمَةً بِاتِّجَاهِ الْبَحْرِ، فِي فَتَرَاتِ
الْإِحْصَاءِ؟ مَتَى يَكُونُ المَاءُ أَسْهَلَ؟ مُسْتَوْدَعَاتُ الْمِيَاهِ
حَقًّا، لَمْ تَزَلْ مِثْلَ وَمِيضٍ دَامِعٍ؛
تَأَثِيرَاتُ الْبُحَيْرَةِ مِثْلَ حَكِيمٍ، مِثْلَ الْعَوَاصِفِ الدَّائِرِيَّةِ الْهَائِلَةِ،
الْأَعَاصِيرُ، الدَّوَّامَاتُ؛ هذِهِ أَقَلُّ أَنْظِمَةِ الطَّقْسِ
أَيْضًا، تُزْعِجُ الْقَاعِيَّاتِ حَيْثُ تَتَقَلَّصُ الْأَغْطِيَةُ الْجَلِيدِيَّةُ.
خُطُوطُ التَّحَارُرِ المُسْتَقِيمَةُ... أَوْ هِيَ المُخَطِّطَاتُ...
لكِنْ فِي لَحْظَةٍ مَضَتْ، وَاحِدٌ مَا ذَكَرَ دُمُوعًا.
لِمَاذَا الدُّمُوعُ؟ لأَجْلِ الْحُبِّ؟ الْأَنْهَارِ؟ لاَ أَسْتَطِيعُ التَّفْكِيرَ.
قَفْلَةٌ مُوسِيقِيَّةٌ
جَرَّبْتُ رَبْطَ الْفُقْدَانِ بِهذِهِ السُّطُورِ،
مُعْتَقِدًا رَبْطَهُ هُنَاكَ بِأَمَانٍ.
لكِنْ عِنْدَما جَرَى وَقْتُ الْحَيَاةِ الْكَثِيرُ سَرِيعًا، أَنَا
بِالْأَحْرَى رَأَيْتُ
أَنَّنِي مَحْصُورٌ فِي شَرَكٍ هَزِيلٍ، أَيْضًا،
ثَمَّةَ بَهْجَةٌ وَضَوْءُ نَهَارٍ.
مَحْشُورٌ أَيْضًا دَاخِلَ زُجَاجَةٍ مَعَ الصَّفْرَاءِ فِي هذِهِ الْقَصَائِدِ،
أُفَكِّرُ كَيْ أَعْزِلَ
السُّمَّ. لكِنْ عِنْدَمَا جَرَى وَقْتُ الْحَيَاةِ الْكَثِيرُ سَرِيعًا، أَنَا
وَجَدْتُهَا عَلَى رَفِّ المَوْقِدِ.
فَكَّرْتُ كَيْ أُقَلِّلَ هذِهِ الْقَصَائِدَ وَأَجْعَلَهَا قُبَّةً مَالِحَةً
مُسْتَقِرَّةً، هكَذَا قَالَتْ، لِمَدَى الدَّهْرِ.
وَمَنْ لَمْ يَكُنْ وَاحِدًا؟
مَرَّةً
جَرَّبْتُ أَنْ أَكْتُبَ بِشَكْلٍ خَفِيٍّ
لكِنَّ وَقْتَ الْحَيَاةِ كُلَّهُ شَمْعَةٌ.
قَيْحٌ مُعْتِمٌ
ثَمَّةَ قَيْحٌ مُعْتِمٌ لِأَنَّهُ كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ لَا يَكُونَ؟
كَمَا الْلاَّهُوبُ وَالْأَثِيرُ، لِهذَا ثَمَّةَ قَيْحٌ مُعْتِمٌ. أَنَا أَعْتَقِدُ
بِكُلِّهَا. لِذلِكَ أَيْضًا، عِنْدَمَا نُغَادِرُ، نَحْنُ نُغَادْرُ،
لأَنَّهُ كَيْفَ لَا يُمْكِنُنَا هذَا؟ كَمَا لَاهُوبُ
الْعَيْنِ اللَّوْزِيَّةِ لِعُودِ الثِّقَابِ ، مَا المَنْطِقُ المَائِيُّ
فِي الدَّمْعَةِ المُشَكَّلَةِ بِاللَّهَبِ الْقَلِيلِ؟ مَا الْأَدْوِيَةُ المُطَهِّرَةُ
المُذَابَةُ مَعْ رُطُوبَتِهَا الْقَلِيلَةِ؟ مَا الَّذِي
كَانَ غَيْرَ مُمْكِنٍ-وَلاَ-يُمْكِنُ-أَبَدًا-أَنْ يَكَونَ؟- الْكَتْزَلُ؛
الْعَنْقَاءُ. مَا الَّذِي كَانَ-لكِنَّهُ-ذَهَبَ-وَلَا-مُسْتَقْبَلَ؟- هذِهِ أَسْرَابُ
الزَّوَاحِفِ المُجَنَّحَةِ. مَا الَّذِي-لكِنْ-بِصُعُوبَةٍ-دَائِمًا؟- بُومَةُ
نَهْرِ الصَّيْدِ تُحَاذِي ضَوْءَ النَّهَارِ. إِذَا عَرْضُ جَنَاحٍ هُوَ الْقَاطِعُ
بَيْنَ مِثْلِ هذِهِ الْأَشْيَاءِ، فَقَطْ هذَا-بَعْدَهُ مَا هِيَ هذِهِ: تَفَرُّسُ
المُحِبٍّينَ مُطَوَّلاً، غَرَامُ المُحِبِّينَ الطَّوِيلُ جِدًّا، أَوْ
حُبٌّ تَامٌّ، وَأَثِيرٌ آخَرُ، أَوْ قَيْحٌ مُعْتِمٌ عَلَى صِينِيَّةِ طَعَامٍ؟
سِيَاسَاتٌ أَكْثَرُ
خَتَمُوا المُعَاهَدَةَ الدُّوَلِيَّةَ مَعْ دُودَةٍ بِالدَّاخِلِ،
وَعَرَفُوا مَاذَا يَفْعَلُونَ.
لَمْ يَكُنْ ذلِكَ لأَنَّهُمْ كَانُوا أَشْرَارًا؛ فِي الْحَقِيقَةِ،
لَقَدْ قَالُوا إِنَّهَا كَانَتْ كَذلِكَ، أَوْ لاَ شَيْءَ.
وَنَحْنُ لَمْ نَمُتْ، وَلَمْ نَزَلْ سَالِمِينَ،
مَعْ أَنَّنَا مَا نَزَالُ نَشْعُرُهَا نَشِيطَةً؛
وَمَعْ أَنَّهُمْ دَرَزُوا الْجُرْحَ مَعْ دُودَةٍ بِالدَّاخِلِ
فَإِنَّهَا رُبَّمَا لِحَدِّ الآنَ تَأْتِي لِلاَشَيْءٍ.
مَجْلِسُ الْأَمْنِ
الرَّسْمُ غَيْرُ المَرْئِيِّ عَلَى قُشُورِ الطَّائِرَاتِ الْحَرْبِيَّةِ يُشْبِهُ رَمَادَ حَشَرَةٍ
عَلَى الْقَمَرِ. بَيَاضَ عَيْنَيهَا عَمَّا قَرِيبٍ. زَيْتُ
الدِّيزِلِ يُرَذْرِذُ اللَّيْلَ. يُضِيءُ بَطَّارِيَّةَ مُضَادِّ
الطَّائِرَاتِ: شَمْعَدَانٌ مُتَشَّعِّبٌ لِمَعْرَفَةِ المُسْتَقْبَلِ.
بِالنِّسْبَةِ لِلْفَرَاشَةِ فَوْقَ وَاقِي الدَّبَّابَةِ:
حَتَّى عِنْدَ المُلَاحَظَةِ، دَعْ مُحَادَثَاتِنَا تُرَفْرِفُ
أًعْلَى وَأَبْعَدَ، فَتُشَوِّشُ أَحْوَالَ الطَّقْسِ
فِي آخِرِ الْأَمْرِ فَوْقَ الْجَانِبِ الْبَعِيدِ لِلْكُرَةِ الْأَرْضِيَّةِ اللَّطِيفَةِ.
نَمَطٌ جَدِيدٌ سَلَيمٌ فِي الْحَرْبِ! سَبَبٌ مُنْصِفٌ! تَكْلُفَةٌ رَخِيصَةٌ! نَعِيقٌ
نَعِيقٌ! لكِنْ فِي الرَّمْلِ الَّذِي يَقْطُرُ خَارِجَ السَّاعَاتِ،
كُلُّ الْحُرُوبِ حُرُوبُ نَمَطٍ قَدِيمٍ. هُنَا
حَرْبَةُ بُنْدُقِيَّةٍ. هُنَا بَطْنٌ.