الاثنين ٦ آب (أغسطس) ٢٠٠٧
بقلم
سجين في حي سكني
بعض حالات الكتابةتستجلب لي فيروس القلقوتجمع حولي جينات الكآبةهذا الغروب الثملأمام المفاجآت يفتح الأبوابوهذا الشحوب الكسوليأتي على محاسن وجهي بالتدريجحزين أنا ، لأني وحيد واعزلوالحزن في دهاليز العزلة أجمل*سجين أنا في حي سكنيافتقد طعم الفرحأطفئ بكل دمعة شمعةلا استطيع أن أجاهر بالبكاءمخافة أن ينزعج الجيرانلا قيود في معصميولا أغلال تعيق الحركةلقد زودني السجان بمصروف الجيبوخارطة الطريقأعطاني مفتاح الزنزانةحتى إشعار آخرازور من أشاء ويزورني من يشاءأمارس يوميا بعضا من التمارين السويديةأتسوق من الدكاكين المجاورةازور المكتبة العامةتبطئني قليلا آلام المفاصلكما تبطئ الأمطار سير القوافليمنعني السجان من الجهر بالنوايافأمارس في السر كل شئ ممنوعوأتعرى أمام المرايافلا أجد نفسيوإنما أجدكهلا مثقلا بالأوزار وبالخطايايشبه دمية مهترئة لم تعد تغوي الأطفالهذا الكهل الثمل باسقوطملته المقاعد الخشبية في الحدائق العامةلفظته أرصفة الشوارع*سجين أنا في حي سكنيليس لي أوراق ولا تصريح إقامةغير اني احمل على جبيني شارة الذلوفي عيوني للانكسار علامةعندما آوي إلى الفراشارتدي كامل ملابسي حتى ربطة العنقوجواربيأنام بحذائيخوفا من المجهولما نمت يوما ملء عينيمع حلول المساءتبدأ عندي حالة استنفار قصوىمثل القطا المعجون بالخوفعين نحو الأماموعين انظر بها الى الخلفأخاف أن يوشي بي احدهم ويقولهذا البائس النحيل من المدن المنسيةهذا بلا هويةهذا بلا جنسيةهذا المبعد عن أمه بحجة التبعية*سجين أنا في حي سكنيأتفرس في ظلي الهزيلأترقب من ثقب الباب رسالة بين الرسائلتحمل بشارة الافراجفانا في مأزق من ورقابحث عن منفذ للخروجمن هذه الدوامةوهذه النفس اللوامةلا تتوقف عن الأنينومعاينة الطيور في الأعاليكل منافذ الخروج في سجنيتؤدي إلى الدخول مرة أخرى .