الثلاثاء ٢٩ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٠٩
بقلم
سَــبُو سَــيِّـد العشــاق
سَبُو ...مُمَزَّقٌ قَمِيصُهُمَا بَيْنَ فَاسَ وَالْقُنَيْطِرَهْ...........رَأَيْتُهُ فِي سَاحَةِ ٱفْلُورَنْسَاشَابًّا لِعَيْنَيْهِ ٱسْتَعَارَ زُرْقَةَ السَّمَاءْوَرَشَّ بِلَّورَ الشَّذَا عَلَىشُجَيْرَاتِ مُحَيَّاهُ الصَّبُوحْسَبُو..هُوَ الآنَ قَتِيلُ الأَعْيُنِ النُّجْلِلِفَاسَ كُلُّ هَذِهِ العُيُونِ ٱلفَاتِنَاتِ ٱلقَاتِلاَتِ ٱلْمُحْيِيَاتْطُوبَى لَهَا فَسَيِّدُ الأَنْهَارِ قَدْ ذَاعَ لَهُ سِرُّلَكِنَّهَا مَعْشُوقَةٌ تُغْلِقُ بَوَّابَةَ عَيْنَيْهَا الكَبِيَرتَيْنِدُونَ عاشِقِيهَا وَهُمُوكُثْرُ****سَبُو...مُتَيَّمٌ فُؤَادُهُ أَعْطَى الْهَوَى مَا سَأَلاَحَكَّمَهُ لَوْ عَدَلاَلَكِنَّهُ بِعِشْقِهِ يَزْهُو عَلَى الأَنْهَارِ وَالأَطْيَارِهَلْ يَعْلَمُ أَنَّ مِنْ بِحَارِ العِشْقِ بَحْراً قَتَلاَ****مَنْ ذَا الَّذِي أَخْرَجَ هَذَا العَاشِقَ الْمَقْتُولَ مِنْ وَاحَةِ فَاسٍ وَرَمَاهُ جَسَداً مُمَزَّقاً بِغَابَةِ القُنَيْطِرَهْمَا عَادَ شَابًّا يَفْتِنُ الشَّوَارِعَ الْمُورِقَةَ الأَشْجَارِ مَا عَادَتْ سَمَاءُ الصَّيْفِ تُعْطِي وَجْهَهُ زُرْقََتَهَا السَّاحِرَهْسَبُو..هُوَ الآنَ مِنَ الصَّلْصَالِ يَسْتَعِيرُ أَلْوَاناً لِدَمْعِهِ وَمِنْ جُوعِ التُّرَابِ يَسْتَعِيرُ قَطْرَةً مِنْ دَمِهِ الْهَارِبِ أَيْنَ يَا سَبُو زينَتُكَ الْمُعَطَّرَهْأَحُبُّ زَهْرَةِ القُرَى أَضْنَاكَ أَمْ أَضْنَتْكَ أَمْوَاجُ ﭐلْمُــحِيطِ أَمْ تَكَسُّرُ الزُّهُورِ عِنْدَ أَقْدَامِ الْمُحِيطِ فِي حِمَى خَلْوَتِهَا الْمُخْضَرَّهْأَيَّتُهَا الزُّهُورُ يَا عَاشِقَةَ الْمُحِيطِقَتَّالٌ أَرِيجُكِ الْجَمِيلْمُخِيفَةٌ صَلاَتُكِ الْمُشْتَعِلَهْفَزَيِّنِي بِنَارِهَا شَوَارِعَ القُنَيْطِرَهْعَلَّ سَبُو يَسْتَرْجِعُ الصَّفَاءَ قَطْرَةً فَقَطْرَهْ****يَا رَاحِلاً عَبْرَ الْمُحِيطْإِذَا مَرَرْتَ ذَاتَ لَيْلَةٍ بِجِيرَةِ الْمُحِيطْفَٱقْرِ الأَحِبَّةَ السَّلاَمَ قُلْ لَهُمْ:إِنَّا ذَكَرْنَاهُمْ هُنَا وَذِكْرُهُمْ سُقْمُثُمَّ بَكَيْنَا هَلْ تُرَى لِمَنْ بَكَى حِلْمُيَزُورُنَا خَيَالُهُمْ إِمَّا غَفَوْنَا أَوْ صَحَوْنَاثُمَّ يُذْكِي فِي قُلُوبِنَا خَمَائِلَ الرَّمَادِلَيْتَهُ مَا زَارَنَاوَلاَ بَدَا مِنْهُ لَنَا رَسْمُ****يَا رَاحِلاً سَلِّمْ عَلَيْهمْ وَاحِداً فَوَاحِدَاسَلِّمْ عَلَى الَّذِينَ بَاتُوا بِالْمُحِيطِ هُجَّدَاسَلِّمْ عَلَى الَّذِينَ مُزِّقُواهُنَاكَ رُكَّعاً وَسُجَّدَاهُمْ نَفَرُوا فِي الْحَرِّ حِينَ طَابَتِ الثِّمَارْوَحِينَمَا تَرَاقَصَتْ فِي حَيِّنَا عَرائِسُ الظِّلاَلْوَنَحْنُ دَائِماً إِلى لَهِيبِهَا صُعْرُهُمْ نَفَرُواوَالظَّمَأُ القَتَّالُ يَسْتَوْطِنُهُمْ وَالْجُوعُ وَالفَقْرُهُمْ نَفَرُوا فِي زَمَنِ العُسْرَةِ أُعْطُوا نَاضِحاًفَارْتَحَلُوهُ ٱتَّخَذُوا الرَّصَاصَ زَاداً لَهُمُووَعِنْدَ إِشْرَاقِ الدُّجَى قَدْ خَرَجُــوا:يَا حَبَّذَا الْجَنَّةُ وَٱقْتِرَابُهَاطَيِّبَـــةً وَبَـــارِداً شَـرَابُهَا****يَا رَاكِباً إِمَّا بَلَغْتَ البَحْرَ ذاتَ لَيْلَةٍ فَبَلِّغَنْ أَحْبابَنَا أَنْ قَدْ أَتَتْنَا مِنْ صَلاَتِهِمْ عَصَافِيرُ اللَّظَى فَزُلْزِلَتْ أَغْصَانُنَا غُصْناً فَغُصْناً عَلَّمَتْنَا أَنْ نَشُقَّ البَحْرَ أَنْ نُؤَجِّلَ الدُّخُولَ إِلَى عَرِيشِنَا ٱلْمَفْرُوشِ بِالأَشْجَارِ وَالعُشْبِ الدَّفِيءِ أَنْ نَفُكَّ أَسْرَنَا مِنْ سَطْوَةِ الثِّمَارِ مِنْ حَرَارَةِ الظِّلاَلِ أَنْ نَقُولَ لاَ إِذَا عَوَتْ فِي جَوْفِنَا نُفُوسُنَا الْمُبَلَّلَهْبَلِّغْهُمُو يَا نَهْرُ أَنَّ خَيْلَنَا مُسْرَجَةٌ مُسَوَّمَهْأَنَّ لَهَا مَنَاخِراً مِنْهَا تَنَفَّسَ السَّمُومُأنَّا حَذَوْنَاهَا مِنَ الصَّوَّانِ سَبْتاً قَدْ أَزَلَّوَكَأَنَّ صَفْحَةً لهُ أَدِيمُبَلِّغْهُمُو أَنَّ لَنَا كَفًّا عَلَى الأَعِنَّةِ الأَسِنَّةِ الزُّرْقِوَكَفًّا قَدْ مَدَدْنَا لِلْمُخَلَّفينَمِنْ أَحْبَابِنَا حِبَالَهَا السُّمْرَوَمَاحِبَالُهَا بِأَرْمَامٍ وَلاَ أَقْطَاعِهَا إِنَّ أَنْوَارَ الْهُدَى تَؤُجُّ فِي القُلُوبِ أَجًّا هَا هِيَ الأَشْجَارُ قَدْ تَوَاصَلَتْ تَكَاثَفَتْ تَجَمَّعَتْ هُنَاكَ تَمْلأُ السَّمَاءَ تَمْلأُ الأَرْضَ وَتَطْوِي السَّهْلَ تَطْوِي الْجَبَلَ الصَّعْبَ فَبَشِّرْ أَيُّهَا النَّهْرُ الْحَبِيبُ رَهْطَنَا بِأَنَّ خَلْفَ النَّقْعِ أَشْجَاراً وَأَشْجَاراً فَحِيحُهَا يَصُمُّ الْبِيدَ مَنْ مِنَّا يَكُونُ الأَوَّلَ الطَّالِعَ مِنْ خَلْفِ الغُبَارِ الْمُرِّ يَا لَيْتِي مَعَ ﭐلأَشْجَارِ يَا لَيْتِي مَعَ النَّقْعِ الْمُثَارِ أَمْتَطِي الرِّيحَ وَأَنْجُو مِنْ سُعَارِ نَفْسِي:يَا نَفْسِ إِلاَّ تُقْتَلِي تَمُوتِيهَذَا حِمَامُ الْمَوْتِ قَدْ صَلِيتِوَمَا تَمَنَّيْتِ فَقَدْ أُعْطِيتِإِنْ تَفْعَلِي فِعْلَهُمَا هُدِيتِ