الأربعاء ٢ أيار (مايو) ٢٠٠٧
بقلم
صهيل التعب
في هذا الشتات الموحش ، وجهي تحول الى دفتر اصفر يتنفس بلا أوراقيطير على جناح بعوضة ضعيفة ، يوصد الليل دونه الأبواب والنوافذيدعوه العشب المريض الى الغرق الفوري سوية في البحيرة القريبةمدينتي تتعرى بلا رغبة في غير الموسم المعهود أمام الجنود الغلاظيطأ الجنود حلماتها المكتنزة فيسيل منها العسل انهاراصار اسمها على كل لسان وصورتها في كل قلب وصوتها في كل أذنتتألم مدينتي لوحدها وتنام في حضن الأسى عارية بلا أمانيتنهش الثواني مفاتنها وتسطح نتوءاتها بسيف صقيل له عدة مقابضلم يبق احد في الحانات المرطوبة، وغادر العسس الشوارع الخلفيةالليل بظلمته ووحشته وهدأته وغموضه يلوح بالرحيلتنزاح الستارة الكثة عن وطن باك وطفل يحتضر وقطة لها عيون شيطانفي اللا وطن ، عبثا ابحث عن شموع ومناديل ونخيل وقمر وجيرانوصخب الأعراس لا يكون إلا في مضارب القبيلة ، حيث تلتهب الشهواتوالقبيلة بعد ان شبعت نامت على بطنها وغطتها كثبان الرمالحبيبتي ،من ظفيرتها علقت على شجرة توتوسط الرصيف الفاصل بين الشارع الطالع الى المحطة والنازل منهامنع الحراس العصافير من الاقتراب ، تناثر لحمها سريعا كي يتمرغ في الترابلقد اختارت ان تظل وحدها مع الرعب / الحقيقة وتموت وحيدة مع عذوبة النهرمن يصنع لها جنازة رمزية توضع على جانب الجسر يبكيها الغرباءمن يجعلها معلما للسابلة يرتاح في ظلها المسافرون المتعبونويوفون بنذورهم لها ان هم عرفوا وجهتهم الحقيقية قبل الطوفانألف وجه وألف يد وألف عقل للغول في وطني، يقف متحفزا في ثقوب المنافذيجر أقدام العائدين ويرسلهم مرة أخرى وراء الحدود بلا قلوبمات من مات وأنا بانتظار صبح مدينتي تمتد بي الأعمارلم يسكت الحب الذي في داخلي للأطفال الذين يبحثون عن المستحيل في المقاهيمن اجل ان يظل الضياء في وجهك يامدينتي، غرست في كل منعطف وردةتناولت الأسى مع الرغيف وتحملت أهوال النزيف والحالة المصاحبة للإحباطولكي يظل وجهك أجمل الوجوه قررت ان أغلف صورتك بماء الوردأهاجر به الى كهف ازرق مرصع بالفيروز تحيط به ألوان قوس قزحينام فيه كاهن جميل يمتهن الغزل منذ عصور تخدمه سمكات برية تسبح في الهواءاسأله ان يحولني الى تمثال من اللؤلؤ البراق لا ينظر إلا إلـيــك...