فلسطين

كنت في حديث عابر مع احد الاصدقاء فجعل يكلمني عن وطنه وكيف ان هناك اجراءات جديدة في وطنه للضمان الاجتماعي والصحي ورغبته في الاشتراك، وكيف انه امضى اجازة الصيف الفائتة في وطنه وما مر عليه هناك من أحداث سعيدة اصبحت الان ذكريات يستعين بها على قضاء ايام الغربة متصلا بشيء ما مع وطنه.

انهى صديقي كلامه مودعا غير مدرك انه اثار في عقلي ومخيلتي افكارا قديمة جديدة بدات تجتاحني بشدة فصرت كتائه في وسط المحيط المتلاطم الامواج تائه خائف محدق النظر في المجهول.

كلانا في غربة كلانا يبكي الليالي اشتياقا ولوعة للوطن كلانا يحب وطنه كلانا يحن للارض التي نبت منها ونبتت منها جذوره ، كلانا تمر به ومضات من الماضي تنتقل به الى مكان اخر خارج هذا الوجود هو الجنة في صورة الوطن او الوطن في صورة الجنة.

ولكن صديقي - مهما طالت الغربة ومهما اشتدت المحن ومهما اسودت ليالي الغربة- ينام الليل قرير العين مرتاح البال لان هناك في داخله يقين يرسم له طريق العودة كل ليلة، اما انا- فمهما طالت الغربة او قصرت ومهما اشتدت المحن او سهلت ومهما اسودت ليالي الغربة او اشرقت -فدرب العودة امامي مغلق او حتى انه بقاموسي غير موجود.

من اباح لاحد ان يسرق مني وطني، من اباح لاحد ان يلقي بي في غياهب جب الغربة، من اباح لاحد ان يسرق مني طريق العودة.
باي حق سرقتم ذكرياتي احلامي سعادتي فرحتي طفولتي جنتي نبض الحياة في عروقي.

فلسطين يا معزوفة إلاهية تنزلت على اهل الدنيا، يا قطعة من الفردوس دليل حسي لأهل الارض يخبر عن وجودية الجنة، فلسطين يا وطني، نعم وطني، نعم انا لي وطن مهما فعلتم مهما قتلتم مهما دمرتم مهما قهرتم انا لي وطن، انا لي فلسطين، انا فلسطيني بملء الفم اقولها بكل ما في من قطرات دم، بكل ما في من انفاس انا فلسطيني انا فلسطيني.

اتمنى يوما وقد تستغربون اتمنى ان اشم هواء فلسطين اتمنى ان اقول اني ذاهب في زيارة للعاصمة القدس، اتمنى ان اصلي في الاقصى اتمنى ان اسجن في سجن لحكومة فلسطينية، اتمنى ان اشارك في مسيرة لدعم احرار العالم تنطلق من الخليل متجهة الى عكا قاهرة نابليون، وأخيرا اتمنى ان اموت في فلسطين وان يحضن جسدي ثرى فلسطين الغالي الذي منه خلقت فيا ليتني اعود اليه يا ليتني أعود.