الأحد ٧ أيار (مايو) ٢٠٠٦
تجليات الحضور والغياب
بقلم محمد دلة

قراءة في قصيدة اندلسيات للشاعر الفلسطيني د. فاروق مواسي

ترددت كثيرا قبيل مخاطرتي بقراءة قصيدة أندلسيات لشاعرنا الكبير د: فاروق مواسي خشية أن لا أفي النص حقه،ولأن قراءتي ستعتمد الذاكرة مرجعا ومستندا، اذ أني آوي الى واد غير ذي حرف، وثالثة الخشية محبتي الشخصية لشاعر وباحث وناقد وانسان تجاوز سقف الصهيل اصرارا وبحثا وابداعا ورحابة صدر،وامتدّ دالية ياخذ ظلالها وخمرها ومائها بأيدي المبدعين الشباب مغامرا ومراهنا ضد سلطات وسدنة البوح ممن آثروا السلم الإبداعي واعتكفوا يدرسون قامات شعرائنا وكتابنا الكبار ،فاغفروا لي قليلا من دوال استنادي وغضوا الطرف عن ما ستلمحون من اخطائي.

مفتتح النص وعلامات تأويله تسكن ظلال العنوان ،ونجد الشاعر هنا صدم تلقينا ب (اندلسيات) بما تجمّر في اشجارها من تداعِ، وفتح باب تذكرنا على ضفتيه لنتلمس ما نشاء من تبرج الموشح ومن صبار الدخول والخروج، عبر عنوان وارف الاجنحة مطلق غير مقيد ،مفتوح لكل تعريف ورؤية،وازداد غيا بمحاكاته موشح لسان الدين الخطيب "جادك الغيث"عبر جدلية عجيبة تقول الأشياء وتستحضرها بالغياب المر، باستحضار الفقد والفاجعة المغيبة عن النص لفظا والقائمة ظلالا ملتهبة .

فجاده الدمع،اذ غاب الغيث
واستبدل زمان الوصل بزمان المجد
فالمجد غائب،وكان المجد يعربيا،
وحضر نقيضه مجد غربي الملامح

ولكن حتى النساء اللواتي لا يشربن قهوتنا جميلات ايضا،فهل ستغنى دموعنا،واي لظى ستسكن لقاءنا؟ لظى الذكريات البائدة التي استحالت نصوصا من غياب،ام شوزفرنية الفرحة الانسانية بجمال اسبانيا وبهائهاوسيطرة مشاعر اليتم لفقدانها،لا بد من استراحة عاشق ترتب عناوين الاشياء.

وداوني بالتي كانت هي الداء ،لا منقذ من الغرق الا الغرق في موجه، أينقذنا الوجد من الطاعة والعصيان الممتزجان في الخمرة والرؤية والساقي والنديم
وهذه الحالة المتشظية لا مجال للتعبير الا بالمتناقضات(فالضوء يكسو بالظلمة)والخيال خرج من صيرورته الوادعة واستحال وحشا مفترسا)
وفي ختام الموشح يستحضر الشاعر ما لا تقوله الكلمات،بقيت النقوش ولم يبقى من القصور والجواري والموالي والجيوش والحرس والفقهاء والندماء والمشربيات والشناشيل والايوانات والقياب والقصائد والموسيقى وجنوح العلم والفلسفة الا حشاشة ذكريات تتزيا بالحجر
فاي فقدِ حضر ،اي جنازات خرس ،واي مواكب تزف النياح والموت

نفح من الطيب

جادني الدمع إذا الدمع شجا

يا زمان المجد في الأندلس

لم يكن روضُك إلا أرجا

يَعْرُبيًا عابقًا في النَّفَسِ

فتغنّتْ دمعتي في عَبَق

وتلظى فرحي في الألـمَِ

فأتاني الموجُ بعد الغَرَقِ

ينقذ الوجدَ من المُضْطَرمِ

أيها الساقي نديمي قد لقـي

في انكسار الكأس ذوبَ الأنجمِ

فكسانا الضوءُ أغلاسَ الدجى

بخيالٍ بات كالمفـترسِ

فإذا الخط تبقى ونجا

وإذا العمران ضوء الغَلَسِ

قرطبة

ويعبر بنا الشاعر دائرة أخرى من دوائر النشيد، بنفس تقنية العنونة " قرطبة"،والآن يشي النص بالحضور فرغم غياب المجد وإنحسار الايقونة العربية عن خصر غرناطة ،أعمدة حمراء وبيضاء وعبد الرحمن الداخل يمضي للمحراب فيدخل السماء من بوابة الارض والناس،وكذلك الناصر، يرفلون عزة وكرامة يعمرون الكون ويحمون الثغور،ويعزفون وينزفون الحانا عربية ويفتحون خزائن السماء والماء للمبدعين، فمن ابن زيدون وولادة ثنائية العشق والبوح والإحتفاء بالجسد كقيمة فنية ولاهوتية حتى ابن شهيد سابر اغوار الميتيفيزيقا ، والعقد الفريد الذي يؤرخ للذاكرة العربية ويوحدها ذائقة وابداعا ما بين شرق وغرب ، والمجروح بفكرته وبتجلياته، ابن رشد الذي حضر في ذاكرة الموت بعد ان غاب الملوك وتحللت الجيوش بحامض هزيمتها وعناكب كسلها واقتتالها.
وطن من خيال وذهب، مؤمنون ومجدفون ،عرب وبربر وإسبان مقلدون ومجددون، امراة تتبرج وتتجرد من عباءات العيب والحلال والحرام وتدخل مملكة الجسد علنا،وتركنا كل شيء، وتزوّدنا بالعقد الفريد وارتدينا الزبد.

مديتة الشاعر الفاضلة حاضرة الآن، ولكن النص يراوغ لنستحضر فقدها بالدمع والجمر والترمل واليتم، الكوميديا غير الالهية في الحال العربي الوارم المتزمت المنغلق الذي يئد الفكر والشعر والخمر والنساء،ويحرم الارتماء في حضن الحبيب ويرتمي في حضن الاعداء، والزعماء الاندلسيين كانوا حصنا في وجه الاعداء ،وزعماؤنا اليوم حصن في وجه الشعوب يمنع الغزاة، ويسكب البلاد خمرا ومواخير في احضانهم .

في الجامع بين الأعمدة الحمراء البيضاء
كان (الداخل) يمضي للمحراب
صقرًا تعرفه كلّ سماء
فأصافح فيه العزة والكِبر
يبسم في إيمان
يتبدى في كل الأنحاء
و (الناصر) يضفي أبهة ويسمي نفسه
في قرطبة خليفة
والحصن يقاوم كل عداء
 
(فالناصر) يرفل بالألحان العربيّة(ترفل بالدمقس وبالحلل)
بجروح زُفت للأضواء
وهنا (الحكم) يفاخر
في مكتبة وَسِعت علما (وسع كرسيه السموات والارض)
يحضن كل عصافير الفن
كأحضان نساء
و (ابن شُهَيْدٍ) يكتب عند الوادي
بتوابعه وزوابعه

إشبيلية

يمتزج الحضور بالغياب فالمئذنة العزلاء من صوت النداء العربي، كم تمزّق صمتها في حرقة لوركا المشتاق للنداء العربي، لا نستطيع ان نتلمسها الا بالفقد،ولكن حضور الماضي التليد لا يبتعد كثيرا،فبنو عباد يشهرون امسهم وينحازون للمعرفة وجارية تجيز بيت شعر تصبح الاميرة ونحن نقول القصائد العصماء ونصبح عبيدا وإماء ومن ذات اليمين ومن ذات اليسار.
ويتسرب الينا المعتمد وابن هاني وابن عمار ليكتمل الاحتفاء بالمكان.
وفي اكتمال التجلي يتمرد المكان طاردا الاشباح والصور ومعلنا عجميته.
فيسائل الشاعرالسياح والسكان فيعرفون انه عربي فيصحبونه الى القصر وما نسيه اجداده من حضارة وحنين، ليجد ان الدودة لم تبق من الصحيفة الا

(الملك لله
القوة لله
القدرة لله
العزة لله)
ترتفع المئذنـــه
بالصمت محزنــــه
لتلتقيني في العلاء
هناك تبدو المئذنــه
حُشاشة من مسجد
فراق عمر أعلنه
والقصر من أمامها
مزخرفًا مُلَحَّنًا
(عبّادُ) ظلوا للرؤى
رماحهم مسننـــه
رسَوا على شواطئ (الكبير)

مالقة

ما زالت العناوين تفرغ كؤوسها في حواسنا وذاكرتنا الارملة،الجنود هنا تاتي وجنودنا تفر،هؤلاء اعمامنا وجنودنا اعمام المحتل،الجنود في مالقة يحملون في يدهم مصابيح السماء، وجنودنا تتورم اقدامهم فرارا، نتذكر الاشياء الجميلة،تنتمي الينا كما كأم تخبز فجرنا بالزيت والقهوة، فنرش الورد على الجرح ،هنا بحث البحر عنا وتعلم أبجدياتنا ورغم مرور الجراح عميقا الا انه ما زال يذكر وما زال متحفزا بالتواصل والنشيد

- وبالقلعة العالية
مناظر : تأتي جنود
- كأن لذاك ملامح عمّي ?
لنصر الأماني ،
وفاكهة تخلِسُ اللون من هسهسات السنين
فيخضرّ ضوءُ الثواني
فأذكر أمي ،
 
وبحر يداعبه زورق
ويرتادُ يبحث عن لغتي
ويلقي صباباتِهِ في ندوب الأغاني
 
على نجوة من مضيق جبل طارق
 
قام يبغي نجوة من هلاك فهلك

هكذا ودعت السلكة ابنها،ومن هنا ضرب طارق البحر بعصا النور والمعرفة،وحرق السفن واجترح المعجزة ،خلافة من طيف وحرف،ومن هنا مر طارق كسيرا وقد تمرد عليه بن نصير في رحلة الشام والنكران
وهنا زفر ابو عبد الله زفرته الاخيرة

و (طارق) يحرق السفن
حتما هنا، ربما هناك
 
والشمس تخثر الدماء
والريح تبتلع الدموع
وينتشي الزيتون
أيها البطل الذي أنكره (موسى بن نصير)
فأنكر الخليفة موسى بن نصير
وأنكر بعضنا بعضا
حتى صرنا
موتًا ممتدًا
لهبًا ممتدًا
فأعادونا من نفس المضيق .
- أيها الجبل أشهد
أن حبي لمن يرقدون هنا
مثل حبي لبلادي

وفي جدليية الغياب والحضور يبرز صوت الشاعر ليعلن علاقة الوفاء مع الاندلس ومع فرسانها الراقدين هناك وانه يحبهم كحبه بلاده،انه يحبهم لان بلاده تحتاج فرسانا كالفرسان الراقدين.ام لأنه اباء صدق ومجد ورسالة.

أودّ أن اصعد الجبل

لأرتقي قلعة (طارق)

فهي من مخمل يبعث الدفء

بهجتهُ متوثبة

أودّ أن أخطو مع ظلّ (طريف)

بصحبة أفواج من الآيات

البحر من ورائيه

قصر الحمراء

تتواصل غطرسة العنوان

كل نظرة إعادة بناء،و يعيد السياح بناء قصر الحمراء بكل اللغات،ويحلق الشاعر فخورا ليخبر عن سند ملكيته شعرا وفكرا وابداعا لهذا القصر،أليس هو حفيد البانين؟
ويقفز الى الذاكرة التناص مع قصيدة الراحل نزار قباني

في مدخل الحمراء كان لقاؤنا

ما اجمل اللقيا بلا ميعاد

ومدينة الحمراء زهو جدودنا

فاقرا على جدرانها امجادي

امجادها ومسحت جرحا نازفا

ومسحت جرحا ثانيا بفؤادي

يا ليت وارثتي الجميلة ادركت

ان اللذين عنتهم اجدادي

قبلتها حين الوداع فودعت

رجلا يسمى طارق بن زياد

ولكن الهزيمة امام تمثال ايزابيلا تستدعي بعض الجاش المر، ولإتزان الشاعر المطعون باستبداد التمثال لا بد من زيارة كعبة الخيال ومناجاة شخوصها العابقين ضوءا وظلا في موشحاتنا وابداعنا ، ـفنتفيا لسان الدين وجنات العريف والبيازين
ونمر بإبي عبد الله الصغير اول الملوك البكائين والأب الروحي لكل ملوك الطوائف ونتأسى بسنة

" لا غالب الا الله"
نقرّعه بدموعه التي بزت شهرتها دموع التماسيح،الذي بكى مرة وما زلنا نكبي
فأبو عبد الله بكى مرة
والنافورة ظلت تبكي
وأسود سكنت دار رئاسة
تتثوثب في إيقاع
تزأر ماء
في طعم الماء نواح ممزوج بغناء
ونعاس دون غطاء
 
ويرنم الشاعر مع لسان الدين فينتشي ويطربُ راقصة الفلامنكو فتنتشي معه
 
أترنم
فإذا إسبانيـــه
لحظت طربي وغناءَه
رقصت (فلا منكو)
أسرع من لمح البصر
عيناها ينبوع دُرر
فشربت نبيذًا من فمها
وشربت نبيذا من شفتين تذوبان صفاء
ومسحت بكفي وجنتها

وكاننا امام الهزيمة تستعيد نصرنا المفقود بالجنس والقبل كما فعل بطل موسم الهجرة الى الشمال وشاعرنا الكبير نزار،او ان اسبانيا ما زالت تعرفنا ورغم غربتنا عن سريرها ما زالت تتذكر طعم قبلاتها فتحن الينا ونحن إليها.

عود على بدء

ويختتم الشاعرة قصيدته بمقطع يشبه شكلا مطلعها وكانه في دائرة موسيقية تبدا إذ تنتهي كموشحة كلاسيكية اسكرتها الموسيقى،وفي منتهاه يعرج بالسلام على بن العربي عله بصوفيته ورؤاه يخلصنا مما الت اليه انزياحاتنا ,ربما نجد خلاصاا في رياض الكتب،والخلاص صيرورة مثنى يقي من الغرق وينتشي بحسن الماء
القصيدة اندلسية نصا ومعنى وهوى وجرحا غائرا في الذاكرة،ولم يكن عنوانها اندلسيات لسميناها كذللك

اسقني ذكر الهوى بالغَدَق

ثم خذني صوب ابن العربي

علّه يهدي سُطوعَ الأفق

وهو يهمــي في رياض الكتب

عد بنا مثنى قبيل الغرق

ينتشي الماء بحسن السحب

فإذا ذكر الهوى طيبُ الرجا

أتقاوى نفسًا في نفسِ

كلما أظلم ضوء بَلجا

لا تزد ظلمًا على المقتبسِ

وبعد هذا الاستعراض السريع لمكنونات القصيدة لا بد من الغوص في بناها الشكلي لغة وتراكيب وفراغات
إذ اختار الشاعر لقصيدته شكلا يزاوج ما بين شعر التفعيلة في صدر القصيدة ومقطعين من الشعر العمودي في مبتداها ومنتهاها،واذا بالنص يفتتح تلقينا بالحزن ويختمه بحزن تحفره الموسيقى وتقاوم محوه بترديد ايقاعاته المرةِ المرةَ تلو المرة على اخاديد الذاكرة
ويستعير الشاعر من اساليب اللغة ما يخدم اغراضه بصنعة وفنية عالية فهو يزاوج ما بين المتناقضات ليفجر منها احاسيسه وفكرته مجازفا بتحطيم كل القيود الاسلوبية ليخط للغته منحى اسلوبيا جديدا تدعوني أطلق عليه تقنية التضادوالبتر،فهو يضع جمله قصيرة مبتورة بالتشظي ومسكنة كقبلة السيف ليصفع سائدنا بالنقص ولتجبرنا وخزته الصاعقة ان نغادر مرجع احساسنا وننطلق لاسئلة جديدة وحواس تتوالد في ابعاد النص كموجات رؤية

(هناك تبدو المئذنــه

حُشاشة من مسجد

) فراق عمر أعلنه

فالمئذنة تبدو بكل وضوح وارتفاع لتغيب حشاشة مسجد ورغم حضوره فقد أعلنه الفراق،والقصر من أمامها متكئا على بعث طارق بن زياد(البحر من ورائكم والعدو من امامكم) ليكون القصر عدو المئذنة،ألم يكن صديقها ذات فتح.
ويزاوج مابين جدلية الحضور والغياب فهو في الاندلس حاضر غائب وجده العربي غائب حاضر سيدرك آفاق وجده ويتفهمها رغم طواحين الزمن

فأصبو لترتيل جَدّي
ليدرك آفاق وجدي
 
وتتجلى المتناقضات وتفجر ما شاءت
 
فأبو عبد الله بكى مرة
والنافورة ظلت تبكي
وأسود سكنت دار رئاسة
تتثوثب في إيقاع
تزأر ماء
في طعم الماء نواح ممزوج بغناء
ونعاس دون غطاء

وعرس المتناقضات ليس عرسا شكليا يأخذ مجده من طباق اللغة ،انه عرس يتبرج باصطفاف الاشياء ومراوغة المعنى،وخلق تراتبية جديدة للاشياء يقتضيها الابداع وتنفى صورة الواقع الآيل للنفي بنبوءة الحق والشاعر

هنا الحمام، هنا الأزهار هنا...
- ما أقسى التاريخ يدور كدولاب
يطحن يبني
يزرع يجني
والمصباح على سارية خضراء
ضَجَّ غناء
ملأ خريطة وجدي بالحلم المُشْرَع
بالزمن أعيده
أرفع هامة نخلة
رمقتني من بُعد فَدنوت
تطلق إذ تعرفني زغروده
- زغرودة أختي عند زواج أخي -
فألمَّ ندى
أتسلق جذع النخلة

وتتجلى ثقافة الشاعر واصراره على الاحتفاء بموروثه ليعمق من احساسنا باليتم الأندلسي عبر الاقنعة الحاضرة نصا او ظلالا من خلال تناصه مع الادب الاندلسي كخطبة طارق بن زياد واشعار ابن زيدون واشعار ولادة التى ما زالت تشكل حداثة في النصوص النسوية،وكذلك تناصه مع النص القرآني دون مباشرة مما يؤثث روح القارئ بالقدسية واستشراف الاشياء

في كل مكان تتردد

لست على الغيب ضنين

فالنصر مبين

والعزم مكين

ويتناص الشاعر ايضا مع لوركا عند مشاهدته امراة تحمل وجها عربيا،وكان الهم فرد جناحيه واعطى كل مبدع نجما يرسم بريشته

اغنيات موته وبعثه

وحفيدات الزهرات بقين

يتناجين حديث العشق الأبدي

(ثلاث نساء عربيات

عائشة وفاطمة ومريم

كن مسلمات اصبحن مسيحيات) لوركا

وفي الختام لا بد من التعريج على علاقة الشاعر بالمكان التي لا يجاريها الا علاقة شعراء العصر الجاهلي الذين جعلوا من المكان مسرحا عامرا بالشخوص والنور والظلال واستنطقوه حتى اخر البوح،وشاعرنا ومن منطلق حداثي يعمق المكان بالمكان وبالموروث الحضاري والمعرفي والجمالي ويصحبنا بجغرافيا الحزن عبر خريطه النص العامر بالتضاريس والخضرة.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى