الخميس ٢٤ تموز (يوليو) ٢٠٠٨
بقلم محمد أبو الفتوح غنيم

قطار مطروح والمصداقية

فور الانتهاء من إسعاف المصابين ونقل الجثث وإزالة آثار حادث قطار مطروح المروع الذي راح ضحيته 42 قتيلا و40 جريحا، أصدر السيد وزير النقل أمراً بتطوير 350 مزلقانا على مستوى الجمهورية، ورغم أن الخطأ هذه المرة ليس خطأ هيئة السكة الحديد أو المرور إلا أن هذا القرار أوحى بأنه خطأهم أو أنها محاولة لحفظ ماء الوجه وإبداء الهمة فهذا ما يحدث دائما حيث لا نفيق ولا نقوم بواجبنا إلا عند حدوث المصائب وكأنها أصبحت صفة مصرية لازمة إلى الأبد.

لا أستطيع التغاضي عن استحسان هذا القرار أو أن أقلل من أهميته ولكن حبذا لو كان قرارا بالفحص الدوري وأن يُفَعَّل في أقرب وقت، فلماذا ننتظر دائما حدوث المصائب لنتحرك ونسعف واقعنا المرير.

إن لهذا القرار وخاصة في صياغته دلالة تنم عن حنكة سياسية وإعلامية فقد جاء بالتطوير وليس الإصلاح دلالة على أن السيد الوزير يسعى إلى الأفضل حيث لا يوجد ما يحتاج للإصلاح، وهذا ذكاء وفطنة على الرغم من وجود الكثير من المزلقانات التي لا تراعي أبسط قوانين المرور وقواعد السلامة، ولهذا فإن الأولى إصلاح تلك المزلقانات بدلا عن تطوير السليمة منها مادام أن القرار لم يتسع للإصلاح والتطوير معا.

علينا أن ندرك أن الاعتراف بالخطأ لا غضاضة فيه بل هو دافع لنا لمنع كثير من الحوادث قبل وقوعها ولكن إذا تغاضينا عما نراه من أخطاء والإيحاء بأن كل شيء على ما يرام هو الخطأ الأكبر وحتما سنستيقظ يوما ما على مصيبة أخرى ولكن هذه المرة ستكون مسئولية الهيئة والمرور.

لا شك ان سلبية المواطن خاصة مع نفسه تدفع حكومته إلى السلبية معه، فكم منا يرى أخطاء تحدث من حوله ويسكت إما لظنه أن حديثه لن يجدي أو أن هذا الأمر ليس من شأنه، فكيف إذا نرجو الأفضل ونحن لا نسعى إليه.

لابد أن تكلم ونشكو في حدود ما يسمح به القانون وحقوق المواطن وبلا تطاول أو تعدي وينبغي أن نحاول وأن نترك سلبيتنا وراءنا وأن نسعى لصالح هذا البلد، فلو أن كل منا انتظر غيره ليتحدث فلن يتحدث أحد ولن يحدث شيء، ولكن إذا تحدثنا كلنا فلن يجد المسؤول صالحاً كان أو فاسداً إلا الانصياع للصواب خاصة إذا كان حديثنا كما قلت في حدود ما يسمح به القانون وحقوق المواطن وبلا تطاول أو تعدي على أحد، فما كان الرفق في شي إلا زانه.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى