الأحد ١٦ كانون الثاني (يناير) ٢٠١١
محاسن الحمصي توقع
بقلم محاسن الحمصي

لم يعد لي إلا .. أنا

مشيرة المعلا

أقيم مساء أمس الأول في مركز الحسين الثقافي حفل توقيع المجموعة القصصية لم يعد لي إلا.. أنا للكاتبة محاسن الحمصي، وأداره الشاعر جهاد أبو حشيش، مدير دار فضاءات للنشر والتوزيع، وقدم الناقد والقاص إياد نصار ورقة نقدية قال فيها إن المجموعة عبارة عن لوحات مشهدية تأملية وبطلات وحيدات تسيطر هواجسُ المرأة المتمثلةِ في الانتظارِ، وغيابِ التواصل الانساني، وقلةِ التقدير الحقيقي من الرجل، ومحاذيرِ سوء القصد، والاحساسِ بالعزلة، والجفافِ العاطفي.

وأضاف نصار أنه يغلبُ على المجموعة إحساسُ الأنثى بالخوفِ من الموت ومواجهةِ الحياة وحيدةً. حيث انها تفتتحُ المجموعةُ بمشهدِ امرأة تستعيدُ تاريخَها المليءَ بالمعاناة والآمالِ المنهارة بعد رحيلِ شريكِ الحياة منتحراً، وهي تجلسُ في خشوعٍ باكيةً أمام قبر والدِها لترى أملاً في نهايةِ النفق، يعيدُ اليها الروحَ بعد اليباس، وتختتمُ المجموعةُ بقصةٍ قصيرةٍ جدا عن امرأة تهيئ نفسَها لعالمِ الموت، وما بينهما جاءت قصصُ المجموعة حاملةً همومَ المرأة وتطلعاتِها وخوفَها من أن تضيعَ ذاتُها في السائدِ الاعتيادي.

كما تنمُ المجموعةُ عن قدرةٍ قصصيةٍ تتمثلُ في الجملةِ الحركيةِ القصيرة، واللجوءِ الى التداعياتِ والمناجاةِ التي تضمُّنها ومضاتٍ فلسفيةً حول معاني الحياة، ومعاناةِ المرأة التي تحسُ نفسَها وحيدةً في هذا العالم. وتنتهجُ قصصُ المجموعةِ في كثيرٍ من الاحيان خطاً آخرَ يبتعدُ عن النمط المعروفِ بتوظيف حبكةٍ مأزومةِ الذروة تختتمُها دهشةُ النهاياتِ والمفارقات.

وختم نصار أن القصصَ القصيرةَ جداً التي اشتملتْ عليها المجموعةُ الأولى على درجةٍ عالية من التكثيفِ والرمزية ورصدِ البؤرة وايصالِ الرسالة بمعالجةٍ قصصية تجيدُ مراوغةَ الحبكة بأقلِ قدرٍ من التفاصيل الضرورية. في قصتها القصيرة جداً، تبدو اللغةُ أكثرَ انزياحاً وشاعريةً والفكرةُ أشدَّ غموضاً لكنها أعمق، والجملةُ تراوحُ بين قنصِ مظهرٍ ماديٍ ضروريٍ لسردٍ مختزل، وبين تحليقٍ فلسفيٍ في ما وراءَ الحدث.
الورقة النقدية الأخرى قدمها الدكتور محمد عبدالله القواسمة، وأكد فيها أن العمل السردي الذي قدّمته الحمصي يجمع بين نوعين من القصة: القصة القصيرة والقصة القصيرة جداً، وقد جاءت القصص القصيرة جداً تحت عنوان قصص في حجم الكف.

وأضاف أن هذا الجمع بين النوعين إذا كان ما ينبئ بمقدرة الأديبة محاسن على خلق عوالم سردية متنوعة، فإنه يتيح للناقد أن يجعل من العنوان مدخلاً مناسباً لمقاربة قصص المجموعة جميعها. كما انها إذا كانت القصص القصيرة من قصص المجموعة تُقدم عالم الذات الأنثويّة الرافضة لتحكم الرجل وتصرفاته زوجاً وأخاً وأباً فهي كذلك في القصص القصيرة جداً، تنعي جمال الحياة، وقيمتها في كنف الرجل.

وختم القواسمة ورقته بقوله إنّ قصص مجموعة: لم يعد لي إلاً أنا، خاصة، منها، القصص القصيرة جداً، تحاول الخروج على الكتابة النسائية ، أي التي تكتبها النساء من الاهتمام بعلاقة المرأة بالرجل، ومن التذمّر من هذه العلاقة لتحمل الهمّ العام وتقاربه، إنها قصص واقعية، تقدّم بلغة شاعريّة رقيقة ورشيقة ، لا غموض فيها، كما تتنوع في تقنياتها مع اعتماد كبير على السخرية والمفارقة والحوار، ويطلّ من ثناياها الأمل والتفاؤل في مستقبل تتحقق فيه العدالة والمساواة بين الناس، خاصة بين الذكر والأنثى.

بعد الأوراق النقدية قرأت الحمصي كلمة شكرت في بدايتها من دعمها وفتح أمامها صفحات الصحف الورقية والالكترونية وعلى رأسهم العراب، شيخ الروائيين الكاتب السوري حنا مينه الذي أرسل كلمة تهنئة بصدور الكتاب قال فيها :الزميلة محاسن الحمصي ، تحية من قاسيون الى فيلادلفيا والأمل كبير في أن يحقق كتابها الذي نحتفل بتوقيعه وكل ما تكتب، النجاح الكبير الذي هي أهل له، إياك والغرور، واياك والتواضع. الكتابة هي اللذة الكبرى والرذيلة الكبرى ولا خلاص منهما الا بالموت، عشت سالمة واقبلي هذه النصيحة خذي الدنيا غلابا .

كما شكرت الدكتور والناقد صبري حافظ والأديب السعودي خليل الفزيع والشاعر والمؤرخ المصري حسن توفيق، والأديب عبد القادر الجنابي. وقرأت بعد ذلك بعض قصصها، وقصة جديدة من مجموعة تعدها للنشر.

مشيرة المعلا

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى