الثلاثاء ١ أيار (مايو) ٢٠١٢
بقلم
مديحُ الرَّماد
(1)ضوءٌ ثقيلٌيندلقُ كاللَّيلِخانقًا طيفَهفِي سدولِ شدوهِ الدَّافئِأَعراسًامنْ جمرةِشَظايا الخيبةِبِرؤيا العتمِأَسدلَ وخزَ القشرةِوسرَّحَ أَخيلتي الرَّعناءَبالأَسودِ الشَّفافِمنْ ظمأٍيَرمي رَبيعيفِي قبورِ الأَثيرِبتراتيلَقرمزيَّةٍ.(2)هذَا السِّحرُ المرتابُمنْ جليدِ الصَّمتِيشرحُ جراحَ الخلوِوقبوِ الماءِمنْ أَرقةِ الأَوراقِحفيفًا عنْ آخرهِلكلِّ العابرينَأَو الغرباءِفِي الهمسِ نسيمًاليلملمَ حوريَّةَ كفَّيمنَ الضَّياعِإِلى التَّشرُّدِ الَّذي يرقُبناسباتًا.. سباتًابنسيمِ الهواءِالَّذي يخلخلُ العلامةَوالأُفقَفِي أَحشاءِ الحجارةِكلَّ نزيفٍواحتراقٍ يعودُ أَصيلاًللأَشياءِ الباليةِفأَصيرُ فِي صَدئيمسامَّ هَتكي المخمورِمنْ رمالٍ إِلى جحيمٍمثلَ الدُّجىالمترنِّحِ فِي القوامالمشرَّد فِي الرِّيحِكَالرَّمادِ(3)مَا بينَ العتمةِ والضَّوءِيطلُّ خريفُهوشاحًا مرصَّعًابالغربةِ والمرارةِينبذُ غسقًا بِروحينبيذُ المارَّةِبأَصقاعِ الصَّوتِ السَّرمديِّفِي البهاءِوفِي الجدارِ المائلِفِي الخفاءِتولدُ الجمرةُمنْ نقطةِ الماءِبالثَّبجِ الخصبِعلَى تخومِ النِّهايةِلغوًا مسرجًاسلاسلَ منَ الوقتِتنتظرُ كالغابةِأَقفاصُ الأَجنحةِ.(4)المشهدُ القاتمُالمنهلُّ بالعتبةِنشوةُالفقراءِ حداهُتشعُّ خيوطًاإِلى نطاقهِ الزَّائغِ..شاحبٌ فِي تيههِفِي وجهِ الهواءِرنينًايسقطُ الصَّقيعُفوَّهةٌ كالثَّلجِتجرجرُ معَها صدرُ النَّصلِأَو تبيدُ..تجيءُ منَ الفراغِوأُنشودتُها الخاسرةُتقتلعُ العطشَ بالوقتِمنْ مهبِّ الرُّدهاتِوكلُّ خلوةٍتهرمُ بعمقِ الصَّوتِفِي نواحِ الضَّوءِأَسجافًا وارفةًبأَروقتِها الوهَّاجةِ.(5)الفقراءُ القَتلىالَّذين مرُّوا بالحبلِعلَى طينٍوعتابةٍيحملونُ المدارَ البعيدَفِي همسةِ الفخاخِنحوَ رصاصٍ فاتحٍينتظرُ الهاويةَفِي لوعةِ الخسارةِفطويتُ البابَ قليلاًمنْ حدَّةِ الدُّوارِأَو النُّزولِرغيفًا زهرًالأَتقمَّص الظلَّولادةً طاعنةً(6)الأَصدافُ الشَّاحبةُذاتُ الحمَّى اللَّيلكيةِرخامُ الرِّيحِبجحيمِ الصَّاعقةِتأَبَّطتُ وجهة المختمرأسلحة ناصيةفِي صورةِ نَفسيخلجان دمائهبعدَ الزّيفِ الأَوَّلبالخطوِ المبرحِتحتَ الرَّحيقِالمسفوحِزمرة الصَّخر المستبدوأمضي محوًا بالحرقةِبينَ الكائناتِ النَّاريَّةِحتَّى أَقبرَ الأَشياءَرمادًالاَ ماءً..(7)كلُّ الأَنفاسِ الخاملةِ بحطامهِتطلقُ الرَّصاصَبالرَّمادِفِي أُبَّهة الجراحِمَا بينَ الحكايَا والحكايَابعيونِ العبورِيورقُ الأَنين بنورِ الرَّشقِوصخبِ الدَّمارِوصقيعِ خمرتهِحتَّى يغزلَ سديمَ الدَّمِنُجيمتيويكشفَ اللَّيلُ عنْ فَجيعتيفِي استدارةِ مجهولةٍوقبوٍ منفوخٍتفرشُ الحدائقُ غيمةً بصَلاتيأُمومةَ المارِّينَبعيدًا عنْ شَظايا الخريفِهكذَا أَنبذُ القادمينَ فِي اللَّغوِفِي العَراءِ.(8)سُنونو يرتجفُ صخبًامنْ حدَّةِ الموتِتَروي الملائكةُظلالاًويغزلُ الوجعُ سهادًا أَسودَفِي مقبرةِ الجرذانِوفِي المناديل المجففة بالرعبرنينًا كالفداحةِيَرنو فِي الهتكِ الأَوَّلِبريحِ بَسملتي..(9)شعبًا منَ الفَوضىيتكاثرُ أَكفانًا.. أَكفانًاإِذ ينفجرُ كالقتلِتحتَ دمعِ المسافاتِعلَى مرِّ الحالاتِ الميكانيكيَّةِمنْ صمتٍ إِلى صمتٍتبوحُ الأَعضاءُ بهزيعِها:إِنَّا نركبُ الأَخطاءَفخاخُ الغبارِ كالموجِخوفٌ لاَ يبيدُ السَّكينةَمنَ الخديعةِيقتلُ الكلامُ نزفًابَيننا بَقايا الحصارِ الحابلِمثلَ الفراقِ..(10)هيَ فِي الفقدِ شمعةٌفِي اصفرارِ الأَسودِبخريفِ الرَّملِوصحوةِ العتمةِعلَى أَطيافِ الأَجسادِالمطرَّزةِ بالمغيبِ والغبارِمنْ حدَّةِ الإِشراقِ..(11)العزلةُ جسمٌ نابضٌبالموتِ والوقتِ والدَّمارِينفخُ أَجنحتَهُ كالأَفلاكِوعابرُ التَّراتيلِكوخزِ النَّار المشرعِبصفاءِ الضَّبابِ الغاضبِرصاصًا سرمديًّاكفَّنوهُ بالضِّباعِتحتَ بهاءِ الطُّوفانِومتاهاتِ الانكسارِ..(12)يَا هالكًا فِي الرَّغبةِيَا حالمًا بالسَّطوِيَا مرتجلاً فِي المحنِهلْ يشقُّ الحضيضُ زرقتَهُحدسًاللعفنِ؟(13)وَحدها الرِّيحُتجيءُ منَ اللَّيلِلاَ عقاربُ الوقتِليكونَ الموتُ رجفةًولتكونَ المقابرُ دمًابعطشِ الفقراءِبينَالرِّيحِوالنَّهارِ.