الأحد ١٠ حزيران (يونيو) ٢٠٠٧
بقلم حسن توفيق

مواجهة مع الصمت

أشنق صمتي في قلبِ شوارعَ مزدحمة

في ضجة ناسٍ يمشون ويلهون ويبكون

في بحرِ مظاهرة تهتف ضد هواء الماضي المعتلّْ

حين يحاول مرتبكَ الخطوةِ وأدَ جنين المستقبل

أشنق صمتي..

في أغصانِ الموسيقى المصهودةِ حزناً والمبتسمة

في آهاتِ سكارى أو أوجاعِ حيارى هاموا في الليل

في خطوةِ طفلٍ ضلَّ فظلَّ يسير بخوف

في موج حوارٍ وهميٍّ بين الأضواء المنسجمة

أشنق صمتي في صرخة جائع

أو طقطقة اللهب العطشان وثرثرة النسوة في السوق

أو في زهرات الجردينيا وبياض الفل

أشنق صمتي.. أتأكد من إحكام الحبل

لكني حين أعود لداري وحدي

أنظر حولي.. فيواجهني الصمت المشنوق

أصرخ: أوَ لم أشنقك بنفسي منذ قليل؟

فأراه يؤكد لي دون كلامٍ يجدي أو لا يجدي:

لا تتعجب.. فأنا لم أُشنق

لم أُشنق إلا في ساحة أوهامِكَ أنت

ها أنت تراني حيّاً أُرزق

... تشتعل النار

تشتعل النار بأعماقي

وأراها بعد قليل تتلاشى حتى تخبو.. تخمد

وأراني أجلس في المقعد كي أتمدد

وبحدسِ الروح.. أحسُّ النار

تتشرنَقُ كي تخرج - ثانيةَ - في هيئة باقة أشعار

وهنا.. أنظر باستهزاءٍ لهباء الصمت

يندلع الصوت

استنشق فيض روائح خصب

فأغنيِّ للناس وللحب

وأنا أحضنُ بقلبي الفل


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى