الخميس ٢٧ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠١٦
بقلم
همسات وجدية (3)
(1)قالت، ويدها ترتجف بنيران الحنين:لاتدعني ذلك الشط البعيدأنا بسمة من وجودكلاتدعني كالوردة الدامعة في سماء عينيكفأنا حرقة الزمن المريرو قبلة حجلىعلى جراحك الدامعةلاتتركني في وجودي ضائعةمن غيردليلوجهك مشتلي الربيعيوعيونك مغزلي،فلماذا تهت وتاه الدليل؟!كيف تفك طلاسم عشقي،من غير أن تقرأ غابات صمتيوتفك حروف وجعي وكلماتي النازفة على قطار الزمنيا ليتك أحرقت قمصان وجوديوأشعلت فتيل عشقنا بنيران الألمياليت تبقى وتمحى جراحنا،وتظل عيناك خطواتنا المشعة على دروب المحنياليتنا نحيا بصمت الربيعونغزل أشواقنا على هاوية المسافات الواسعة وظل المستحيل.(2)بكت لما ودعتني وقالت: لن نعودأشعر أن فراقنا يشع من معالم الأشياء والوجودكلما أمر على شجرة تبكيأو على وردة تدمعأو على قطة تموءأو على طفل يجهش بالبكاءأو على شيخ يضع عمامته على عينيه ويبكيآه ياحبيبي من خسارة عمرنا بين الأشياء؟!!ومن وداعنا المريروقبلاتنا الصامتةورحيق أنفاسنا لما تحمل عبق الرحيلونزف المسافات(3)لاتقلأودعك.. شفاهك مازالت معطرة برحيق جسدي، وملمسي الحريريلاتتركني كاالسماء الدامعة ،من غير مناديل إلا الصهيل والدموعومرايا مهشمة على عتبات العمر الراحلةوسنين الضياع القاتلة.ضمني إلى روتينك اليومياجعل وجودي جزءا من كيانك،وناهداي النائمين على تلال الفراق لمسة من حنانك،وابصمني بإبهامك،واجعلني فاتحة وجودكومسك ختامكلاتتركني كالظلال الطريدةعلى ضفاف أحزانكفأنا الفاصلة التي لاتنتهي في دفاتر عشقك وأوهامكابصمني ياحبيبي بإبهامكودع وجهي دليلكفي خطى المسافات الشاسعة والمدى البعيد.