الخميس ١٧ أيار (مايو) ٢٠١٢
بقلم
وبكى خالد بن الوليد
زارنى طيفٌ جليلٌفي ظلام الليل يسْرى بالخيال..فارسٌ يحمل سيفاًيمْتطي جواداً أشهباًيصعقُ تحْت أقدامِه همَمُ الرجال..يجوبُ الأرض بحثاًعن بقايا أمةٍ كانتمثالا للشجاعة والبسالة والنضال..سألني من أنا... فأجبْتُطفلٌ تربَّى أن يُقبِّل فى هوانٍكلّ أرْبطة النعال..طفلٌ تربَّى أن يعيشَ على معونات العدوِّفيا سيدى هل بعد ذلك ما يقال..أمٌّ تحملُ بين أيديهازجاجة خمرٍ أونبيذٍ للرجال..ترقص ثمّ تُلْقى على الأرض فريسةيتسابق كلاب الكفر حتى يلحقوامن جسد العروبة ما يُطال..لم يبق لنا سوى تاريخ جميلكيْ يعود بمجدهِ.. صعْب المنال..فبكى خالد بن الوليدعلي مجْدٍ تربَّع ثمَّ زال..علي غيرةٍ ضاعت هباءًبين أنفاس خزْىٍ أو ضلال..علي أمةٍ تركت ضياءَ محمدٍواستكانت في ظلام الليل تنْهق كالبغال..قتلوا الأذان فوق مآذن الأقصىفلا عُمرٌ يُصلّى ولا علىُّ ولا بلال..صرْنا أشلاءً يُبعْثرها الزمانفلا أبٍّ يعول ولا ابنٍ يُعال..فصار يشْهق بن الوليد من البكاءأين فرساني أين يختبئ الرجال..فجعلت نظرى بين قدمىَّ وقُلْتُأوما تدْرك يا سيدي.. لقد مات الرجال..بين أحضان النساء الغانياتسقطتْ سيوف العزِّ تلْحقها النبال..صاروا عبيداً في بلاطٍ للملوكصاروا بديلاً للحمير وللبغال..قتلوا الخيول من مرارة خوفهمألقوا السموم عند أوتاد الحبال..فخررت أبكي من فجاعة بلْوتىفمصيبتى عجزتْ أن تحاكيها الجبال..فاشتد خالد في شهيقٍ بالبكاء..أين قرآن الإلهِ وسُنّة ٌ لنبيِّهِأوَقد تبخَّركلُّ ذلك بالسماء..ماذا أقول لإبن الوليد عشيرتىمرِضَ الرجالُ فلا طبيبَ ولا دواء