الثلاثاء ١٠ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٠٦
بقلم سهير فضل عيد

يوم في حياة داعية

اليوم هو الإثنين الأول من شهر رمضان من عام/ 2004م أفاق الشيخ عبد الفتاح واغتسل ومشط لحيته وخللها بالعطور وارتدى ثوبه القصير وغادر بيته بسيارته الزاهدة المتواضعة !!

في الطريق

تروي نبيلة وهي فتاة في العشرين محتشمة محجبة حجاباً عادياً دون نقاب أو مبالغة في ارتداء الحجاب :

إنني أعرف الشيخ عبد الفتاح وهو جارٌ لنا وأراه كل يوم وأسمعه يخطب يومياً ليدعو الشباب إلى أن يمسكوا بزمام الأمور وينتصروا على نفوسهم الضعيفة ثم يذهبوا ليحرروا فلسطين وهم لا يمتلكون حتى الحجر .

وتتابع نبيلة قائلة : ما أدهشني ذلك اليوم أنني رأيت الشيخ عبد الفتاح ماشياً ببطء شديد بسيارته ويحدق في كل فتاة أو امرأة يراها وهو ممسكاً بلحيته , ربما تكون النظرة الأولى لا أعلم , فالأولى له والثانية عليه .

الشيخ عبد الفتاح داخل السيارة

يحدق في الفتاة ثم يقول : استغفر الله ما هذا الثوب القصير إنّ رجليها جميلتان وجلدها مشدود لا حول إلا بالله .

يتابع سيره فيرى امرأة أخرى مرتدية لباساً ضيقاً فيقول : يا الله !ما أبدعك في خلقك !رغم أنها تستر جميع جسمها لكن لباسها يُظهر أمام عيني الجسد الممشوق الذي يُغري الكهل قبل الشاب .

وتلوح أمامه ثالثة محجبة لا يظهر منها إلا وجهها فيقول : سبحانك ربي لم أرَ مثل هذا الصفاء والنقاء ما هذه البشرة ، عربية أم أجنبية ؟

وتمر الرابعة التي لا تبدي من جسدها إلا عينيها لترى بهما الطريق فيقول :

عيون المها بين الرصافة والجسر جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري

وهكذا طوال الطريق إلى أن وصل المسجد .

قد تكون مرت أمامه (مئة) امرأة لكن كما يقول هو : الأولى لك والثانية عليك , فلو مرت أمامه ألف امرأة لكانت ألف نظرة لكنه جمعها في نظرة واحدة حتى تكون له لا عليه .

الشيخ يخطب في المسجد

يا معشر الشباب أول ما آمركم به هو غض البصر فامشوا ووجهوا أنظاركم نحو الأرض , لكنكم غير محاسبين عن النظرة الأولى غير المقصودة فهي لكم والثانية عليكم .

يا أبنائي من استطاع منكم إعالة نفسه فليتزوج وليتزوج من عربية , صحيح أنني تزوجت أجنبية ولكن كان ذلك بسبب إشفاقي عليها فلم تجد لها عائلاً بعد وفاة زوجها ولديها أطفال فتزوجتها لأعفيها من مسألة الناس .

وحتى تكونوا عادلين اكتفوا بواحدة وأنا لا أقول أنني ضد تعدد الزوجات ولكنني في هذا الزمان أرى الشباب مذبذباً حائراً غير مستقر وليس لديه الثقافة الدينية التي تؤهله للعدالة فاكتفوا بواحدة وصحيح أنني متزوج من أربع لكنني كما ترون أستطيع أن أعدل في كل شيء حتى في عواطفي وأعوذ بالله من الغرور .

لا تتزوجوا إلا من مسلمة , نعم أنا متزوج من إسرائيلية لكن كان هدفي أن اشرح لها وجهة نظري فيما يفعلونه في فلسطين ، ولقد اقتنعت هي بأن ما يفعله شارون شيء لا يمكن أن نغفره له مثلما أقنعتني بذنوب هتلر تجاه اليهود .

الشيخ في عمله

جالس خلف مكتبه يحاور المدير العام لشركة الأعلاف الخاصة به .

يقول المدير العام : لقد حصلنا من الدولة على صفقة الأسمدة الكيماوية بشرط أن نوزع الأسمدة على الفلاحين مجاناً وهذا تعهد وقعتُ عليه بالنيابة عنك أمام وزير الزراعة ينص أنه في حال قمنا بتوزيع الأسمدة مقابل المال سوف يتم اتخاذ إجراءات شديدة تجاه شركتنا خاصةً أننا تقاضينا المال من الدولة مقابل التوزيع مجاناً .

الشيخ عبد الفتاح : ما هذا الهراء ؟ بعها للفلاحين بالسعر الذي أخبرتك به سابقا ً .

المدير العام : لكنه سعر مرتفع بالنسبة للفلاحين ثم آلا يخالف ذلك اللوائح والقوانين والدين !؟

الشيخ عبد الفتاح : كلا يا بني ألم تذهب بسيارتك؟ ألم تتكلف سعر البنزين ؟ ألم تقف ساعات وانتظرت قبلها أياماً ليسمحوا لنا بأخذ هذه الصفقة ؟ أليس هناك ثمن لكل ذلك ؟ خذ عني هذا حلال شرعاً .

حوار بين عامل في الشركة والشيخ عبد الفتاح

العامل : يا سيدي الشيخ لقد اتفقتم معي على أن يكون دوامي ست ساعات رسمية فقط وأنه في حال داومت دواماً إضافياً

فالساعة بساعتين وعلى هذا تم توقيع العقد ولكن اليوم أجد أنني ملتزم بدوام ثماني ساعات دون أي أجر إضافي .

الشيخ : يا بني إن وضع الشركة سيء ونحن نخسر، لذلك نحن نحتاج لدوام عدد ساعات إضافية أكثر من المعدل الطبيعي وبنفس الأجر .

العامل : لكن ليس هذا ما اتفقنا عليه .

الشيخ : لا ضرر ولا ضرار .

العامل : المسلمون على شروطهم .

الشيخ : هذا ما لدينا .

العامل : سأقدم استقالتي .

الشيخ : مرفوضة مقدماً، عد لعملك ليس لدي وقت أضيعه معك .

الشيخ في أحد منازله

الزوجة : لقد طلب مني الأولاد أن أحدثك في موضوع شراء جهاز الاستقبال (الدش) فكل الناس اليوم لا تكاد تخلو بيوتهم من هذا الجهاز .

الشيخ : هذا وباء أصاب المجتمع ولو علم كل أب أنه سوف يحرم من دخول الجنة في حال ترك في بيته جهاز (الدش) بعد وفاته لما فكر في شرائه .

الزوجة : لكن الأولاد يسألون لماذا قمت أنت بتركيبه في غرفتك وحرمتهم بحجة أنه حرام .

الشيخ : الأمر مختلف فأنا لا بد أن أشاهد ما يجري في هذا العالم حتى أقوم برسالتي بشكل جيد وحتى أتمكن من دعوة الناس إلى الطريق السليم لذلك لا بد من أن يكون عندي إلمام بكل ما يجري من حولي حتى أتمكن من التأثير على عقول الشباب .
دعك من هذا وضعي (الدش) على محطة الأفلام فهناك فيلم أريد مشاهدته قبل أن أنام .


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى