الثلاثاء ٦ كانون الثاني (يناير) ٢٠١٥
بقلم
يا أرَجًا من وَهج صلاح الدين
يا جيشَ صلاح الدين الظافر في حطّينْيا سيف صلاح الدين القاهر للأعداءِذوي قُربى وصليبيينهلا عرّجتَ على غزهْوأعرتَ أريحا واحدةً من راياتكتسترُ عُريًا يفضحُ منها سوأتهامنديلًا مهترئًاتمسحُ عن وجنتِها الخجلى دمعَتهايالَلشررِ المتطايرِتحت سنابكِ خيل صلاح الدينْوالجيشِ الفاتحِ في أرضِ فلسطينْيصعد جبلًا ، يهبط سهلًا،ويُيَمّمُ صوبَ البحرْتفتح "عكا" عينيهاوتفيقُ على حُلمٍ بِكرْترهف أذنيها لسماع أذانِ الفجرْتتنسّمُ آياتٍ و تسابيحَ افتقدتها مُدةَ دَهرْينزاح الكابوسُ الجاثمُ فوق الصدرْيدفعه الجيشُ الزاحفُ بالراياتِ الصُفرْعميقًا يهوي في قاع البحرْغيّبه الموجُوعاد ليغسلَ قدميها بمياهِ الطُهرْيا أنفَ صلاح الدينِالساجد شكرًا فوق تراب القدسْوجبينًا مسَّ الأرض اليومَوبالأمس علا هام الشمسْإنا نسترجعُ طيفكَ في أيام النَحسْنشهرُهُ رُمحًافي أعينِ من باعونا بالثمنِ البَخسْمن كسروا السيفَأحالوا الغمدَ عصًاوالصرحَ الشامخَ زنزانةَ حبسْإنا نستجدي من أيامكَ يومًانرفعُ فيه الرأسْما حفظوا من إرث صلاح الدين سوى "صلح الرملة"ما لمحوا من مشهد هذا المغوارِالطالعِ من وهجِ النارِ سوى لحظات الكَبوةْاللعنة يا صلح الرملةْيا عملاقًا رفعت كتفيها لتطاوله نملهْما كنتَ سوى خطوهتتراجع للخلف قليلًاتغرس قدميكَ على أرضٍ صلبةْتتبعها قُدُمًا آلافَ الخُطواتْتهزم "قلب الأسد" الكاسرِتأسرُ "أرناط"وتبرّ بقسمٍتصنع من جلد الغادر نعلًاثأرًا مشروعًا لكراماتْصونًا للشرفِوذودًا عن أعراض الأخواتْيا "صلح الرملة"ما كنت بكاءً واستجداءً في حضرةَ صهيونْما خلفت وراءكَ ثكلىمئذنةَ الحرمِ الصابرِ في "حبرون"وتركت خليل الرحمن وحيدًاإلا من شجرة زيتونْيتفيأ ظلًا، يعصر زيتًاما هانَ ولا يومًا سَيهونْيا أرجًا من وهج صلاح الدين العابقِ بالطيبْيتضوع منبره مسكًاتترنمُ بالآيِ مَحاريبْويفزُّ "القاضي الفاضلُ" وسط الجمعِ خطيبْيتدافع جند الله إلى الساحِيُطاولُ أنف النجم لهيبْترتجف الأرضُ، تميدُيَظلُّ لها في سمعِ الأيام وَجيبْيا طيف صلاح الدين العابر في الأحلامْهلا ألممتَ بنا فالناسُ نيامْقد غطَّتْ في نومٍ خيلُ الفتحِوطاشَتْ في أيدي الفرسان سهامْهلا عرّجتَ على أهل الكهفِلتُقرِئَهم منكَ سلامْقد طالت نومتُهمْأوليس لهذا النوم ختام؟قد طال الليلُ ألا صبحٌ ينشقُّوفجرٌ يبزغُ بعد ظلامْيا طيف صلاح الدينِألا حادٍ يصرخ : - يا أهل الكهف أفيقواإني أقرؤكم من حطين سلام،إني أقرؤكم من ريح صلاح الدين سلام.