الاثنين ١٩ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١٦
بقلم عادل عامر

جذور التطرف، والعنف والإرهاب

أن أسباب الإرهاب تختلف باختلاف المجتمعات؛ تبعا لاختلافها في اتجاهاتها السياسية، وظروفها الاقتصادية، والاجتماعية، وأحوال شعوبها الدينية.

إن الكشف عن جذور التطرف، والعنف والإرهاب ومعرفة أسبابه هو موضوع الساعة وهو في نظرنا من أشد الموضوعات خطورة وأثرًا وأجدرها بالدرس المتأني ذي النفس الطويل؛ ذلك لأن المسلمين اليوم وهم يواجهون مشكلات الحضارة وتحديات العصر ومعركة البقاء لا يواجهون ذلك كله وهم على منهج واحد كما تواجهه الأمم الأخرى بل هناك مناهج لدينا نشأت أو قل نبتت من الابتعاد عن المنهج الأمثل المنهج الحق الذي ارتضاه لنا رب العالمين ولا شك أن الواجب إصلاح مناهج التعليم بما يتوافق مع مبادئ الأمة وثوابتها، وقيمها وموازينها، وأن يكون للمقررات الشرعية – عقيدة وعبادة وأخلاقاً – القدر الذي تتحقق به الكفاية، ليكون التعليم مصدر هداية وتوجيه وتهذيب، يغرس في نفوس الأجيال قوة هادية موجهة، وقوة مؤثرة دافعة، تنظم دوافع الفرد، وتوظف سائر قواه لتفيض بالخير والبر، ولما يعود عليه وعلى مجتمعه بالفائدة، والمنفعة

وإن " من الخطأ البين أن نظن أن في نشر العلوم، والثقافات وحدها ضماناً للسلام والرخاء، وعوضاً عن التربية والتهذيب الديني والخلقي، ذلك أن العلم سلاح ذو حدين يصلح للهدم والتدمير، كما يصلح للبناء والتعمير، ولا بد في حسن استخدامه من رقيب أخلاقي يوجه لخير الإنسانية وعمارة الأرض، لا إلى نشر الشر والفساد، ذلكم الرقيب هو العقيدة والإيمان تثقيف النّاس وتربيتهم على قيم الدّين الصّحيحة، وتوعيتهم بما جاءت به الشّريعة الإسلاميّة من توجيهات، وما أكّد عليه النّبي عليه الصّلاة السّلام من أخلاقيّات وضوابط تحكم سلوك الإنسان في حياته، وإنّ من شأن التّربية الصّحيحة من منبع الدّين الصّحيح والشّريعة الحقّة أن تصحّح أفكار من يتوجّه إلى فكر الإرهاب بحيث يستدرك خطأه، ويعود عنه حينما يبدو له الصّواب والحقّ. بيان خطر الإرهاب على الأمّة
فنحن نرى ونلمس ما يسبّبه الإرهاب من آثار سيّئة على الأمّة الإسلاميّة والدّين الإسلامي، حيث شوّه كثيرًا من معاني الدّين الجميلة النّاصعة البياض، وأساء للمسلمين في الغرب، ويلعب الإعلام هنا دورًا كبيرًا في توجيه تلك الرّسالة والتّحذير من مخاطر الإرهاب. وأخيرًا لا بدّ أن لا نستبعد الخيار العسكري في مواجهة الإرهاب كوسيلة ردع لمن تسوّل له نفسه العبث بمقدّرات الأمّة، وتخريب ديارها وأوطانها، وتمكين العدو من استباحتها والسّيطرة عليها.

يعد الاقتصاد بتقلباته وما يلحقها من تغيرات مؤثرة في المجتمعات الفقيرة من الأسباب الخطيرة المحركة لموجات الإرهاب في العالم، وتبشر العولمة التي قد تجتاح العالم في الأعوام المقبلة بمزيد من الأزمات الاقتصادية للدول والمجتمعات المطحونة، مما يزيد الفجوة بين الدول الغنية، والدول الفقيرة، ويتوقع بعض المفكرين والمحللين الاجتماعيين زيادة المكانة والأهمية والنفوذ لرجال المال والتجارة، وبالمقابل انحسار نفوذ ودور أهل السياسة، ويتوقع أحد أولئك المفكرين (وليام نوك ) مؤلف كتاب "عالم جديد متغير " أن يكون الإرهاب رد الفعل المقابل للمتغيرات الاقتصادية الخطيرة، تعبيرا عن سخط المجتمعات والفئات المطحونة، ويتوقع أن يستغل الإرهابيون التقدم العلمي والتقني في القرن القادم، في تحويل الأموال والأفكار والتعليمات بين مواقعهم، من أقصى الأرض إلى أدناها، بواسطة الأنظمة المصرفية العالمية وشبكات الإنترنت... ويأتي هذا في خضم انتشار المصالح الشخصية وفرض سيطرة التجارة والمال وغياب القيم والأخلاق التي تحكم المجتمعات.

إن من أسباب نشوء الأفكار الضالة ظهور التناقض في حياة الناس وما يجدونه من مفارقات عجيبة بين ما يسمعون وما يشاهدون، فهنالك تناقض كبير أحيانًا بين ما يقرؤه المرء وما يراه، وما يتعلمه وما يعيشه، وما يُقال وما يُعمل، وما يدرَّس له وما يراه، مما يحدث اختلالًا في التصورات، وارتباكًا في الأفكار. التناقض الفاضح بين ما تحض عليه مواثيق النظام السياسي الدولي من مبادئ وما تدعو إليه من قيم إنسانية ومثاليات سياسية رفيعة، وبين ما تنم عنه سلوكياته الفعلية والتي ترقى به إلى مستوى التنكر العام لكل تلك القيم والمثاليات: هذا التناقض مدعاة لظهور بعض الممارسات الإرهابية الدولية كصرخة احتجاج مدوية على ما يحمله هذا التناقض الصارخ بين القول والفعل من معان.

الفشل الذى يواجهه المصرى خارج بلده ويدفعه إلى العودة وشعوره بالانتماء والولاء والافتخار بمصر وبالمصريين أو يعود وهو ناقم وحاقد ويائس ويفقد حرارة مشاعر الانتماء والارتباط والوفاء للوطن وهنا تكمن الخطورة فى استعداده بعمل اى شئ ضد مجتمعه وأبناء مجتمعه أو حتى رموز السلطة وهذه الفئة وجدت فيها قيادات التطرف ومن ثم الإرهاب هدفها فجذبتها جذبا براقا نحو التدين كخلاص للروح وللتسامى والبعد عن العالم الكافر والمجتمع الظالم وجذبتها بعد ذلك إلى دائرة التطرف ثم فى النهاية إلى دائرة الإرهاب خطوة بعد خطوة داخل السيناريو المعد دوليا.
المخطط الدولى وضع فى اعتباره محددات الشخصية المصرية وما يتميز به الشباب المصرى فى البيئات الثقافية المختلفة وكان مدخله عقائديا فى البداية وركز فى البداية على البيئة الثقافية التقليدية فى صعيد مصر وما تتميز به الشخصية خصوصا فى قطاع الشباب فى مثل هذه البيئات بالاندفاع والصلابة والتدين والارتباط بالجذور والفراغ الكبير وعدم الاهتمام من جانب الأجهزة المختلفة بالشباب ثقافيا ورياضيا........الخ

. ووجدوا ضالتهم المنشودة ثم مالبثوا أن زحفوا إلى المدن والعواصم الكبرى وهذا ما تؤكده أحداث التطرف التى كانت مركزها الرئيسى أسيوط وقراها والمحافظات القريبة منها بعد ذلك كالمنيا وأسوان ثم بعد ذلك القاهرة الكبرى. إن التفكك الأسري يُسهم في إيجاد المشكلات السلوكية والعاطفية والصحية الاجتماعية،وقد دلت إحدى الدراسات التي قام بها المركز القومي المصري للبحوث الاجتماعية والجنائية في جمهورية مصر العربية على أن نسبة كبيرة من الجانحين المتهمين بالسرقة من الأحداث ناتج عن تقصير أسري،وهذا يدل على أهمية العطف والحنان في هذه الفترة من حياة الطفل من حيث نموه بشكل متزن وسليم،كونه من أسباب الوقاية له من الآثار السلبية والعقد النفسية.

إن التفريق بين الإرهاب والتطرف هو مسألة جد شائكة، وذلك لشيوع التطرف والإرهاب كوجهين لعملة واحدة، ومع ذلك فتفرقة ضرورية، ويمكن رسم أوجه الاختلاف بينهما من خلال النقاط التالية:التطرف يرتبط بالفكر والإرهاب يرتبط بالفعل كيف ذلك؟ إن التطرف يرتبط بمعتقدات وأفكار بعيدة عما هو معتاد ومتعارف عليه سياسيا واجتماعيا ودينيا دون أن ترتبط تلك المعتقدات والأفكار بسلوكيات مادية عنيفة في مواجهة المجتمع أو الدولة، أما إذا ارتبط التطرف بالعنف المادي أو التهديد بالعنف فإنه يتحول إلى إرهاب، فالتطرف دائما في دائرة الفكر أما عندما يتحول الفكر المتطرف إلى أنماط عنيفة من السلوك من اعتداءات على الحريات أو الممتلكات أو الأرواح أو تشكيل التنظيمات المسلحة التي تستخدم في مواجهة المجتمع والدولة فهو عندئذ يتحول إلى إرهاب التطرف لا يعاقب عليه القانون ولا يعتبر جريمة بينما الإرهاب هو جريمة يعاقب عليها القانون، فالتطرف هو حركة اتجاه القاعدة الاجتماعية والقانونية ومن تم يصعب تجريمه، فتطرف الفكر لا يعاقب عليه القانون باعتبار هذا الأخير لا يعاقب على النوايا والأفكار، في حين أن السلوك الإرهابي المجرم هو حركة عكس القاعدة القانونية ومن تم يتم تجريمه.

يختلف التطرف عن الإرهاب أيضا من خلال طرق معالجته فالتطرف في الفكر، تكون وسيلة علاجه هي الفكر والحوار أما إذا تحول التطرف إلى تصادم فهو يخرج عن حدود الفكر إلى نطاق الجريمة مما يستلزم تغيير مدخل المعاملة وأسلوبها


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى