الجمعة ٩ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٠٧
بقلم نمر سعدي

ولا أنا عاشقُ حريّتي

منذ ُ عشرينَ عاماً ونيّفَ
تقتلني أمّتي
بسيفي المكسَّرِ تقتلني......
ثمَّ تصلبُ لي بسمتي
فوقَ وجهي وتلصقها بالمساحيقِ
أسألني لمَ تقتلني؟؟
لستُ أيَّ رسولٍ إليها
ولا أنا عاشقُ حريتي
لتمررَّّ أنملها كلَّ يومٍ
على عنقي مثل َ أمٍ رؤومٍ
تقبّلني مثل قطتّها شهرزادَ
ولكنها في نهاية ِ رغبتها الموحشة
وقبلّ إنهمارِ الضحى
في دمي
قبلَ تزيينِ أقمارها
لسماءِ فمي
تشحذ ُ السيفَ لي أمتّي
بأظافرها.....
وتمددّني دونما رحمةِ
ثمَّ تقتلني....
ثمَّ تقتلني.....
 
* * *
 
هكذا حدّثني صديقي
 
حدّثني صديقي مرةً
عن عمرهِ الضائعِ
وراءَ ابتسامات النساءْ
عن جحيمهِ الخاصِّ الجميلْ
عن انكساراته
وانتصاراته الغابرة
وبلهجةِ خمسينيِّ
أرهقتهُ الأماني الكبيرة
حدثّني عن الحجرِ الضخمِ
المرعبِ الذي نزلَ من السماءِ
كأنهُ لعنة ٌ تتدحرجُ نارُ ها
وطاردَ ظهرهُ في كلِّ أزقةِ
الدنيا وساحاتها
وبراريها وبحارها
وسهولها وغرفها
وحاناتها وشوارعها
ومدنها وقراها
ليستقرَّ أخيراً فيهِ
فقط حجرٌ ملعونٌ واحدٌ
طالهُ من السماءْ
في زمنٍ أمطرتْ فيهِ السماءُ
ذهباً وفضةً وكنوزاً ودولاراتْ
كنتُ أضحكُ من حديثهِ
بوجعٍ ظاهرٍ على وجهي
كنتُ أغتصبُ فرحي
المُزيّفَ لأجاملهُ
وأكبحُ جماحَ أحزانهِ
بينما سماءٌ استوائية ٌ
خضراءَ وضائعة ٌ مثلي
كانت تبكي
وتشهقُ داخلي
 
* * *
 
لي ولها
 
كلُّ ما تتمخضُّ عنهُ القواميسُ
لي ولها
كلُّ ما تتمخضُّ عنهُ النفوسُ
التي احترقت مرةً
في فضاءِ البنفسجِ
وهيَ تزينُّ صلصالها
بأغاني النجومِ..........
ألحياةُ التي أفحمتْ شاعري
بالفراغِ البريءِ
وما تتمخضُّ عنهُ المزاميرُ
لي ولها
لي جنونُ أبي الطيّبِ المتنبي
وخسرانُ سلمِ بن عمرو
وموتُ إمرىء القيسِ
من غيرِ معنى يؤكدُّ
ماهيّةِ الرملِ والشعرِ
أمّا لها
فالنهارُ الذي يسكبُ الآن َ
فوقَ جفافِ الكلامِ جدائلها
والحمامُ الخفيُّ الذي
يتساقطُ كالدمعِ
من ناطحاتِ السحابْ
لها قسوةُ الأمنياتِ
وكلُّ احتضار الضبابْ.

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى