السبت ٢٦ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٨
بقلم
صديقتي والمساء
عندما يأتي المساء يا صديقتيلا تدعي الشفق المشتعل يشعلككي لا يقول للشمسها أنذا أقوى منها ومنكلا تتركي النسيم الهارب من فوهة الأحزان يطفئكفالليل مازال طويلاوالعيون الصغيرة التي تنام في حضن كفيكتخاف شبح المساءوأنت وحدك من تغدو أصابعها شموعابين كل النساءوطنك يحتاج إلى امرأةتغرس أظافرها في بطن الصحراءفتقتلع نباتات نمت بلا جذورفتحيا الصحراءمر النهار يا صديقتيوكنت فيه رائعةأهنئكلم تستطع سحابات الغدر أن تمتص وهج اندفاعكولا الرمل الجائع أن يأكلكركضت كثيراورفضت كثيراوطلبت الله أن ينصركفانتصرت أخيراأهنئكلكن أمك التي استشهدت قبل عامينكانت تذكركأن دهاء الليل أكبرفيه تجد الدموع فرصتهاوتأخذ الأحزان فينا حصتهاويصبح الوجع القديمسكينا في داخلنا وخنجرعندما يأتي المساء يا صديقتيلا تبحثي في الرفوف الباردةعن صور أحرقوا أسماءهاأو عن ذاكرة بعثروا أشياءهاوافتحي بابك لنجمةأتت ترضع شاطئ الليل من زبد الذكرياتولعصفور جاء يزرع أمنياتكفوق الغمام وتحت الشجرثوري في وجه صمتك المخيفثوري على زوابع الشتاءوعلى أحزان الخريفثوري …مستحيل ألا يرقص غصن زيتونةفوق الأكف المرتعشةمستحيل ألا تشتم التجاعيدنسيم الحقلورائحة الصيف عند الأصيلأو تبقى الأهازيج في الحناجر المتعبةبلا سفر بين المروجوبين غابات النخيلثوري …فالفجرــ يا صديقتي ــلا يفرغ في عيونتؤمن بالقدر