السبت ٢٠ حزيران (يونيو) ٢٠٠٩
بقلم أحمد تحسين الأخرس

نونية الحزن

أيا أماهُ قد حلَّتْ علينا
مصائبُنا.. لنبقى صامتينا
فما عدنا نطيق بها خنوعاً
من الأعداءِ إذلالاً مُهينا
قد اشتقنا لأيام المفاخرْ
سنونُ النصرِ هل ضاعَتْ يقينا؟
سنونٌ كان فيها أهلُ عربٍ
هم الأعلى مقاماً حاضرينا
حضاراتٌ أضاءَتْ كل مجدٍ
وشعشع نورها حقاً ودينا
وكنا لا نلاقي غيرَ مدحٍ
وتأتينا المعالي ترتجينا
فنرفضهاونأخذُ ما علاها
من الأمجادِ نحفرها جبينا
وأما الآن قد قُلِبَتْ قرونٌ
أجادتْ في متاهتها الكمينا
وصادَتْ بالخطايا من تعالوا
بل امتهَنَتْ خداعَ التافهينا
ولوطعن المشيبُ على شبابٍ
لمُتنا منه خوفاً وابتُلينا
وأمسكنا بذي الدنيا غباءً
لنصبحَ من جموعِ الأخسرينا
نعيب زماننا والعيبُ فينا
وما عيبٌ سوانا يعترينا
رضينا كلَّ مكروهٍ أتانا
رضينا أن نقرَّ الذل فينا
متى قد نحمِشُ الأقوامَ جيشاً
نُغَضِّفُ من يرانا خائبينا
ونحرقُ كلَّ من حقِر الثريا
لنجعَلَه ثرى أرضٍ لعينا
متى نؤتي نبي الله حقا
بقطعِ الوصلِ مع إنسٍ خشينا
خشينا منهمُ قطعَ المواردْ
وننسى أن رزقَ الله فينا
ومهما إن أطلتُ سؤال شعرٍ
فلن ألقى له رداً رزينا
فكلٌّ خاطَ أفواهاً تردَّتْ
تُميتُ الصوتَ إن أمسى حزينا
فلا نامت عيونٌ الجاحدينا
ولا ارتاحت قلوب الخائنينا
ولا بقيت قصائدُنا سلافاً
ولا حتى تسرُّ الناظرينا
وما أبقتْ من الآيينِ إلا
يباباً نائياً أضحى خدينا
فيا عمروبن كلثومٍ لتبكِ
لَذاكَ الفخرُ في الأقصى سجينا

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى