الثلاثاء ١٧ كانون الثاني (يناير) ٢٠١٧
بقلم
على قارعة الغبار
لقد سكرتُجئت على خمرٍغببتُ الراح غبَّاًليس من لهوٍ وأُنسٍولا من ضلال وكفركنت بالوعد لجدّيألاّ أقرب الخمرةخنت العهد وسكرتلا تجزع يا جديقالوا لييجوز إساغة اللقمة بالخمرفالحزن يبيح الحظرقد قرأت في الألواح المخمورةأن الأقصى حزينوالشام تبكيكيف ابتكر أوديسيوسالحصان الخشبي؟ماجواز شرب الخمرةلإزالة الحزنمالم يوجد مايقوم مقامهاحسناً ارمني بما شئت وسُبَّنيالمعذرة يا جدي لقد سكرتدعني أهجو الحكام العربأعلم أعلم أن ذمَ الناس حراملكن شتم الحكام شعيرةحلالاً مباحاًبلادنا يزيّنها الموت يا أبييجهش الماء فيهاالرحمة فخّار ينكمشوالصباح قسمات تحترقأنا أعترض إذن أنا مخمورسكران أنا الآنهذه خمرة رديئةصبرك يا أبيأنا لا أسكرإلا خلف ستار الأسىأين أنت الآن يا أحمدقلت لي أن بغداد وعدنبلا ملامحلا تغضب أبيإن شئت أقم الحدّاجلدني قدر عزمكثمانين أو حتى يبلغ السوط أجلهلكن أبي عليك أن تجلد الحاكم أيضاًهو سبب غمّي وسُكريماذا ؟ نعم نعم أبيأعلم أنك لاتستطيعلماذا لا تسكر إذن يا أبيأيها الحاكم اللعينأرأيت ..قد سببت الآن مشكلة ليمع جدي وأبيكيف أبي لا تسكروهذا الحزن جاثمكشواهد القبور في قعر الترابوالعتمة تبرعم ضوءاً قاتلاًيهوي فوق أعناق الناسلا نبوءة يا أبي في ألواح الموتويحٌ للحكامقد فرغت الخمرةالمعذرة يا جديلذة الخمرة أودت برشديألم تسكر بعد يا أبيولديك ألف حاكمألف حزن وألف هيكلواثنان وعشرون مخاضاًيشهقون حمماًمعذرة أبيإني أبحث عن الراحلا لن أقعلكن رائحة قلبي تتمددتحصدني كزهرة التعبلا تضرخسأظل أسكر يا أبيحتى يقضي البوقعنقاً نصبت على قارعة الغبار