الأربعاء ٧ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٢٢

أضواء ديسمبر

علا شيحه

ها هنا
عادت أفراح ديسمبر
تفتح سجلات الحزن
تحصي ضحايا الموت
نعم لقد ماتوا
على أبواب ديسمر
البرد ينهش في اللحم الطري
طفل يأوي تحت ظل الريح
ولا يستكين
الصرخة تعلو وتعلو
البرد يطلق أنيابه في الروح
لا وقت لقصيدة حمراء
على باب القلب
وقفت امرأة تشحذ الدفء ليتيمها المريض
عجوز يقلب صور الذاكرة
يتدفأ بجمر الذكريات
وهناك في عالي القصور
رجل مخمور
بطون ممتلئة
صخب وفجور
خطان متوازيان
لا يلتقيان
كحبل غسيل يحمل رائحة الضباب
بابها منخفض قليلا
وعلى رأسه تاج
لن ينحني ليقول مرحبا
فكيف يبتل بالطين
ويصافح امرأة في الخمسين
لا هي عل. قيد الحياة
ولا على قد الموت
تترنح على رصيف العمر
تتدثر بشال الماضي
تحتضن طفلها
ترتجف كجثة على أطراف الحنين
الناي يعزف اللحن الأخير
لموت على أهداب الروح
يشرع في صلاة القلب بجنازة أخرى
لقد مت قبل الآن
قتلتني ضحكة ضاعت في شهقة رعد
بترتني أصوات طفولة
سلبها عناق السماء
في برق لامع الأهواء
لون الربيع
ديسمبر كم أنت ظالم
كجلاد يستل السيف من جسد القتيل
كم من الضحايا ابتلعت
ولم ترتوِ
حملت مآذن العشاق
وفتحت هناك
على رصيف بارد
مقبرة العناق
كل حي يعانق جثة في الجليد
أطفئ شموعك
الليل حزين
ثكلته جثث الأطفال
في سجلاتك
احمل زينتك وامضِ
هناك حيث المدى المفتوح
لأصحاب الكراسي
لا عيد بعد اليوم
في بلاد
الظل مصلوب على جدران المنفى
والدموع تغسل بقايانا
إذهب
أطفئ أضواء الليل
أطفئ أفراحك البهية
وعد إلينا يوما
كن رحيما
في غد يجمعنا
خارج موتك
خارج سجلك القابع في أدراج الحديد

علا شيحه

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى