

ألـــَـــــــمٌ..
يتسربل في بذلة أنيقة، يمشي بخُيلاء، يتبختر، و بعُلُوّ هامة يدخل صيدلية وسط المدينة…
تستقبله حسناء ، تبش في وجهه ، يتملاها قائلاً:
– أتعذب سيدتي، دواء لألــمي رجاءً..
تروزه الصيدلانية قائلة :
مصدر ألمك؟.. أعني ما اسم مرضك سيدي..ما هي أعراضه..؟
يحملق فيها، ويرفع سبابته، وفي الهواء يمررها، يمسح بها ،من بعيد، علبَ الدواء المرصوصة، يشير ويقول بصلف:
أو ليست هذه أدوية لتسكين الألم..؟ إذاً مُدّيني بعلبة منها..!
وقبل أن تستفسره كرة أخرى أضاف :
تعددت الأمراض ، والألم واحد.. ثم ما أكثر الأمراض التي لا اسم لها سوى ألم تُوقعه كلمة "آه"..!
قال( آه )، ثم قفز كقرد في مكانه مردداً موّالاً على طريقة ياسر العظمة..
وتنتبه الفتاة، تضطرب ثم تقول له :
دواؤك ليس في صيدليتي سيدي.. إنما هنا.. ( ثم تضع أصبعها على صدغها)..
وبغير اكتراث يخرج المريض.. يخطو بعض الخطوات، يقف، يستدير لها، فيرميها بغمزة من عينه اليسرى..ويغادر كممثل..
فيما هي ظلت واقفة كمسمار.. امتقع لونها، تسارعت دقات قلبها.. ثم.. يبدأ ألمها..