الاثنين ٢٤ تموز (يوليو) ٢٠٢٣
بقلم إبراهيم خليل إبراهيم

أمثال الشهور القبطية

لشهور السنة القبطية حكايات عديدة فمنذ بداية التاريخ استخدمها المصري القديم فيما يخص الزراعة والحصاد ولا تزال هذه الشهور تستخدم في الريف المصري المعاصر لارتباطها بمواعيد الزراعة.

الشهور القبطية هى الشهور المصرية القديمة والتي استخدمها المصري القديم في كل ما يختص بالزراعة والحصاد ولا تزال هذه الشهور تستخدم في الريف المصري المعاصر لانها كانت مرتبطة بمواعيد الزراعة والحصاد.

يعود اصل هذه التقويم إلى 1235 قبل الميلاد حينما قسم الفراعنة السنة إلى 12 شهرًا وكل شهر فيه 30 يومًا يضاف إلى ذلك خمسة أيام تسمى الشهر الصغير أو أيام النسىء كما يضاف في السنة الرابعة يومًا إلى أيام النسىء فتصبح ستة أيام بدلًا من خمسة وذلك بأمر من بطليموس الثالث سنة 238 فأصبح عدد أيام السنة 365 يومًا مثلها في ذلك مثل السنة في التقويم الشمسي وقد ارتبطت شهور السنة القبطية بالأمثال الشعبية.

شهور السنة القبطية هى: توت وبابة وهاتور وكياك وطوبة وأمشير وبرمهات وبرمودة وبشنس وبؤنة وأبيب ومسرى.

أبدع المصريون القدماء فى إبهار العالم وتفننوا فى إرساء قواعد ونظم بل ونظريات من خلال خبراتهم واستعرض الفلاح المصري عظمته خلال مواسم الزراعة من خلال ربطها بالتقويم القبطي حيث ضخ سيلا من الأمثال الشعبية الملائمة لكل فصل بل وأظهر ثقافته وعلمه بسرد أمثال خاصة بكل شهر من تلك الشهور والتى بعد مئات السنين أدركنا قيمتها وأهميتها وعمقها.

توت يقول للحر موت: اشتهر رأس السنة القبطية وأول شهورها بأنه بداية اعتدال الجو ونهاية فصل الصيف حيث يقع فى الفترة ما بين ١١ سبتمبر و١٠ أكتوبر وقد قيل عن شهر توت:

توت يقول للحر موت كما قيل عنه أيضا (توت.. اروى ولا تفوت) فى إشارة لأهمية رى المحاصيل خلال كثرة المياه المتواجدة من الفيضانات.

بابة.. خش واقفل البوابة: يقال هذا المثل إشارة لبداية فصل الشتاء الفعلية وانخفاض درجات الحرارة حيث يقع فى الفترة ما بين ١١ أكتوبر إلى ١٠ نوفمبر كما اشتهر شهر بابة بوفرة المحاصيل وقيل أيضا عنه إن صح زرع بابه يغلب النهابة كناية عن الربح الوفير حتى إذا تعرض المحصول للنهب والسرقة.

هاتور.. أبو الدهب منثور: هذا المثل يشير شهر هاتور وانتشار لون القمح الأصفر الذهبى بتلك الفترة من السنة وهى الفترة الزمنية الواقعة ما بين ١١ نوفمبر و٩ ديسمبر ويبدأ فى ذات الشهر أيضا بدء زراعة بعض المحاصيل حيث قيل (إن فاتك زرع هاتور أصبر لما السنة تدور) فى إشارة لحتمية بدء الزراعة خلال ذلك الشهر وإلا الاضطرار للانتظار لعام كامل لبدء الزرع مجددًا.

كياك.. نهارك مساك تقوم من فطارك تدخل على عشاك: هذا المثل يشير إلى شهر كياك وقصر فترة النهار من اليوم الأمر الذى يشعرك بأن وقت وجبة الغذاء لا يأتى باليوم حيث تهم بتناول وجبة الإفطار وإلا وتجد وقت العشاء قد حل ويقع ذلك الشهر ما بين ١٠ ديسمبر و٨ يناير.

طوبة.. يخلى الصبية كركوبة: يشتد البرد في شهر طوبة وهو يقع ما بين ٩ يناير و٧ فبراير ويجعل من يصاب خلاله بأى نوبات برد للتحول لكهل من شدة البرد فيه كما أن ذلك الشهر يتخلله عيد الغطاس وقيل مثلا عنه أيضا (اللى مياكولش قلقاس فى الغطاس يصبح جتة من غير راس.

أمشير أبو الزعابير الكتير ياخد العجوزة ويطير: الأمثال وردت عن شهر أمشير لتعكس وجود رياح وزعابيب وتقلب بالجو كما ورد عن ذات الشهر أيضا (أمشير اللى يخلى جلدة ع الحيط نشير) ليوضح شدة الجو كما قسم الفلاح المصرى القديم ذلك الشهر إلى ثلاثة أجزاء مشير وهى أول ١٠ أيام ولقبت بذلك بانخداع الراعي بالجو الجيد ثم مشرشر الذى يعود فيه الجو للاشتداد وشراشر والذى يكون الجو فيها أقل حدة.

برمهات روح الغيط وهات قمحات وعدسات وبصلات: كان شهر برمهات يأتى ميلاديا فى الفترة ما بين ١٠ مارس و٨ أبريل واشتهر ذلك الشهر بالخير الوفير ومواسم الحصاد وتجلى ذلك فى معنى المثل على كثرة الطعام.

برمودة دُق العمودة: اشتهر شهر برمودة صاحب الترتيب رقم ٨ بين الشهور القبطية والذى كان يأتى من يوم ٩ أبريل وحتى ٨ مايو بأنه الذى تبدأ فيه عملية زراعة القمح من كل عام حيث يقوم المزارع فيه بغرس سنابل القمح.

بشنس يكنس الغيط كنس وخد بالك من الشمس: يأتى شهر بشنس ببداية اشتداد حرارة فصل الصيف وذلك من يوم ٩ مايو وحتى ٧ يونيو ويكون الغيط فى تلك الفترة بلا أى خَضَار ويحذر فيه الفلاح من بدء سخونة الشمس.

بؤنة أبو الحرارة ملعونة: يعكس شهر بؤنة اشتداد الطقس ولكن ذلك الشهر اشتهر بالخير حيث كان هناك مثل آخر به يقول (بؤنة أنقل وخزن المونة) وذلك خشية من الفيضانات وفساد الزرع والمحاصيل ويأتى فى الفترة بين ٨ يونيو ٩ يوليو.

أبيب فيه العنب يطيب: يقال عن شهر أبيب (أبيب فيه العنب يطيب) ويقال أيضا (طباخ العنب والزبيب) حيث شدة حرارة شهر أبيب الواقع بين ٨ يوليو و٦ أغسطس وتقوم بتسوية العنب حتى يطيب ويكاد يصبح زبيبا كما أن الشهر ذاته قد تكون فيه فيضانات فقيل عنه (أبيب .. مية النيل فيه تريب) كناية عن تخويفها للفلاح كما قبل أيضا عنه (إن كلت ملوخية فى أبيب هات لبطنك طبيب) نظرا للجو أيضا .

مسرى.. تجرى فيه كل ترعة عسرة : اشتهر شهر مسرى آخر شهور السنة القبطية الفعلية والواقع ما بين ٧ أغسطس و٥ سبتمبر بالفيضانات ويعكس المثل بأن المياه بذلك الشهر تدوس كل ربوع الأرض حتى اليابس منها ولارتفاع منسوب المياه.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى