الثلاثاء ٢٣ نيسان (أبريل) ٢٠٢٤

أن نضمن «تبا» في حديثنا الهادئ مع الطبيعة

أم النصر مامين سيداتي

تصفعك الظروف
تصفعك الطرقات
يصفعك الحنين
يصفعك ضيق اليد
يصفعك الحب
تتتالى الصفعات على قلبك
تلتهم بمرارتها حواسك
تنخر في روحك
تحولك إلى كائن منهك
وتصيّرك محدودبا ومتعب الخطوات..
الجسد فاكهة الغواية المحرمة
محارة الروح المقدسة
تفصيلات العقل اللاهث خلف الكمال
وبما أنه كل ذلك فهو ضدك
يتضامن مع الظروف
يتحالف مع الأحداث المنغصة
لينتقم من كبريائك المتفاقم
ويتخلص من كل ما ورطته به
وفي لحظة إدراك خاطفة يذبل
يتنازل لك عن كل شيء
يتنازل عن كل مساعيه
مساعيك
يتنازل عنك!
هذا العدو السريع نحو التبلد
الارتماء في حضن الانغلاق واللا جدوائية
التسربل بالعدمية وفقدان الأمل من أنفاس الحياة
هذه الحلقة المفرغة التي تدور فيها دون توقف
الغثيان المزمن من فعل الحركية وسطوة الحماس القديمة
كل هذا يتشكل وتنتج عنه كرات تركلها بغِلٍ دون توقف
وحقن تحقن بها النشاط عندك لتشعر بخدر لذيذ
أو هكذا أهداك مورفين التخفف من حب الحياة
وعدم أخذها على محمل الجد.
في حديثك الأخير العاتب مع الطبيعة
كنت على غير عادتك تتحدث بهدوء
تخرج الكلمات من تحت لسانك بتأفف آثرت أن تسره في نفسك
بأنفاس منتظمة وضغط دم معتدل
أشعرتها بالرضا والتقبل لغدرها وانقلابها عليك
كنت تدرك في قرارتك أنها من ترى بانقلابك عليها
كما فعل أجدادك الأوائل
كما فعل أحفادهم الأواخر
كما فعلت أنت وربما لا زلت تمارس هذا الفعل
ورغم هذا الاختلاف العميق بينكما
رغم انعدام الود والقدرة على القيام بحوار سلس لأطول وقت
قلت لها باقتضاب شديد:
أنا ككل محتوياتك
ككل أشيائك
صحاريك، أشجارك، أحجارك، هوائك، نباتاتك، بحارك، أنهارك، مناخك، أشخاصك، حيواناتك، فصولك...
افعلي بي ما تشائين وتبا لك على أية حال.

أم النصر مامين سيداتي

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى