الاثنين ٣١ آب (أغسطس) ٢٠١٥
بقلم سلوى أبو مدين

أورنينا*

الواجهة الزجاجية
السقف القصير
رفوف
الهدايا .. المغبرة
الاتساع الضيق
...
بائع الهدايا
بهيئته السابقة
شعره الأبيض
كقمرٍ استلقى
لا يريد أن ينطفئ
ممسكاً
بنظارته المُغبَََّشة
يمنحها أنفاسه
...
أبواب
السنين العتيقة
تمضغ الزحام
دهشتي طوقت
بشريط وردي
ذكرى عبث طفولي
انسكب
من قوارير الزقاق
ذي المربّعات الضيقة
العالقة بغبار سعالنا .
..
البائع الذي نعرفه
كواحدٍ منا .
كبُر .. مثل أيامنا
...
أيام الشتاء التي
دهسها النسيان
المشبعة بزغب
هش ..
هديل المطر
بقايا الحديث
الساخن
أعقاب الدخان .
...
الصور القديمة
بلا ظلال
بلا مدى
أحلامي تنزلق
من معطف ذكرياتي
...
كل يوم أرتب
ليل حجرتي
قليلة موجة الأسئلة
كقوسٍ مشدود
...
حينَ لا يبقى في
جسد فصولي ..
سوى
سوسنة
تباغت دفء
غاباتي .
ليل
قمر
يغتسلان بندى
أوردتي .
...
ملح عيني
ينقر
نافذة الآهات
الوقت يقضمني
أسقط
من جرابه المثقوب
السماء أقل زرقة
لم يكن صخبي
جنوناً .
...
النجوم قصائد
تتناثر
فوق أوردة جدراني
المُعتمة
في كفي غيمة
لا يجفُّ دمعها
...
الحجرة الخالية
السقف وزواياه
الأكثر حناناً
الليل
وهمهمات
تخنقه
يحفر تحتَ جلدي
صنوبرة ..
تقطر من دمعها
رحيقاً
...
هذا المدى
دون غبار
يكفيني لأتهجى
اللوحة التي
تنتحب ألوانها
بين مفرداتي .. والفراغ
صمتٌ يقودني إلى المجهول .
يبعثرني فوق أرصفة
ألفتها خطواتي
رغم أنني لم أخلع
جلدي .. إلا مرة واحدة
كلّما سافرت أعادتني
إلى دفء حنانها المُسكر
الشارع المختنق
الشجرة الهرمة .
الطرق التي غفتْ
بين ورق الماضي
ذاك الزحام
أجنحة الشتاء تكسر كلماتي
شلال وحدتي يهدر ضوءاً
وسادتي ابتلت ببقايا
الكلام القديم .

* محل بيع هدايا في ــ باب توما ــ بدمشق، كنتُ اشتري منه في صغري .


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى