السبت ٢٢ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١٢
الخيال الواسع في قصة
بقلم جميل السلحوت

أولاد الحي العجيب

يواصل الأديب الكبير محمود شقير التجريب في كتاباته للأطفال، فيأتينا بالجديد المثير واللافت، وفي قصته "أولاد الحيّ العجيب" الصادرة قبل أسابيع قليلة عن منشورات الزيزفونة لتنمية ثقافة الطفل في رام الله يعالج أكثر من قضية تربوية موجهة للصغار وللكبار، وقد استغل في ذلك خرافة"الشاطر حسن" تلك الحكاية الشعبية المعروفة في التراث الشعبي العربي، فجعل للشاطر حسن دفترا يأتي بالعجائب والمستحيل، فيلبي طلبات كل من يحوز عليه، وفي ذلك إشارة الى أهمية الكتاب والعلم، ودعوة للأطفال وللكبار الى التعلم والبحث عن المعرفة في الكتب، كما في ذلك تنمية لخيال الطفل، ومن يتخيل يفكر، ومن يفكر يصل الى مبتغاة، وأديبنا الذي يحرص دائما في كتاباته أن يساوي بين الذكر والأنثى، ركز في قصته على ماهر وأخته وردة، والبنات والأولاد فهم يتحركون سوية، ويمارسون شقاوة طفولتهم سوية أيضا، والقارئ للقصة يرى أن الهدف الرئيس فيها هو ضرورة انتباه الكبار الى غريزة اللعب والحركة المستمرة عند الأطفال، وأنه لا يجوز قهر الأطفال وإجبارهم على الصمت، بل يجب تهيئة الظروف لهم لممارسة فطرتهم في اللعب الطفولي البريء، كما أن في القصة دعوة غير مباشرة للأطفال كي يتحاوروا ويفكروا في الطريقة التي توصلهم الى مبتغاهم، لذا فإنهم في القصة احتالوا بذكاء على الرجل العملاق الذي حولهم الى سناجيب بواسطة القوة الخارقة لدفتر"الشاطر حسن" فاستعادوا الدفتر منه، وعادوا بواسطته الى وضعهم الانساني، وحولوا الرجل العملاق الى مهرج يغني لهم ويدخل الفرح الى قلوبهم.

ملاحظة: لا أعلم لماذا لجأ الكاتب الى ابتكار"دفتر الشاطر حسن" في قصته كي يأتي بالأمور الخارقة؟ فالشاطر حسن حكاية شعبية موروثة ومعروفة، وهي خارقة بذاتها، لكنه لا يملك شيئا آخر يأتي بالخوارق، في حين لدينا موروث شعبي آخر يأتي بالخوارق مثل "فانوس علاء الدين" و"المارد الحبوس في قمقم" اللذين يلبيان كل ما يطلب منهما.

الرسومات والاخراج: لم تكن الرسومات المصاحبة للقصة موفقة، فالرسم على الغلاف الخارجي الأول يظهر الطفلة"وردة"كامرأة ناضجة، ووجها ماهر وأخته وردة يظهران على الصفحات الداخلية بأشكال مختلفة، وكأنهما وجوه لأشخاص مختلفين، في حين ظهر "رجل الصمت العملاق" انسانا عاديا، بل بدا قريبا للأطفال في شكله، وعندما تحول الى مهرج أصبح ذا وجه طفولي تماما.

أما بالنسبة للاخراج، ففي تقديري أن الناشر قد أخطأ في وضع الاعلان التجاري في منتصف الكتيب، ومع معرفتنا المسبقة بتكاليف النشر، وأهمية الاعلان التجاري في تمويل طباعة القصة ونشرها في كتيب، إلا أنه كان الأجدر به أن يضعه في النهاية على ورق مخروم من قاعدته، ليسهل التخلص منه عند الاحتفاظ بالكتيب على رفوف المكتبات.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى