إني أحبك
ماذا أقـــولُ ومـا يفيـــكِ المُـعْجَــمُ!
الصَمْــتُ أَرْأَفُ والقصيدةُ أكْرَمُ
إنَّ القـصائـــدَ ليـــسَ إلا ما حَــوَتْ
واللـهُ يَشهــدُ إنَّ سِــرَّكِ أَعْـظَـمُ
كلُّ الليــالي عَسْعَسَتْ مِــنْ قَبْلِـــها
شمسٌ تمــوتُ ودمعــةٌ تَتَـرَحَّـمُ
حتى أتيــــتِ وفــي يديْــكِ بشــارةٌ
للعالميـنَ، وفـي عيونِــكِ مَغْنَـمُ
الأَرْقَــــــمُ الــمَكْــيُّ كَـــــفُّـــكِ دَارُهُ
للديـنِ حِصْـنٌ، للحقيقــةِ سُـلَّــمُ
وبكِ السنــونَ الحالكـاتُ تَفَرْدَسَـتْ
ما عادَ لَيْــلٌ في المَدائـنِ يُـظْلِـمُ
لُغَـــةُ الجَـلالِ مِنَ الجَــلالِ أميـــرةٌ
كــلُّ اللغــاتِ أمامَهــا تَـتَـلَـعْـثَـمُ
حوتِ الفصاحةَ والبيانَ وكيـفَ لا
وبكـفِّــهــا قُـرآنُــنا يُــتَــرَنَّــــمُ!
قُدسيـةُ الألطــافِ جَـــلَّ مقامُـــــها
الحقُّ يعلـمُ مـن تكــــونُ ونَعْـلَــمُ
تاريخُها ما زالَ يَحتضِنُ الضُّحــى
مِـنْ ألـفِ عاتِيةٍ وجُـرْحٍ يَعْصِمُ
مِنْ يومِ زمزمَ واللغـاتُ اسَّاقطــتْ
لِتَبُثَّ أحـلامَ القصيــدةِ (جُرْهُمُ)
لغــةُ الجنانِ الشِّعرُ واصفُها كما
سَمْت النُّبُوءَةِ ليــسَ يُـدركُهُ فَـمُ
لغـةٌ بحجـــمِ الأمنيـاتِ، وسِحْرُها
مَلَكَ المَشَـاعِرَ... والمَـدَى يَتَبَسَّمُ
تَتتـابـعُ الأســرارُ فــي عليـائِــهـا
وتُـقــبِّــلُ الهــامَ العلـيَّ الأَنْـجُــمُ
تَـهِبُ الـحيـاةَ لِمَـنْ أرادَ سَخَـاءَها
فالـكـــلُّ أوَّابُ الفــؤادِ... مُـتَـيّــمُ
فَلْتَسْـأَلُوا التــاريخَ عـن أمجادِهـا
يَرْوِ الفَصيــحُ فَخَـارَها والأَبْـكَــمُ
تَحْـوي العُروبةَ، بالشِّمالِ تَضُمُّها
ويمينُــها تُـرْدي اللئــامَ وتَـهْـزِمُ
جـَمَعَـتْ أكُــفَّ الطيبيـنَ قُطُوفُــها
روحــي فِــداءُ الأبْجَـدِيَّــةِ والـدَّمُ
اللـهُ عَـظَّـمَ بالكتــابِ حـروفَـهـــا
وحروفُـها فـي العاكـفيـنَ تُـعظِّــمُ
ستظــلُّ تُـقرأُ فـي الــــدُّنا آياتُـهـا
رغمَ اصطفافِ الكائديـنَ، وتَنْسُم
وتظـلُّ تَصْـدَحُ في السمــاءِ مَآذِنٌ
وتَعُــوذُ باسمِ اللـهِ جَــلَّ، وتَـنـعـمُ
والأزهرُ المِشْـكَــاةُ آىُ زمانِــــنـا
طوبـى لـقــومٍ فـي ربـاهُ تـعـلَّـمـوا
آوى الفصاحــةَ فـي زمـانٍ أعجمٍ
العُـرْبُ فيهِ مع الزمانِ استعجموا
لـــولا جَـلالُ الحَــقِّ مَغنمُ أزْهَــرٍ
كانــتْ بغــيــرِ أوانِــهـا تَـتَـيَـتَّـــــمُ
جمــعَ الفضـائـلَ كُلّــها في كفِّـهِ
فــي كــــــلِّ نـاحيــةٍ تـراه يُـقَـــوِّمُ
حمـلَ الرسالـةَ والهــدى تاريخُـهُ
يسقـي ريـاضَ العاشقيـنَ ويـرسمُ
يَمَّمْـتُ وجهـي شطــرَ أولِ قِبـلـةٍ
للعِلْــمِ، وانْبَـــرَتِ الجِهــاتُ تُيمِّمُ
إني أُحِبُّـكَ، لسـتُ أتقـنُ غيــرَها
والدمعُ يشهـدُ والجــوارحُ تُـقْسِـمُ
إنـي أحبُّـكَ والحــروفُ أبـيــــــةٌ
فيــكَ القَصِيـدُ وأنتَ أنـتَ المُلْــهِـمُ
ويَقـودُنـــي للمجدِ ذِكْــرُ مُحَمَّـــدٍ
صَلُّوا عليهِ ـــ كما يليقُ ـــ وسَلِّمُوا