الثلاثاء ١١ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١٢
بقلم جميل السلحوت

التعليلة الساحورية نشاط ثقافي يُقتدى

الخيمة الثقافية التي أقامتها مجموعة"مبادرة أبناء البلد" في جبل المكبر مساء السبت 8 كانون أول-ديسمبر- في ساحة مدرسة جمعية جبل المكبر الخيرية، تشكل حدثا ثقافيا متميزا ورائعا وغير مسبوق في تاريخ هذه القرية المقدسية، تماما مثلما تشكل قدوة تقتدى لبقية مناطق الريف الفلسطيني. وينبع تميز هذا اللقاء الثقافي بالاعداد المتقن، وبتعدد الفقرات وتنوعها، وبالجمهور الحاشد الذي تراوح ما بين الأطفال والنساء والرجال، مما يشي بأن أُسرا كاملة قد حضرته،

مما يعني أن الجمهور متعطش للثقافة، وتتوج تَمَيُّز هذا اللقاء بالنخبة الشبابية القائمة عليه، وما بذلته من جهود خيّرة ليخرج لنا بطريقة لافتة تضاهي الاحتفالات التي تقيمها مؤسسات ثقافية عريقة، فعريفة الحفل آية جوهر تألقت في حضورها وفي كلماتها وفي طريقة آدائها، تماما مثلما كان الأديب ابراهيم جوهر في كلمة مثقفي البلدة التي ألقاها، وهو ما فعلته د. اسراء ابو عياش في كلمتها باسم ندوة اليوم السابع، وما قدمته الأديبة الصاعدة نسب أديب حسين في كلمتها عن مجموعة"دواة على السور" الشبابية الثقافية.
ومن جماليات هذا النشاط هو تقديم بعض المواهب الشابة لبنات وأبناء البلدة مثل أمينة السلحوت ومريانا دخل الله، وفرقة جبل المكبر الفنية التي ظهرت لأول مرة في هذا الحفل، أما المفاجأة الكبرى فكانت الصوت الغنائي للفتى ثائر الحصيني الذي ينبئ بأننا أمام موهبة كبرى تستحق الثناء والرعاية.

وجاءت فقرة الفنون الشعبية لفرقة الدبكة الشعبية لشباب المكبر متميزة بالرغم من أن خشبة "المسرح" كانت صغيرة المساحة مما حدّ من قدرة الفرقة كي تصول وتجول في رقصاتها اللافتة، أما الشاعر الشعبي لؤي زعيتر، فهو كما عادته مبدع خفيف الظل يعرف كيف يجذب الجمهور بكلماته الهادفة وسخريته المحببة.

ومما أضفى على الحفل جمالا أصيلا هم ضيوف الحفل من مثقفين وفنانين، فالفنان الرائع أحمد أبو سلعوم كان باقة الورد التي بثت عبيرها على الحفل فغنى ومثل وأجاد، وكان للفنانة دورين منيّر حضور أدخل الفرحة الى القلوب وهي تعزف على العود وتغني.

ان فكرة اللقاءات الثقافية بحد ذاتها أمر يستحق الوقوف والتفكر والتشجيع، فبالعلم والثقافة تنهض الشعوب...ومن هنا فاننا نشدّ على أيدي الشابات والشباب ونتمنى لهم مزيدا من الابداع ومزيدا من العطاء.

ولا يفوتنا هنا أن نتطرق الى معرض الفن التشكيلي والصور، فكانت لوحات رشا صوان ورامز علان بشائر خير ـ تماما مثلمها هي صور عطا عويسات.

فشكرا لمبادرة شباب جبل المكبر ولشبكة جبل المكبر الاعلامية التي قام الشاب بهاء عليان بالتعريف بأهدافهم الثقافية التي نأمل أن يستطيعوا تحقيقها.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى