الاثنين ٢١ شباط (فبراير) ٢٠١١
بقلم رواء الجصاني

الجواهري في عواصم عربية وعالمية

بمثل ما أرخّنا له في كتابة اخيرة، نواصل اليوم متابعة الجواهري في زياراته الرسمية ومشاركاته الثقافية وغيرها، في العديد من العواصم والمدن العربية والأجنبية خلال الفترة 1968 ولغاية 1995 أي قبيل رحيله بنحو عامين...

... ففي أواخر عام 1968 يعود الجواهري إلى البلاد العراقية بعد اغترابه الاضطراري عنها سبعة أعوام في براغ، والتي أطالت الشوط من عمره كما يخاطبها في احدى قصائده الشهيرة:

اطلت الشوط من عمري، اطال الله من عمرك
ولا بلغت بالسوء، ولا بالشر في خبرك
حسوت الخمر من نهرك، وذقت الحلو من ثمرك
ألا يا مزهر الخلد تغنى الدهر في وترك

وبعد فترة وجيزة من عودته إلى بغداد أواخر الستينات الماضية، يُجمع أدباء البلاد العراقية وشعرائها، وبمختلف أطيافهم ونحلهم، القومية والثقافية والسياسية وسواها، على اعادة انتخاب الجواهري رئيساً لاتحادهم... وتحتم عليه مسؤوليته الجديدة – القديمة هذه، مشاركات وزيارات رسمية إلى العديد من بلدان المنطقة والعالم، فضلاً عن الدعوات الخاصة...

ففي عام 1971 يشارك في احياء الذكرى السنوية لرحيل الزعيم العربي – المصري جمال عبد الناصر في القاهرة، ويلقي هناك عصماء جديدة ومن أبياتها:

أكبرتُ يومك ان يكون رثاء.. الخالدون عرفتهم أحياءَ

لا يعصم المجد الرجال وإنما، كان العظيمً المجدَ والأخطاءَ

كما ويترأس الجواهري الوفود العراقية إلى مؤتمرات اتحاد الأدباء العرب الثامن في دمشق عام 1973 والتاسع في تونس عام 1975... وبينهما عام 1974 يلبي دعوة باستضافة ملكية مغربية دامت عدة أشهر كتب خلالها أكثر من قصيدة وصف وشكر وتنوير...

... وفي عام 1973 يزور بلغاريا – رسميا - ويُنظم له هناك برنامج حافل، كانت من بين فقراته "ليلة على فارنا" المدينة الساحلية الجميلة فكتب عنها رائعة جديدة، ومما يقع بين يدينا بصوته منها:

ما لهذي الطبيعة البكرِ غضبى، ألها ان تثور، نذر يوفى
أبرقت ثم ارعدت، ثم القت، حملها توسعُ البسيطة قصفا
اشرق الفجر فوق "فارنا" فأضفت، فوقه سحرها الخفيّ، وأضفى
واستطابَ الرمل الندي بساطاً، فمشى ناعم الخطى، يتكفا
معجباً يمسح الدجى منه عطفاً، ويهز الصبح المنور، عِطفا

ثم يلبي عام 1979 دعوة الى الكويت، وابي ظبي ويلقي فيهما قصيدة جديدة جاء مطلعها:

اعيذك ان يعاصيك القصيد، وان ينبو على فمك النشيد
وان تعرو لسانك تمتمات وان ينفرط العقد الفريدُ

... وفي عام 1981 يلبي الجواهري دعوة رسمية إلى عدن – العاصمة اليمنية الجنوبية آنذاك - ليلقي خلالها نونية مطولة يوثق مطلعها ان الجواهري قد انطلق لتلبية تلكم الدعوة، من براغ:

من موطن الثلج زحافا الى عدن... تسري بي الريح في مهر بلا رسن ِ

من موطن الثلج من خضر العيون به، لموطن السحر، من سمراء ذي يزن

... وإلى وارسو هذه المرة عام 1985 للمشاركة في فعالية ثقافية عالمية... ثم الى ليبيا عام 1988 في زيارة رسمية يلتقي خلالها الزعيم الليبي معمر القذافي... وبعدها عام 1992 ضيفاً رسمياً على طهران، وليلتقى فيها المرشد الايراني الأعلى علي خامنئي... وكذلك إلى القاهرة عام 1993 بمناسبة مئوية دار الهلال، ويلتقيه هناك الرئيس محمد حسني مبارك...

وما بين هذه وتلك كانت زيارات الجواهري أيضاً في مطلع التسعينات إلى الشارقة لتسلم جائزة سلطان عويس المخصصة له، وإلى مهرجان الجنادرية عام 1992 حيث ينظم له برنامج حافل شمل لقاء مع العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، ولي العهد آنذاك..... ومنها إلى الاردن بعد بضعة أشهر بضيافة الملك الحسين بن طلال، الذي ردّ الجواهري إليه "الجميل جميلا" بقصيدة "أسعف فمي" الشهيرة، والتي ألقاها خلال احتفال مهيب في عمان....

أما دمشق التي عشقها الجواهري، لا زلفى ولا ملقا، أعواماً عديدة وحتى رحيله عام 1997 فله فيها حضور متميز وقصائد عديدة، كتبنا عن بعضها في وقت سابق... ونتابعها بتفاصيل وافية في قريب لاحق لأهميتها وحيويتها ومؤشراتها...


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى