الأحد ٢٠ أيار (مايو) ٢٠١٢
بقلم جميل السلحوت

الحب يصنع المعجزات في اليوم السابع

ناقشت ندوة اليوم السابع الثقافية الأسبوعية الدورية في المسرح الوطني الفلسطيني في القدس كتاب"الحب يصنع المعجزات" للإعلامي أحمد طقش، الذي صدر في الأسابيع القليلة الماضية عن دار الجندي في القدس، ويقع في 112 صفحة من الحجم المتوسط.
والكتاب عبارة عن دعوة لحبّ الله والرسول والدين، ويحث على الأخلاق الحميدة.

وقال سمير الجندي:

ومضات من الإرشادات والمواعظ الدينية، يقدمها الكاتب محاولاً من خلالها حث الناس على التواصل بالمحبة الإيمانية، فالحب الإيماني الذي يلامس شفافية الإنسان، لحظة تجلي الروح وتناغمها مع تصرفاته الحياتية، واتحادها مع الأحلام الفردية، ومع اللاشعور الجمعي الذي يرتبط فيه الإنسان مع أخيه الإنسان، رابطا يتشكل من خلاله مجموعة القيم الإنسانية، فهو يهدي كتابه إلى الإنسانية جمعاء، يرشد من خلاله الصديق وكيف تكون علاقته مع صديقه، وكيف يتآلف الزوجان في رباط الحياة المقدس، الذي يبنى على تفاهمات، بين الزوجين هذه التفاهمات، نابعة من خلال قبول الآخر بخطاب لا يخلو من الإيثار وحب الآخر، متمسكين بطاعة الله، وما يمثله الكتاب المقدس، وهو لا ينسى الولوج في أهمية الوقت بالنسبة للمسلم وغير المسلم، فاستغلال الوقت بما يفيد الإنسان على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي والإيماني، فالوقت عند المسلم كحد السيف، وطالب القارئ بالرجوع إلى كلمات القرآن الكريم التي تحثنا على استثمار الوقت بما يعود بالنفع علينا...ولا يغيب عن بال الكاتب أن يذكر القارئ بصفات المؤمن الحقيقي؛ بأنه محب لوطنه، أمين، صادق،كريم، حنون، عادل، منصف، يطبق شرائع الله...والأهم أنه يحب نبيه حبا جما...

ويعرج بعد ذلك على أمر مهم، ونحتاج إليه في حياتنا السياسية كمسلمين وكعرب وكفلسطينيين، وهو أهمية الوحدة، الوحدة الإسلامية والعربية والفلسطينية، وينور القارئ بقصص من التراث العربي الإسلامي، مستندا عليها في إثبات أهمية الوحدة، بل أنه يوظف الأحاديث النبوية والآيات القرآنية توظيفا يفيد الفكرة إفادة كبيرة، فهو يستمد تلك الأفكار من كتاب الله وسنة نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم، فالإتحاد بحسب ما جاء في الكتاب، يخلصنا من الحالة الفوضوية والعبثية.

يدعو إلى زيارة الأرحام بحسب ما حثنا عليه رسولنا الكريم، إذ انشغل الناس في هذه الأيام وابتعدوا عن أهاليهم وأسرهم، وحاول إرشاد القارئ إلى جادة الصواب من خلال حثه على إتباع دينه مستنيرا بسيرة الرسول الأعظم عليه الصلاة والسلام، ومقتديا بهديه، هذا الكتيب ضروري لكل مسلم ومسلمة، بل ضروري لكل إنسان، لا لشيء إلا لأنه يذكر القارئ بواجبات الإنسان تجاه أخيه الإنسان... هي محاولة من الكاتب لتحقيق قضية من صلب عقيدتنا، وهي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر...

وقال طارق السيد:

عند النظر الى العنوان (الحب يصنع المعجزات) يتبادر الى الذهن أن هذا الكتاب خليط من قصص غرامية أو نصوص تتحدث عن الحب بأشكاله وفروعه ....الخ

ولكن سرعان ما ينتبه القارئ الى أن هذا الكتاب عبارة عن مجموعة من النصائح والارشادات الدينية على شكل مقالات أو موضوعات بعناوين مختلفة.

الكاتب يخرج من ثوب الإعلامي في الحوار أو الجدل السياسي العقيم ليضعنا أمام نصائح مفيدة وضرورية للبعض، ولكنه وقع في فخ النصح والارشاد، وابتعد بقلمه عن الحسّ الأدبي الذي بحثت عنه في الكتاب.

كان من الجميل لو اجتمع الارشاد مع جمال اللغة الأدبية، اكتفى الكاتب بغمس نصوصه بنوع من الحب الإلهي كنهج صوفي، ولم يدقق في القضايا بشكل يتصل مع الواقع على الرغم من رقة وعذوبة كلماته..

وجدت نفسي بين صفحات قيمة في الارشاد والدعوة الى النظر في الحياة والتمعن فيها، إلّا أنني وجدت تكرارا للمواضيع كما في (الصادق الامين) و (أيها المبعوث فينا)

كما أن الكاتب خرج عن موضوعية كأعلامي في ص75 عندما تحدث عن المغفور له الشيخ زايد، واعتبره وليّا حقيقيّا، وفي ذلك تعارض عن المفاهيم الدينية التي حاول أن يطعمها للقارئ وأيضا نرى الشيح محمد بن راشد والذي وصفه بقائد التغيير وتحويل الصحراء الى جنة فهل كان يقصد بالتغيير زيادة عدد المستثمرين الأجانب أو كان يقصد عدم إعطاء الجنسية لأي فلسطيني على أرض دولة الإمارات؟.

وفي قراءتي للنصوص أيضا رأيت بعدا واضحا ما بين العنوان والموضوع كما جاء في موضوع (نصائح شبابية لأحلى صيفية ) و (أفضل طريقة لاستثمار الوقت ).
أمّا بالنسبة لبرنامج (خواطر) وعنوان (لو كان بيننا) فهي عناوين لبرامج تعرض ولا يجوز استخدام نفس العنوان والفكر .

الكتاب يحمل معنى الحب الصوفي ويعمل على إعطاء النصح والارشاد للشباب ، ويسير فيه الكاتب بطريق أقرب الى الداعية منه الى إعلامي.

احتوت النصوص على عاطفة قوية وصادقة وكلمات رقيقة ومعبرة، أتمنى للكاتب المزيد من التقدم والعطاء وأن يقدم لنا في نصوص قادمة المزيد ...

وقال رفعت زيتون:

مقالات وخواطر سامية ودعوة لأمّة عن دينها نائية، هدفها تحقيق السّعادة والوصول إلى الرّيادة، فيها يأخذ الكاتب بيد القارئ مرشدًا إياه الطّريق؟

يريد الكاتب من الإنسان المسلم أن يكون النّموذج المثاليّ الذي أراده الله من خلال التّمسكِ بالمثل العليا والتّخلّقِ بأخلاق سيّد البشر صلّى الله عليه وسلم.

وذلك ما كان من خلال طلبه أن يستشعر المسلم وجود الرّسول (صلّى الله عليه و سلم) كأنّه موجود أمام ناظريه ولو أنّي أميل إلى استشعار وجود الله في الحركات و السّكنات وهذا هو الأصل، وهذا يذكّرني بمن اعتقد أنّ النّبيّ لا يموت بعد فاجعة موت الرّسول فقال لهم أبو بكر " من كان يعبد محمّدًا فإنّ محمّدًا قد مات، ومن كان يعبد الله فإنّ الله حيّ لا يموت"، ولكن لعلّ الكاتب أراد بهذا الاستشعار استشعار أخلاق الرّسول وصفاته وهذا لا ضير فيه بل وعلى العكس فهو واجب وفرض الأخذ به مصداقًا للآية الكريمة في سورة الحشر( وما آتاكم الرّسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا).

هذا الكتاب بما فيه من دعوات للخير والفضيلة يعيد إلى الأذهان بطريقة مبسطة عاديّة تلك المدينة الإسلاميّة الفاضلة التي فكّر بها بعض الفلاسفة كأفلاطون.

والحقيقة أنّه وكغيره من كتب الدّعاة يضع القارئ أمام نفسه محاسبًا قبل أن يقف أمام ربّه معاتبًا. وهو يضعنا مباشرة أمام الأخلاق المحمديّة بكل تفاصيلها لنسأل أنفسنا كمْ نحن قريبون من هذه الأخلاق وكم نشبه الرّسول صلّى الله عليه وسلّم وإذا كان ذلك معيارًا لمحبّته فكم يحبّنا؟ سؤال كبير وقفت أمامه بالكثير من الوجل والخجل.

أعجبني الكتابُ لتناوله للكثير من القضايا الدعويّة،فحثّ على حبّ الوطن والصّدق قولًا وفعلًا
والأمانة والكرم والصّبر والحياء والعدل والتّسامح، وحثّ على حسن المعاملة بين الزّوج وزوجه مقدمًا النّصح للزّوجة والزّوجِ معًا، وإن خير ما حثّ عليه حبّ الله ورسوله الكريم عليه وعلى آله وصحبه أفضل صلاة وأزكى تسليم.

ومن الفقرات التي أعجبتني وهي كثيرة ما جاء في ص59 " الجسد من تراب وغذاؤه من تراب والرّوح من روح الله وغذاؤها من أنوار السّماء" وأكّد على التّوازن بينها فمن ترك هذه قلّ ومن ترك تلك ضلّ.

الكتاب من حيث قيمته الدينية أعتبره جيدًا وجديرًا بالقراءة والاقتناء خصوصًا أنّه تحدّث
بلغة بسيطة يحبّها الشّباب، ولكنّه كقيمة أدبيّة إبداعيّة فلا أعتبره قد وصل إلّا إلى النّزر اليسير منها، وذلك لانعدام النّواحي الفنيّة في الكتابة وبساطة اللغة.

وملاحظة أخرى عمّا جاء في آخر الكتاب من بعض القصائد الشّعرية، وأقول إنّ الكاتب
أقدر على كتابة المقالة من كتابة الشّعر، فللشّعر أصول لم يلتزم بها الكاتب من حيث النّواحي
العروضيّة فقد وجدتُ الكسر العروضيّ في أغلبها، فعلى سبيل المثال:

في قصيدة أعشق خليلي ص106 وهي ككلّ القصائد على بحر الكامل أجده قد كسر الوزن
في عجز البيت الأول في " وسلّمت من أهواه أمري" وفي البيت الثاني ينتقل إلى بحر آخر
وهو الوافر " أحبّ الناس دنياهم وقد ".

وكذا في قصيدة " وكّلتُ من بعد التّشتّت خالقي " كما جاء في عجز البيت الرّابع
" فإذا بحبسي قد كفاني من الغرق".

أما قصيدة وفاء في صفحة 109 فقد بدأها ببحر الوافر في صدر البيت الأول وأكمل
القصيدة على الكامل.

هذا من حيث العروض أما لغة القصائد فهي بمجملها بسيطة.

وملاحظة أخيرة بالنسبة لما جاء في الكتاب وهو جعل بعض النّاس من علية القوم
مثاليين وهذه مغالاة في كتاب يدعو للمثاليّة، وبعدٌ عن الموضوعيَة في كتاب يريدنا أن
نقول الحقّ لمن استحقّ.

وشارك في النقاش ابراهيم جوهر وجميل السلحوت.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى