الخميس ١٨ نيسان (أبريل) ٢٠٢٤

الموت

أمجد هيثم مهنا

يتفقَّدُ الموتُ فينا صغارَهْ
الذين تربوا بنا
واتخذونا آباءً لهم.
وللموتِ فينا رسوخٌ قديمٌ
كأننا إخوةٌ بالرضاعة
من مرضعٍ
حليبها لا ينضبُ،
للحياة ثديٌ وللموتِ ثديْ.
وهذه الدنيا تحاصرُ أهلها،
لا مكانَ لشمِّ الوردِ فيها
أو تذوق قهوةٍ
أو حكِّ ظهر فراشةٍ فضيّةٍ.
يتجمَّعُ الأمواتُ في بطنيْ،
يتكوَّمونْ، يتفسَّخونْ، يتعفَّنونْ،
وتخرجُ من فمي روائحَهُمْ.
يستلقيْ في عيني اليُمنى
عزرائيل،
ويُراجعُ جدولَ أعمالِهِ اليَوميّ.
وعينيَ اليُسرىْ
ماكينةُ نَسْجٍ،
تُنجزُ كلَّ عامٍ
سنتمتراً من كفنيْ.
لولا وجودُ الموتِ
لمَا نهَضنا من أسرَّتنا
كلَّ يومٍ في الصَّباحْ.

أمجد هيثم مهنا

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى