بيان صحفي
في ذكرى النكبة، يقف مركز العودة الفلسطيني ليحيي ذكرى الأحداث الأليمة لعام 1948 التي أدت إلى تهجير مئات الآلاف من الفلسطينيين قسرًا من منازلهم، مخلفةً إرثًا من المعاناة والظلم المستمر.
تعد النكبة فصلًا مظلمًا في التاريخ الفلسطيني، حيث تم تشريد مجتمعات بأكملها ومصادرة أراضيها وحرمانها من حقوقها. وفي هذه الذكرى، نتذكر المحنة المستمرة للاجئين الفلسطينيين المنتشرين في جميع أنحاء العالم، الذين يتوقون إلى العودة إلى أراضي أجدادهم واستعادة حقوقهم.
خلال النكبة، هُجّر ونزح حوالي 700 ألف فلسطيني، كانوا يشكلون غالبية السكان قبل وأثناء الصراع العربي الإسرائيلي عام 1948. ومنذ ذلك الحين، رفضت إسرائيل حقهم في العودة، مما أدى إلى إنشاء مجتمع كبير ودائم من اللاجئين الفلسطينيين، يقدر الآن بنحو ستة ملايين شخص، يعيش معظمهم في مخيمات لبنان وسوريا والأردن والضفة الغربية وقطاع غزة. وفي غزة، يشكل أحفاد هؤلاء اللاجئين حوالي ثلاثة أرباع السكان.
بعد مرور ستة وسبعين عامًا، لا تزال آثار النكبة تتردد في جميع أنحاء فلسطين، ولا يوجد مكان أكثر تأثرًا من قطاع غزة المحاصر. لقد عانت غزة، التي توصف كثيرًا بأنها سجن في الهواء الطلق، لعقود من الحصار والعدوان العسكري والقمع المنهجي من قبل السلطات الإسرائيلية. يواجه سكان غزة، الذين يعانون بالفعل من آثار النزوح والحرمان، صعوبات يومية تتفاقم بسبب الحصار، بما في ذلك نقص حاد في الموارد الأساسية، وعدم كفاية الرعاية الصحية، ومحدودية الوصول إلى التعليم والعمل.
تفاقم الهجوم الإسرائيلي المستمر على غزة من معاناة سكانها. أدت حملات القصف العشوائي، التي تستهدف البنية التحتية المدنية والمناطق المكتظة بالسكان، إلى دمار واسع النطاق وخسائر في الأرواح ومعاناة إنسانية لا توصف. أدى القصف الإسرائيلي المتواصل لقطاع غزة إلى مقتل أكثر من 35 ألف شخص وجرح أكثر من 75 ألف، معظمهم من الأطفال والنساء، مما يجعل هذه الجولة من الحرب الإسرائيلية الأكثر دموية في تاريخ الصراع الطويل.
يُجبر الفلسطينيون في غزة حاليًا على إخلاء منازلهم وسط الهجوم الإسرائيلي المتجدد، حيث تتجه السيارات والعربات التي تجرها الحمير والمشاة نحو مخيمات الخيام المكتظة. نزح ما يقرب من 1.7 مليون فلسطيني، يشكلون ثلاثة أرباع سكان القطاع، ويعاني الكثير منهم من عمليات نزوح متعددة. وهذا العدد يفوق بكثير عدد النازحين أثناء حرب عام 1948.
حتى وإن لم يتم ترحيل الفلسطينيين بشكل دائم من مناطقهم في غزة، فإن هناك قلقًا متزايداً من أن العودة إلى منازلهم قد لا تكون ممكنة بسبب الدمار الواسع النطاق والتعنت الإسرائيلي المعتاد تجاه عمليات الإعمار، حيث تتوقع الأمم المتحدة أن تمتد عملية إعادة بناء المنازل المدمرة حتى عام 2040.
تُصنف الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة من بين الحملات الأكثر فتكًا وتدميرًا في التاريخ الحديث، حيث شملت إسقاط قنابل ذات وزن 900 كيلوجرام على مناطق مكتظة بالسكان، مما حول أحياء بأكملها إلى أنقاض. يقدر البنك الدولي الأضرار بمبلغ 18.5 مليار دولار، أي ما يعادل تقريبًا الناتج المحلي الإجمالي للأراضي الفلسطينية في عام 2022.
في يوم النكبة هذا، يؤكد مركز العودة الفلسطيني إيمانه الثابت بالحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني، بما في ذلك حق عودة اللاجئين وفقًا لقرار الأمم المتحدة 194. ويدعو المركز المجتمع الدولي إلى الوفاء بالتزاماته بموجب القانون الدولي، ومحاسبة إسرائيل على انتهاكاتها، والتحدث علنًا ضد الإبادة الجماعية المستمرة في غزة، وضمان وصول المدنيين إلى المساعدات الإنسانية والمساعدة الطبية، والعمل على إيجاد حل عادل ودائم يحترم حقوق وكرامة جميع الفلسطينيين. يجب وضع حد فوري لتجاهل إسرائيل الصارخ لحقوق الإنسان والقانون الدولي لمنع المزيد من الدمار والخسائر في أرواح الأبرياء.