جناحُ الوجد
أصابعي العُشُّ والقُمْرِيَّة القلمُ
جناحُهَا الشّعرُ مَدَّ الأفْقِ يرتسِمُ
تحنو على الحرفِ كي يزهو تُطيّرُهُ
في الروحِ صُورَةَ حُبّ سِرْبُهَا نَغمُ
يرنو لها العمرُ صُوفياً تَبَتّلهُ
فجرٌ له تذعِنُ الأحزانُ والظلَمُ
يا مُوقِدَ الكونِ بالأسرارِ أيُّ مَدَىً
يحوي سناكَ الذي بالوجدِ يحتدِمُ
دربٌ من القلقِ المحمومِ سارَ بهِ
مُعَذَّبونَ بحربِ الشوقِ ما سلِمُوا
هيَ القصائدُ صَهْدُ الغيبِ يرفَعُهَا
إلى الحنينِ ويسقي أرضَهَا الحُلمُ
تُحَمّلُ الريحَ بالمعنى وتُرْسِلها
بِذارَ بُشرَى جَنَى فِرْدَوْسِهَا كَلِمُ
كأنها الطفلُ يخطو في الغمامِ إلى
مَقامِ أمٍ بظلّ العرشِ يلتئمُ
اقرأ فإني نقشتُ اللوحَ من لغتي
عن الزمانِ وأسْرَى فيهِ قد ظُلِمُوا
وعن بلادٍ حرَابُ الخوفِ تثخِنُهَا
وعاث فيها جَرادُ الموتِ والسَّقمُ
لعل فيضاً من الإشراقِ يُعْتِقهَا
من الخصامِ ومن ضيفٍ قِرَاهُ دَمُ
إني على العهدِ لم أخلِفْ صفاءَكَ يا
صوتَ الضميرِ وإنْ أزْرَى بِيَ الألمُ
الناسُ ديوانُ قلبي سِيْرَتي كُتِبَتْ
من نبضِهِمْ وحُرُوفي أسْرِجَت لَهُمُ
أمشي على ماءِ أورادِ الحَنانِ وفي
عينيَّ برقُ غدٍ بالبِشْرِ يبتسمُ
مجلّلاً بأبٍ كالطودِ لذتُ بهِ
في النائباتِ له الأفهام تحتكِمُ
وآيةٍ من ضياءِ اللهِ قد رحَلتْ
لكنَّ تجويدَهَا في النفسِ مُنتظِمُ
أنا الرِوايَة والراوي وذا أثَرِي
عباءةٌ طرَّزَتْها بالرؤى الحِكَمُ