
حال القدس 2024

أعلنت مؤسسة القدس الدولية عن توفر النسخة الإلكترونية من تقريرها السنوي «حال القدس 2024»، يرصد أبرز التطورات التي شهدتها المدينة المحتلة خلال عام 2024، واتسم بتصاعد العدوان الإسرائيلي واتساع رقعة المواجهة مع الاحتلال.
وأكد التقرير، الذي أشرف على تحريره الأستاذ هشام يعقوب، رئيس قسم الأبحاث والمعلومات في المؤسسة، أن عام 2024 كان "إحدى أعقد ذُرى المعركة وأكثرها اشتعالًا"، فقد بلغ العدوان الإسرائيلي على القدس ذروة غير المسبوقة، شمل تهويدًا واسعًا، وتهجيرًا قسريًا، وهدمًا للمنازل، واستهدافًا للهوية، والتعليم، والحياة الاقتصادية، والاجتماعية.
ووفقًا لإحصاءات التقرير، اقتحم المسجد الأقصى خلال عام 2024 نحو 53,605 مستوطنين، بزيادة قدرها 10% مقارنة بعام 2023، في حين سجلت بعض المصادر الإسرائيلية ارتفاعًا بنسبة 16%. كما شهد المسجد خلال الأعياد العبرية اقتحامات غير مسبوقة، حيث بلغ عدد المقتحمين في شهر تشرين الأول/أكتوبر وحده 10,131 مستوطنًا.
وأشار التقرير إلى أن الاحتلال الإسرائيلي واصل تعزيز سيطرته على المسجد الأقصى، حيث رُصد نحو 400 قرار إبعاد عن القدس والمسجد خلال العام، في محاولة واضحة لترسيخ "السيادة الإسرائيلية" المزعومة على الحرم الشريف.
وسلط التقرير الضوء على استهداف الاحتلال للأملاك المسيحية، فقد عادت إلى الواجهة قضية فرض ضريبة "الأرنونا" على الكنائس المسيحيّة في القدس المحتلة، والتي تُقدّر بأكثر من 190 مليون دولار أمريكي، إضافة إلى الاعتداءات على الكنائس المسيحية وأعيادهم.
من جانب آخر، أظهرت المعطيات أن عام 2024 شهد تنفيذ 251 عملية هدم لمنازل الفلسطينيين ومنشآتهم، من بينها 100 عملية هدم قسري. وصادقت سلطات الاحتلال على بناء 10,386 وحدة استيطانية جديدة في القدس المحتلة.
أما على صعيد المقاومة، فقد سجل التقرير تنفيذ 176 عملية مقاومة فقط حتى نهاية آب/أغسطس 2024، مقارنةً بـ2911 عملية خلال العام السابق، في ظل تصاعد الحملة الأمنية الإسرائيلية. رغم ذلك، أشار التقرير إلى أن "القدس ظلت ساحة مواجهة يومية مع الاحتلال، وعنوانًا بارزًا لروح الصمود والمقاومة".
ومن أبرز التوصيات التي وردت في التقرير ضرورة تمكين أهل القدس من القيام بواجب الرباط والتصدي للاحتلال عبر دعم صمودهم، وتوفير مستلزمات قوافل الرباط في الأقصى، والاعتكاف فيه، ودعم القطاعات الحياتية المختلفة، وحماية المكتسبات العظيمة التي حققتها المقاومة الفلسطينية، وتوفير الدعم لتطورها في الضفة الغربية والقدس، وتشكيل شبكات أمان للمقاومين تقيهم الملاحقة وتؤمّن لهم ملاذًا شعبيًا آمنًا"، إضافة إلى رفع مستوى الأداء الأردني، والتحذير من الاقتصار على الشجب والاستنكار في ظل تمادي الاحتلال في الاعتداء على الدور الأردني في القدس، ومخططات تهجير الفلسطينيين إلى الأردن.