السبت ١٤ أيار (مايو) ٢٠١٦
بقلم وفاء شهاب الدين

حكاية قاض مصري يكتب الرواية العربية باقتدار

على خطى رجال قضاء سابقين صاروا أدباء بارزين مثل يحيي حقي وتوفيق الحكيم ومؤخرا أحمد صبري أبو الفتوح ، بزغ نجم أشرف العشماوي مؤخرا وتحديدا منذ ثلاث أعوام عندما وصلت روايته " تــويا " لقائمة البوكر العالمية لافضل الروايات العربية وقتها ثم حصل على جائزة أفضل رواية عربية من وزارة الثقافة المصرية عام 2014 عن روايته الرابعة " البارمان" ومنذ اكثر من عام أصدر روايته الخامسة " كلاب الراعي" وهي على خلفية تاريخية عن فترة ما قبل تولي محمد علي حكم مصر بقليل وقد صدرت طبعة جديدة لها بغلاف مميز مؤخرا وهي الرواية التى أثارت جدلا بسبب كم الإسقاطات والتنبؤات لما يحدث على أرض مصر منذ قيام الثورة وحتى الآن وربما يمتد أثر الرواية لما بعد ذلك بسنوات بعيدة خاصة وأن العشماوي كعادته ترك نهايتها مفتوحة رغم انها تدور فى مصر القديمة من مائتي عام تقريبا

مؤخرا أعلن ناشر روايات العشماوي ترجمة بعض رواياته للغات الفرنسية والالمانية و الصربية وتحويل بعضها لاعمال فنية ، كما كرمت مكتبة الاسكندرية اشرف العشماوي بمختبر السرديات وناقشت ثلاث روايات من اعماله الادبية واشاد بها معظم النقاد وسط حضور كبير لافت للنظر رغم الطبيعة النقدية للمناقشات ، وكرمته مكتبة مصر العامة بمدينة دمنهور الشهر الماضي على مجمل اعماله الروائية ، وبمناسبة تكريمه وروايته القادمة ورأيه فى الكتابة كان لنا مع القاضي والاديب أشرف العشماوي الذي لا تفارقه ابتسامته الشهيرة هذا اللقاء..

 ماذا يعني التكريم بالنسبة لك ؟

 يعني الكثير بالطبع ، أي تقدير معنوي يرضيني ، مثلما يوقفني قارئ بالطريق ويتعرف علي ويقول لي ان روايتي تعجبه هذا أمر أظن إنه يسعد أي كاتب.

 ترجمت بعض رواياتك مؤخرا فهل تعتقد أن الترجمة ستضعك على عتبة العالمية مثل من سبقوك د. علاء الاسواني على سبيل المثال ؟

 لا الأمر ليس بهذه البساطة فالأسواني عالمي بالفعل وأعتز بأستاذيته وصداقته، الترجمة لاشك هي خطوة مهمة فى مشواري ، فالادب الذي يترجم يعني انه انساني بالدرجة الاولى قابل للقراءة بلغات عديدة، وترجمة بعض اعمالي يساعد فى وصولي لقارئ بعيد مختلف لا يقرا بالعربية لكن لا يمكن وصفي الأن بالعالمي أو وصف أدبي بالعالمية ،مازال أمامي طريق طويل جدا.

 كيف ترى الضجة حول بعض الروايات التجارية او الخفيفة هذه الايام ؟

 ليست كلها كذلك هناك ضجة على روايات بالدعاية وهي روايات جيدة وهذا امر طبيعي وظاهرة تتكرر كل فترة ولن تتوقف ، قد تخبو قليلا لكنها لن تختفي وفى النهاية القارئ هو الحكم والفيصل وهو الذي يغربل وبالمناسبة القارئ المصري والعربي ذكي ولا يلدغ من جحر مرتين ابدا ، أنا لا يشغلني الضجيج واحيانا استحسنه فانا أحب فرحة القراء بالروايات ،لكن فى النهاية اهتم بالمضمون فقط هو الذي سيبقى فى وجدان الناس .

 اي كاتب لابد وأن يكون قارئ فهل العكس صحيح ايضا ؟

 فيما يبدو صار صحيحا للاسف هذه الايام فلدينا كتاب اكثر من اي وقت مضى ، وهو ما يذكرني بمقولة شهيرة للفنان توفيق الدقن فى احد الافلام لما قال لو كل الناس فتوات اومال مين حينضرب؟ الحقيقة انه ليس باضرورة ان يكون كل قارئ كاتب لكن اذا لم ينوع الكاتب فى قراءاته سينضب بسرعة وتشيخ كتاباته.

 متى تكتب مجموعة قصصية ؟

 لا اظن انني استطيع كتابة مجموعة قصصية الان انا افضل الرواية قماشة عريضة تناسبني اشعر بحرية اكثر ومتعة اكبر فى كتاباتها ، القصة القصيرة فن صعب لا اعتقد انني قادر على اتقانه.

 ما سبب تأخر روايتك الجديدة عن الصدور بمعرض الكتاب الماضي ؟

 انا لست مرتبطا بالمعرض وهذا العام لو كنت انهيت روايتي قبل المعرض لما نشرتها بالتزامن معه ، انا افضل النزول فى اوقات اكثر هدوئا بعد ما جربتها مرتين فى البارمان وكلاب الراعي ، لكن انا لم انته منها حتى الان ومازلت فى مرحلة المراجعة الثالثة للمسودة وهي تستغرق شهرا او اثنين من الان ولا أظن أن الرواية ممكن أن تظهر قبل منتصف العام الحالي وربما تظهر فى نهاية الصيف لو سارت الأمور جيدة

 هذا يعني إنك لن تلحق بدورة البوكر القادمة ؟

 لا يشغلني كثيرا اللحاق بها هذا العام او الذي بعده المهم ان تكون الرواية صالحة للنشر فانا لا أكتب لجائزة البوكر بالطبعولا لغيرها من الجوائز انا اكتب لقارئ يحترم كتاباتي وينتظر مني المزيد.

 روايتك الاخيرة كلاب الراعي جائت على خلفية تاريخية فهل كتابة هذا النوع سهل ؟

 بالعكس اعتقد انه صعب بسبب عامل الزمن البعيد والقدرة على تخيل الاماكن والشخصيات والملابس والحياة نفسها يحتاج الامر للمراجع والبحث المضني وبصفة عامة اي رواية تحتاج فكرة وبحث وتأمل لفترة كافية لرسم الشخصيات وتصور الاحداث ثم مرحلة التدوين اي الكتابة .

 ومتى تكون الرواية جاهزة بحيث تستطيع ان تقول للناشر انا راض عنها؟

 عندما انتهى من المراجعة الثالثة مع محررى الادبي سأبتعد عن الرواية شهرا واذا ما شعرت بأن ليس لدي أى هاجس او شيئا اريد اضافته سأقرأها لمرة أخيرة قراءة حرة مسموعة ثم تنشر .

 ترددت أنباء أن روايتك الجديدة ستنشر مع ناشر عربي كبير فما مدى صحة ذلك ؟

 انا أنشر مع الدار المصرية اللبنانية وهي ناشر عربي كبير بالفعل ..لا شئ تغير

 نريد كلمات حصرية لنا عن الرواية الجديدة واسمها قدر الممكن ؟

 اجتماعية بصوتين للسرد وتدور فى فترةالاربعينات والخمسينات بمصر وترصد تحولات مهمة للمجتمع المصري وقتها وحتى بداية الثمانينات من القرن العشرين ولا يمكنني الافصاح عن اسمها حاليا ولا أحب الحديث عنها أكثر من ذلك .

 هل هناك تعارض بين مهنتك كقاض وبين هوايتك كروائي ؟

 على الاطلاق لا تعارض بينهما ، أنا أؤدي عملي بالمحكمة بانتظام،وأمارس هوايتي كل يوم تقريبا بمنتهى الجدية، انا ألعب بمزاج واطلق خيالي كما أريد ،أخلق شخصيات وأعيش حيوات آخرى وأطرق سكك مهجورة وأزور أماكن عديدة نائية وغريبة افعل كل ما يحلو لي على الورق ، واترك مساحة صغيرة لقارئي ليشاركني فى عملية الابداع بخياله ايضا.

 ما سبب النهايات المفتوحة فى معظم رواياتك ؟

 انا افضل النهاية المفتوحة ، فن الرواية يطرح اسئلة ويثير موضوعات لكنه لا يقدم اجابات ، النهاية المفتوحة تثير خيال القارئ وتجعله يتفاعل مع الرواية اكثر

 لوسئلت لماذا تكتب روايات بما تكون اجابتك فى جملة واحدة ؟

 اكتب لأهداف كثيرة ..للتسلية ..للمتعة ..لايقاظ الوعي.. للتفكير بصوت عال مع القراء


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى