الثلاثاء ٢٠ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠١٥
بقلم ميمون حرش

حوارات «العرين»

القاص الشاب الواعد يونس البوتكمانتي..

لم تكن يوماً مما يورث، بل هي من صلب جبال عالية وعرة، يضع اليدَ على نتوئها من يؤمن بالموهبة، و يتسلح بالقراءة، و يصون نفسه بالكتابة المستمرة..

ينحدر من " ميضار"، من جبال الخير، والماء، والخضرة..ولعل لهذا الجمال دوراً ما في صقل موهبة صاعدة..حاز جوائز أدبية كثيرة استحقها عن جدارة..
هو شاب يخطو بثقة..
إنه قادم.. ليقص لكم..

مرحباً بك سي يونس البوتكمانتي في " العرين"..

س - موهبتك لافتة، هلا حدثتنا عن ميضار، وعن المحطات التي ساهمت في بداياتك؟

ج- شكرا لك سي ميمون ألف شكر وشكر وزيادة..
ميضار، القرية الصغيرة، تسكنني ويسكنني ثراها منذ الصغر.. لست أتوقع أن أشفى من فيروس حبها. من أهم الأمور التي جعلتني أكتب؛ الوحدة والتأمل.. هما أمران جعلاني أكتب السرد رغماً عني.. ربما كان ذلك ملء فراغ لم أجد شيئاً أفضل من الكتابة لأملأه به.. أو ربما محاولة لاسترجاع ما فاتني أن أقوله..

س- أنت عاشق للقصة القصيرة.. كيف نما حبها في وصالك؟

ج- كنت من قبل أقرأ الشعر الأمازيغي وأستمع له، وأقرأ الشعر والسرد العربيين.. خصوصاً أحمد مطر ومحمود درويش وسميح القاسم والشعر الجاهلي والأموي والعباسي، هذا فيما يخص الشعر.. وكنت أقرأ قصصاً ورواياتٍ خصوصاً لمحمد شكري ونجيب محفوظ وتوفيق الحكيم، وآخرين..من خلال تلك القراءات، كنت أجد نفسي قادراً على كتابة السرد بالعربية أكثر مما كنت قادراً على نظم الشعر وكتابته.. أنا أستمتع حين أسرد..

س - التقيتُ بك أكثر من مرة في ملتقيات أدبية كثيرة، راقني هدوؤُك..
لكن حين يأتي دورك " تنتفض" قصاً مخملياً، فتصيب هوىً في نفوس المستمعين..هذه طريقة الموهوبين الجادين..سؤالي " كيف يكون لصمتك المؤقت كل هذه السلطة على الاستمالة؟

ج-في حياتي الشخصية، أميل إلى الصمت حين أكون في مواقف معينة، لن أتحدث عنها بتفصيل، لكنني سرعان ما أخرج من قمقم صمتي حين أرى أمامي الفرصة المناسبة.. والفرصة هنا تعني الزمن والمكان والموضوع والأشخاص... ربما يتشابه هذا بذاك..

س- نلت جوائز أدبية

كثيرة، منها حيازتك الرتبة الثانية في مسابقة أدبية بفاس.. حدثنا عنها؟ وماذا أضافت لك؟
ج- جائزة الملتقى الوطني الحادي عشر للقصة القصيرة بفاس لم تكن آخر الجوائز، بل كانت أولها "أبريل 2013".. بعدها حصلت على جائزة أحمد بوزفور للقصة القصيرة ضمن فعاليات المهرجان الوطني التاسع للقصة القصيرة المقام بمشرع بلقصيري "ماي 2013".. بعدها جاءت جائزة لقاء أولاد تايمة للأدباء الشباب، أولاد تايمة، إقليم تارودانت "ماي 2014".. آخرها كانت جائزة التكية الأدبية بمصر "أبريل 2015".. جائزة فاس كانت الانطلاقة، كانت الوقود الذي تزودت به لأمضي إلى الأمام.. أشكرهم من الأعماق..

س- ما هي الموضوعات التي تستثيرك؟ وهل لوقت الكتابة عنها طقس ما؟

ج- أهم ما يعجبني تناوله كمواضيع في كتاباتي ما يتعلق بالواقع المعيش والتراث والتاريخ.. ليست ثمة طقوس محددة عدا احتساء الشاي أو القهوة "الدكة !!!" أحياناً أكتب أكثر وأفضل حين يكون مزاجي خاسراً نوعا ما.. !!!

س- لماذا تأخر نشر أعمالك؟.. ما الأسباب؟

ج- بصراحة، أؤمن بفكرة مؤداها أن ما يجب أن يُنشر يجب أن يستحق النشر.. حين ينشر الكاتب على حسابه وبمحض إرادته يكون سيداً بالنسبة لدار الطبع أو النشر، إذ لا يمكن أن يناقشوا جودة العمل.. هذا يجعل الأعمال المنشورة تشوبها الكثير من النقائص، بل أحياناً لا يمكن أن تسمى أعمالا قصصية أو روائية.. لست أريد أن أنضاف إلى طابور الرداءة.. هنا، بالتأكيد لا أعمم.. ثمة الكثير من الأعمال المنشورة تستحق النشر، إلا أن هناك الكثير أيضاً من زبد الكتابة الإبداعية.. ربما سأنشر مستقبلا على حسابي أوحساب مؤسسة تتبنى أعمالي..

س- حسب قراءاتي لك لم تقرب لحد الآن القصة القصيرة جداً..هل هذا موقف؟

ج- لا، بل اقتربت في بداياتي، لكنني حاولت محاولات محسوبة على رؤوس الأصابع، فلم أجد ذاتي في كتابة القصة القصيرة جداً.. عموما أميل إلى السرد الطويل..

س- نفسك الطويل في الحكي واضح ولافت،ولا يختلف حوله قارئان..هل تفكر في أن تقترف كتابة " الرواية"/ هذه المرأة المدللة..؟

ج- لست أفكر فقط، بل كتبت رواية وأنهيتها، وقد انضافت إلى مخطوطاتي.. ولدي مشاريع روائية أخرى سأشرع في كتابتها متى ما أتيحت لي الظروف المناسبة.

س- لمن تقرأ من مشاهير السرد عرباً، وغيرهم؟

ج- أقرأ للكثير، ليس تباهياً، بل حقيقة. أذكر منهم: عبد الرحمن منيف، جبرا إبراهيم جبرا، غسان كنفاني، واسيني الأعرج، الطاهر وطار، بدرية بشر، إبراهيم نصر الله، نجيب محفوظ، توفيق الحكيم، المنفلوطي، جابرييل غارسيا ماركيز، ارنست همنجواي، فرجينيا وولف، تشارلز ديكنز، شكسبير، فتزجرلد، كافكا، نيكولاي غوغول، دوستوفسكي....

س- ولمن تقرأ من كتاب السرد في المغرب، وفي الجهة الشرقية خاصة؟

محمد شكري، محمد زفزاف، أحمد بوزفور، محمد برادة، يوسف فاضل، عبد الرحيم لحبيبي، اسماعيل غزالي، جمال الدين الخضيري، علي ازحاف، ميمون حرش، محمد العتروس...

س- ما ذا تعني لك : الموهبة – الكتابة ؟

 الموهبة: أمر لا بد أن يتوفر في الشخص من أجل أن ينجح في أي مجال، شريطة أن يصقل ذلك بالتجربة..
 الكتابة: من أجمل وأفضل ما يمكن أن يقول عبرها الشخص ما يحب وما لا يحب، وما لا يستطيع أن يقول في مواقف كثيرة..

س- ماذا تقول في:

"توأمك" محمد غراسي: صديق مقرب جداً في منزلة أخ عزيز..
" القصة القصيرة جداً: لا أكتبها، لكنني أقرأها، وأستمتع بها خصوصاً حين تكون من صناعة أقلام جيدة..

س- وكلمة أخيرة من فضلك.
ج-أشكرك بلا حدود، وأقول: أتمنى أن أكون فعلا أسداً ما دمتُ في عرين !!!


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى