الثلاثاء ٢٨ تموز (يوليو) ٢٠٢٠
بقلم عبد الله المتقي

حوار مع الروائية هند الزيادي

هند الزيادي، قاصة وروائية تونسية، متحصلة على الإجازة في الأدب العربي، وماجستير في الفنون المرئية، تكتب الرواية والقصة والنقد السينمائي، من إصداراتها""الصمت"في طبعتين،"غرفة الأكاذيب"، كما لها اهتمامات بأدب الطفل، وفي جبتها جائزة"دار سيراس للقصة القصيرة جدا.
وبمناسبة صدر روايتها"غالية"خلال هذا الموسم الثقافي، كان لنا معها هذا الحوار:

أنا بذلت جهدي كي أخرج لقرّائي برواية تحتمل طبقات من القراءة والتأويل

1) من أيّ باب دخلت الكتابة القصصية والروائية؟ وهل من طقوس وأنت في محرابها؟

في رأيي نحن لا ندخل للكتابة بل نولد داخلها ونكتشف ذلك تدريجيا.من خلال اهتماماتنا الطفولية بالكتاب وبالحروف وبالكلمات، المحكيّ منها والمكتوب.نولد بشيء ما نرغب في قوله ونحاول طيلة مسيرتنا تحصيل الكلمات المناسبة لوضعها على الأشياء المبهمة داخلنا.منذ سنواتي الأولى في الابتدائي كنت أحمل معي كرّاسا خاصا وقلما ويكتسب ذلك الكراس أهمية خاصة في فصل الصيف لما تتوقف الدراسة و يحلّ الفراغ فيأتي دور الذهن لاستيعاب كل ما مرّ عليه داخل الفصل وخارجه وإعادة تمثّله.ساعتها يحلو لي أن أكتب في الكراس شعرا من قصيدة تحية صباحية علمنا إياها المعلم أو آية قرآنية، أو مقطع من كتاب كليلة ودمنة وشخصياته الحيوانية الساحرة.وأحيانا أخرى لا أعرف ماذا أكتب ولكن وجود ذلك الكراس والقلم عندي يكسبني طمأنينة جميلة وقدرة عجيبة على البيان والتفكيروينشئ داخلي ثقة ووعدا صامتا بالكلام والبوح والتحرر من الصمت المطبق.

علاقتي بوالدي أيضا كان لها فضل كبير في تشكيل وعي الكاتبة من خلال حكاياته لي عن السياسة وزعمائها وأسماء البلدان مما أيقظ فضولي المعرفي ورغبني في القراءة.ثم كان عليّ انت انتظر سنة 96 لأفوز بأول جائزة في القصة القصيرة لأفهم أن الكتابة حقيقة واقعة في حياتي وانّ الأمر جدّي لذلك صمتت وتوقفت عن الكتابة ما يقارب عشر سنوات حتى أتسلّح لها بما يليق بجلالتها من معارف وتجارب يعتقها الزمن وقراءات في النقد والأدب من مختلف المدارس لأكون جديرة بحمل أمانة القلم والكتابة.

بالنسبة الى الطقوس فأنا أتحسس منها بعض الشيء هذه الكلمة نظرا لما تسبغه على الكتابة من صفة لاهوتية غيبية منزّلة وهو ما يتنافى مع ماهيتها بما هي فهل انساني وضعي له شروط ومتطلبات.لذلك أخيّر استبدالها بمختبر.فهو يكشف بطريقة أوضح المجهود الذي أبذله لتجميع مادّتي الروائية واختيار هندستها وذلك يمر عبر الكثير من القراءات والتنقيب في المكتبات عن معلومات تهم الثيمات وتشمل كذلك عقد جلسات عمل مع مختصين في جميع المجالات التي أطرقها في كتاباتي بين محامين مثلا وأطباء وربات بيوت ومعينات منزليات وغيرهم من ميع الإختصاصات.

بعد العمل المختبري أدخل في عزلة ممتعة في أحضان الطبيعة وأبدأ مرحلة البناء الذهني وأتخيل كل أحداث روايتي في عقلي وأحاور شخوصها إلى أن تكتمل وأكتفي بعد ذلك بسكب عصير أفكاري ذاك على الورقة وهذه عندي أسهل مرحلة.

2) ما حكاية التحول من القصّة القصيرة إلى الرواية؟ ألم تعد القصة تسعف عوالمك أم الرواية اختارتك؟

هو لم يكن تحولا أبدا فأنا أراوح قصديّا بين النوعين.فبينما أشبّه الرواية بسباق قدرة مارطوني تتخذ القصة القصيرة شكل تلك المحطات الصغيرة التي أتوقف في الأثناء عندها للتزود بجرعات ماء واوكسيجين وراحة.

يأتي استمتاعي بالخوض في النوعين من اختلاف نوعية اللذة التي يحققها لي كل فن منهما على حدة.فأما الرواية فتعطيني المساحات الكبرى للوصف والجزئيات وتمنحني متسعا لنسج حبكتي فأترشّف على مهل فرحة خلقها بلذة إلى أن تكتمل.بينما تتحدّاني القصة القصيرة ببرقيّتها وتستفزّ قدراتي الإبداعية والجمالية على التكثيف والبلاغ واقتناص اللقطة اللاذعة التي ينسدل بعدها الستار وألسع بها القارئ لسعا لذيذا.انها تحتاج لمهارة خاطفة وبديهة جاهزة.

3)من أية ورشة أتيت بهذا العنوان الذي وسمت به مجموعتك"غرفة الأكاذيب"

شكل الكذب مبحثا هاما عند الفلاسفة والمفكرين وعلى رأسهم جاك درّيدا وسام هاريس وحاولوا تفكيك البنى التي تنتجه ولم يشذّ الروائيون عنهم فاهتموا أيضا بالكذب في علاقته بالحكي بما هو إعادة تركيب لعالم سردي مفكك.الكاتب المكسيكي خوان رولفو يقول"نحن كذابون.كل كاتب مبدع كذّاب.لكن إعادة ابداع الواقع ينجم عن هذه الكذبة".بينما يقول ماريو بارغاس يّوسا في رسائله إلى الروائي الشّاب:"كل رواية هي كذبة تحاول التظاهر أنها حقيقة".هكذا إذن فالكذب في الكتابة الروائية يصبح رديفا للابداع ويصبح التفوق الحقيقي ليس في مدى الواقعية، فأي صحفي ميداني يمكنه أن يكتب تقريرا متميزا عن ذلك الواقع ولكن التفوق الحقيقي والفضيلة الحقيقية يكمنان في القدرة على الكذب وحبك الكذب بطريقة تجعل المتلقي يعيش مع احداث القصة أو الرواية ويتفاعل معها وبصدقها بل ويتماهى معها.

من هذا المنطلق أردت الاحتفاء بالكذب في مجموعتي القصصية فاخترت لها ذلك العنوان في إحالة أولى على الجذور الأولى للقصة القصيرة التي نشأت من تلك الغرفة المبنية تحت الفاتيكان والتي كانت مكانا ينزل إليه كبار القساوسة وموظفي الفاتيكان وقد يرافقهم البابا نفسه فيأخذون فسحة من جديّة حياتهم لاختلاق الأكاذيب والقصص المضحكة ليتسلّوا بها ثم يغلقون دونها باب تلك الغرفة عائدين إلى حيواتهم الجادة المملة ووظائفهم الصارمة
أما الإحالة الثانية فهي على قدرة تلك الأكاذيب القصصية على أن تكشف حقيقة الواقع المريرة وتعريتها من أجل فهمها من ناحية، وقدرتها على إمتاع القارئ وتحريره من محدودية ذلك الواقع وإثراء خياله.من هذا كله ولد العنوان"غرفة الأكاذيب".

4)"القصة القصيرة كذبة بلقاء"تقول ناقدة أمريكية.فما تعليقك؟

القولة حقيقية بدرجة كبيرة فيها إشارة إلى الكتابة الإبداعية بما هي كذب متقن مسبوك لإعادة تركيب للواقع. وهو أمر فصّلنا فيه القول سابقا وفيه إشارة أيضا إلى صفة البرقية في القصة القصيرة أو الاختزال والتكثيف الذين يخلقان مساحة ضيقة للحكي لا تتسع للاستطرادات والتوسع بل تفرض قدرة فذّة على قول الأساسي والوصول إلى الهدف وشد القارئ بما قلّ ودلّ من الكلام وهي ملكة لا تتيسّر لكل الكتاب ومهارة دقيقة وصعبة إلا على من تملك سرعة البديهة لينجز تلك الإلتقاطة البارعة للحظة السردية الخاطفة فيمنحها الخلود.

5) يبدو كما لو أنّ شخصيات غرفة الأكاذيب تطل من الغرفة القصصية يعتريها الجنون المعقلن؟

شخصيات غرفة الأكاذيب شخصيات مشّوهة.هي مسوخ صنعتها لأحتفي من خلالها بجمالية القبح في أروع أشكاله.هذا القبح الذي صار سمة غالبة للعصر الذي نعيشه.لذلك كل الشخصيات دون استثناء هي شخصيات مأزومة مشوهة مفككة تعيش فوضى داخلية تعكس فوضى الخارج.تذكرني بلوحة غويرنيكا لبيكاسو وما تحتويه من تشظّ وتفكك يصور الدمار الذي لحق القرية بعد أن قصفها طيران الجنرال فرانكو.ماحدث بعد 2011 جعلنا نعيش تقهقرا جحيميا نحو الهاوية على جميع المستويات لذلك ماعاد بالإمكان اعتماد اللوحات الجميلة التي تزقزق فيها العصافير وتزهر الورود لرسم ذلك الواقع بل وجدت القبح يفرض نفسه وهو في قمة جماله.وهذا كان تحدّي المجموعة.كيف أخرج من كل القبح الذي يحيط لنا بقصص جميلة تشد القارئ وتمتعه.

6) في رواية الصمت تعرية لمسارب خفية وحلقات مفقودة.فهل استطعت تحقيق ما كنت تبتغينه؟

المسارب الخفية والحلقات المفقودة في روايتي عديدة ومتنوعة منها ما هو فني ومنها ما يدخل في إطار القضايا المسكوت عنها.في رواية الصمت كان القصد إطلاق صرخة مدويّة في وجه الإنكار والتجاهل والتهميش وذلك على عدة مستويات أهمها مستوى علاقاتنا مع أجسادنا.تلك العلاقة التي تكتنفها العديد من المحظورات والغموض والحذر مما يجعلها علاقة غير سويّة محكومة أساسا بمنطق ديني متعال ينظر إلى الجسد على أنه من طين مهين خُلق ليعود إلى الطين ويأكله الدود وذلك في مقابلة مع الروح السامية التي يقدّر لها مصير أنبل من مصير الجسد.لذلك فمن المشروع بالتالي كبته وتحقيره وإهماله واعتباره عورة العورات التي يجب سترها وستر رغباتها وكبتها إن لزم الأمر.لذلك حاولت من خلال سبري لهذه العلاقة بين بطلات الرواية وأجسادهن رد الاعتبار للجسد واعتباره كفّة ضرورية لتحقيق التوازن في وجود هو في حد ذاته ما يزال وجودا إشكاليا.

نجحت كذلك في كشف الاعتداءات التي تقع داخل حرمة العائلة فيحكمها قانون الصمت وهو أمر كان وما يزال مسكوتا عنه محظورا محاطا بهالة اجتماعية دينية تجعل من خطورته مضاعفة.

اما عن المسارب الفنية التي اخترتها فهي أساسا كيفية تحويل سردي إلى سرد مشهدي يحافظ على جماليته وأدبيته وفي نفس الوقت يشد القارئ ويمتعه باستخدام جماليات السينما وتقنياتها.

7)الناقد فتحي الهمامي يرى في روايتك"الصمت"خوضا في جدلية المقدس والمدنس وهو أمر شبيه بالمشي في حقل ألغام.ما تعليقك؟

معه حق على ما أعتقد فالجسد شكّل مبحثا أساسيا في الأدب العربي والمدونة السردية الدينية الإسلامية التي تطرحه علينا بما نحن معتنقين لها باعتباره كما قلت مجرد ظرف مهين يحوي روحا هي التي يجب أن نركز اهتمامنا عليها ونتعهدها بالرعاية والتهذيب والإصلاح طمعا في ثواب أخروي من الله وهذا جعل الجسد بالضرورة في قلب مبحث المقدّس وتولّت الفلسفات والتفسيرات والممارسات الإجتماعية الحافة بالنص الديني تشويه علاقتنا به ووصل الأمر حدود البشاعةو التطرف في بعض المجتمعات بختان البنات حتى يحرّموا عليهن أية لذة وبالتالي ضمان السيطرة على"فضيحة"محتملة دائمة تنتظر الفرصة المواتية للوقوع.وهذا طبعا جعل الرواية في صدام مع تلك العقليات فمنعت الرواية عند صدورها من دخول عديد البلدان العربية منها المملكة العربية السعودية والكويت والأردن وغيرها ثم منعت الرقابة المصرية المخرجة ايناس الدغيدي من تحويلها إلى شريط سينمائي وما يزال الخلاف بين الطرفين قائما إلى الأن وهذا ذليل على أن الرواية فعلا في قلب معمعة الصدام الجدلي بين المقدّس والمدنّس.

8) روايتك (لافايات) نصّ فاضح لما بعد مرحلة الثورة وملامسة عارفة لإجهاض أحلام الثوار؟

لا يمكنني القول إنني تكهنت بما سيحدث لتونس ما بعد ال"الثورة"أو كما أرى أن أسمّيها انتفاضة 2011 والسبب بسيط ويتمثل في أنني متابعة سياسية جيدة للأحداث وقارئة أكثر جودة للمشهد السياسي عندنا ولأبطاله.لأن السياسة شكلت أحد روافد تكويني منذ الطفولة بما أني نشأت في بيت مناضل يوسفي من أنصار الزعيم صالح بن يوسف وعنه تعلمت أبجديات السياسة.لذلك لم يكن من الصعب عليّ عندما كتبت رواية لافايات أن أجيد تمثّل الواقع وقراءة مستقبله فحددت جيدا أن الحرب الحقيقية التي سيخوضها الشعب لن تكون حربا سياسية بل ستكون حربا ضد الفساد وأباطرته. لكن هذا الكلام لا يجب أن يؤخذ على أن الرواية تقريرية موغلة في الواقعية فالعمل الروائي يمكنه أن ينطلق من الواقع دون أن ينفصل عن الطابع التخييلي الإبداعي الذي يمثّل عصب الرواية وجوهرها.أو عن الطابع الفنّي الذي كان محركا لي أثناء خلقي لهندستها.

9) في رواية"غالية"تثبيت لحنكتك في الرواية ومغامراتك المتنوعة.بالمناسبة من هو البطل الحقيقي الإشكالي في هذه الرواية؟

أنا شديدة الإيمان أنه ليس على الروائي بعد إطلاق روايته أن يلحقها بقراءته لها أو بالمشاركة في عمليات تأويلها فتلك مهمة خاصة تقريبا بالقارئ لكني سأحاول أن أجيب بأمانة على سؤالك: أنا بذلت جهدي كي أخرج لقرّائي برواية تحتمل طبقات من القراءة والتأويل يجد فيها القراء مهما تنوعت طبقاتهم ضالّتهم ايضا لذلك فأبطال روايتي كثر يمكن لقارئ قليل المتطلبات أن يعتبر البنت الصغيرة غالية هي بطلة الرواية كما يمكن لمناضلة نسوية أن تقول لك إن المرأة هي بطلة غالية، المرأة التي تجاوزت كل الظروف الصعبة والمعرقلات من أجل إثبات ذاتها وبناء نفسها بعد كل عثرة كما يمكن لقارئ ثاقب النظر أن يرى أنّ الحقيقة هي مدار الرواية وأن كل الحبكة تهدف لوضع مفهوم الحقيقة موضع تساؤل و درس لأن شاغلا من أهمّ شواغلي هوتحطيم صنم الحقيقة المطلقة لأن الكون في رأيي متعدد ولا أحد يمكنه أن يزعم أنه يمتلك الحقيقة أو أنه وصيّ عليها وخلاص البشرية من تجاذباتها وصداماتها ونزاعاتها يكمن في قبول التعدد ودعمه.

10) من أين تأتين بهذه الإنسيابية في الحكي التي تصطاد المتلقي بمجرد التورط في جملتك السردية الأولى؟

لطالما وجّهت عناية خاصة للجمل الأولى من رواياتي لأنني مؤمنة شديد الإيمان بأهميتها وبوقعها الشديد في نفس القارئ. ولأنني مقتنعة أنها تلعب دووا هامّا في تحديد علاقة القارئ بكامل الرواية بل وقد تكون أكثر أهمية من الرواية كلّها فليس من السّهل على المبدع اليوم أن يدهش قارئا مرّت عليه كل الأعاجيب في عالم متسارع غزته التكنولوجيات المتطورة الغريبة.بالإضافة إلى أن الإنطباع الذي ستتركه عند القارئ غالبا ما يرافقه إلى نهايتها.ومن هنا جاء حرصي على توريط القارئ بجملة أولى ثم السعي إلى الإحتفاظ باهتمامه بعد ذلك من خلال قصة تمتعه وتشده ويحرص على التورط فيها.وربما يبدو كلامي رجعيا لكنني مؤمنة شديد الإيمان أنه مهما بلغت المهارات الفنية لكاتب ما ومهما بلغت براعته في رسم هندسة ما لروايته ومهما بلغت"تقدّميته أو حداثيته"فأنها جميعا لا تغني القارئ عن قصة جيدة ينهمك فيها ويستمتع بمتابعة أبطالها ومحاولة معرفة ما سيجري لهم.لذلك أحاول أن أسترجع لذة القص والحكي الذين تمتعت بهما في طفولتي وأضع نفسي مكان القارئ وأكتب أشياء أحب أن أقرأها.وبقدر قسوتي على ذلك القارئ من خلال حرصي على ان يتعب معي ويفكر ويحتار في فك طلاسم روايتي بقدر تعاطفي معه وسعيي إلى إمتاعه وسعادته.

11)هل من نميمة بيضاء بخصوص مشروعك القصصي القادم؟

أنا أشتغل حاليا على مشروعين رئيسين في مختبري أحدهما هو الجزء الثاني من رواية"غالية"والثاني مشروع أفضل عدم الحديث عنه حاليا لأنني أرغب أن أفاجئ به قرّائي ويبدو مختلفا تماما عما كتبته إلى حد الأن من روايات أو قصة قصيرة.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى