حوار مع زكاري كاتنيلسون – محامي جمعية " روبرايف"

نحن في طور إعداد دعوى ضد الحكومة المغربية جمعية "روبرايف" (Reprieve) - تعني "مع وقف التنفيذ" باللغة الإنجليزية – منظمة حقوقية بريطانية تعنى بالدفاع عن ضحايا التعذيب، أجرت أسبوعية "المشعل" هذا الحوار الخاطف مع أحد محاميها الرئيسيين "زكاري كاتنيلسون" بخصوص دعوى تنوي تقديمها ضد الحكومة المغربية أو مسؤولين مغاربة.

–  ما هي المهمة الأساسية لجمعية "روبرايف" (Reprieve)؟

+ "روبرايف" جمعية بريطانية لحقوق الإنسان، تدافع على المعتقلين المحكومين بالإعدام وضحايا التعذيب وضحايا انتهاكات الحقوق الإنسانية. وتتابع حاليا ملفات 26 معتقلا بسجن غوانتانامو وتساندهم.

- في أي إطار تهتم جمعية "روبرايف" بالمغرب؟

+ تبنت الجمعية ملف بنيام محمد الذي سلمته الولايات المتحدة الأمريكية للسلطات المغربية سنة 2002، وقد احتج بالمغرب لمدة 18 شهرا، تعرض خلالها لمختلف أصناف التعذيب، ونحن على علم أن بنيام لم يكن المحتجز الوحيد، ولكن الكثيرين معه تعرضوا للتعذيب وسوء المعاملة. وتريد جمعيتنا كشف معطيات عن حياتهم جراء التعذيب بالمغرب كوسيلة لوضع حد لهذه الممارسات الماسة بحقوق الإنسان وبالصفة الإنسانية.

- هل تفكر جمعيتكم في تقديم دعاوى ضد الحكومة المغربية أو مسؤولين مغاربة بهذا الخصوص؟

+ نحن الآن في طور جمع المعطيات لإعداد الملفات للسير على هذا الدرب. إن اتفاقية الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب أقرت في بندها الثاني أنه لا يمكن تبرير ممارسة التعذيب بأي وجه من الأوجه، سواء في حالة الاضطرابات أو حالة الحرب وحالة الاستثناء، علما أن المغرب وقع على تلك الاتفاقية في سنة 1986 وصادق عليها سنة 1993. وتقر هذه الاتفاقية أن الاعترافات المحصل عليها باستعمال التعذيب لا يمكن الاعتداد بها في المحاكمات. وهناك الكثير من المعتقلين الذين أدينوا في قضايا " الإرهاب" بالمغرب، تعرضوا للتعذيب وحوكموا على أساس اعترافات أدلوا بها تحت التعذيب. ومن المعلوم أن أي شخص أو هيأة، خرق مقتضيات هذه الاتفاقية يمكن متابعته ومساءلته في أي مكان بالعالم؟

- هل هناك مغاربة اتصلوا بجمعيتكم بهذا الخصوص؟

+ نحن حاليا بصدد المحادثات مع بعض الأشخاص، ولا يمكن الإعلان عن أسمائهم إلا بعد استكمال ملفاتهم والتحقق منها؟

- هل تعتقدون أنه يمكن يوما معاينة متابعة مسؤولين مغاربة خارج المغرب لممارستهم للتعذيب؟

+ بكل صراحة نعتقد أن الأشخاص الذين خرقوا مقتضيات الاتفاقية المناهضة للتعذيب، عليهم أن يساءلوا ويحاكموا ويعاقبوا إن ثبت فعلهم، لأنه لم يعد مكان لممارسة التعذيب سواء بالمغرب أو بأي مكان في العالم.

- لكن لماذا تهتم جمعيتكم بهذه الملفات، هل وردت عليها شكايات من أشخاص تعرضوا للتعذيب بالمغرب؟

+ قررت جمعيتنا التحرك بعد أن تلقت شهادات بنيام محمد وبعض ضحايا التعذيب الآخرين، لاسيما وأننا في أوروبا أغمضنا أعيننا على التجاوزات والتعذيب الممارسين من طرف أجهزة الأمن بالمغرب، وقررت كشف هذه الممارسات والتجاوزات لفضحها، ولما لا متابعة مقترفيها إن توفرت معطيات كافية، لأن إنسانيتها في العالم مرتبطة بمثل هذه المبادرات.