دمعة خرساء
"الدمعة هي الشيء الوحيد الذي لا نستطيع السيطرة عليه".
دمعة خرساء
أدَمْعةٌ هذه
أم أنّها دُرَرُ
يا من غدا لدموع العين يأتمرُ
أقْبَرْتَ في وجْهك الصبْحيّ
بسْمتَه
وكاد من همّك الصحراء
تنتحِرُ
أسْلمتَ نفسَك
للوسواسِ يَحْضِنها
فزاد شكّك في آثار من عَبَروا
أعلنتَ شكواك في كلّ
الجهات سدى
تظنّ
وحدك من أوصى به القدرُ
مذْ شفّك
الحزنُ
أمسى الماءُ
يُنكِر لونَه
وأصغى لنجوى قلبك القَمَرُ
ومُتْعَبا سرتَ
لا بشرى ولا أملٌ
به المسافات في حاليك تُخْتَصر
ظلِلْت من سفَرٍ
تمضي إلى سفرٍ
خطاك من ثِقَل الآهاتِ تُحْتَضَرُ
طال اكتئابُك ملّتْ
منك قافيةٌ
لرقّة الحسّ في آفاقها
أَثَرُ
رفقا بصوتك
موجوعا ببُحّته
قد كنتَ يقبس من
أصواتك الوتَرُ
لولاك ما
عرف العصفور شدْوتَه
ولا اشْتكى بُلْبُلٌ
بالبُحّ مُعتصَرُ
يا مُثخَنا باحتمال
الّلغزِ مُرتَجفٌ
أيسخرُ الموتُ
منّا ثمّ نعتذر
فالكائنات جميعا
حولك احتشدتْ
مذ لان مكتئبا من يأسك الشَجَرُ
في الزهر ما فيك
من سرّ ابْتسامته
لو لمْ تصيّر جمالَ الوجْه يندثِرُ
ألغِ البداياتِ
وانفضْ عنك تربَتها
دون المدى خُذْ جناحا
ليس ينْحسِرُ
لا تبْتئسْ
ما تبقّى فيك من وَهَجٍ
سيسْتضيء
به الأحلام تَهْتَصِرُ
خبّئ مآسيك
صار العابرون
يرون فيك ما
لا تراه الأعيُنُ البُصُرُ
غدا ستقتلُ في الأحداق آخر
دمْعةٍ
لتكْمُلَ في أبعادك الصُوَرُ
يكفيك بعد جفافِ الأرض
أنّك غيثها الذي
يستقيه الجنّ والبشرُ
فإن عشقْتَ
سرتْ للطير نشوتُها
وإن تغنّيت
غنّى دونك الحجرُ
وإن تبسّمتَ من زهْوٍ
ومن طرَبٍ
قال المجاز بظهر الغيب
ما الخَبَرُ