الأحد ٢٥ حزيران (يونيو) ٢٠٢٣

رواية أرض الدهب

المؤلف: د. محمد محمود أسعد
عدد الصفحات: 148 صفحة
دار النشر: مؤسسة الأمة العربية للنشر والتوزيع، مصر
الترقيم الدولي (ISBN) 9789777839809

إضاءة عن رواية الدهب

"أرض الدهب" ليست مجرد رواية اجتماعية تَحكي بطريقة السرد والحوار قصةَ رجل أتت عليه الأيام واجتمعت عليه مغاليق الأرض وأحكام الغاب فأثقلت كاهله، تنمرت عليه عقولٌ متحجرة ورؤوسٌ يابسة أرغمته على هجر ضيعته وأهله، إنما هي أيضاً حكاية كل إنسان ترك بلده مرغماً عنه -رغم كل ما له فيه من كنز بشري وقصص وحكايات- وسار في درب غربة طالت عليه سنونها واسودت لياليها فأصبح له ماضيه مجرد ذكريات يعود إليه مستذكراً وناحباً كلما ضاقت به الأحوال واختنقت به العبر.

"أرض الدهب" رواية تحكي قصة رجل تعرض لظلم وتهجير عن بلده، كانت المدينة مقصده الأول لكن لم يجد فيها الراحة والاستقرار، تغيرت حياته عندما استجاب لنصيحة أوصلته إلى أرض مليئة بمزايا وسمات جميلة دفعته إلى العمل فيها والعيش مع أهلها الطيبين فكانت له أرضاً من دهب، شمسها له أشرقت، وقمرها له استنار فأزهرت أيامه فيها إلى أن حلّ عليه خريفُ عمر مبكّر إثر فراق أدمى قلبه وأوجف أركانه ورماه رميماً في القاع.

في رواية "أرض الدهب" قد تتشابه البدايات مع عموم قصص التهجير والاغتراب، لكن غالباً ما تتباين النهايات.
أليست أرض الدهب.. هي كل أرض تهفو إليها أرواحنا في غياب، وتسعد فيها قلوبنا في حضور، ونأمن فيها على أنفسنا في إقامة؟!

اقتباس من رواية "أرض الدهب"

"أنا من أرض الدهب، أنا روح تهيم في كل شبر فيها من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها، أنا حيٌ قلبه ينبضُ بالحياة في حاراتها ودروبها، وميتٌ يتحرك ما دمت خارجها، أنا إنسان يعيش بحبات مطرها، وبِسحر طبيعتها، وبلطائف أيامها.. أنا حفنة من ترابها الأحمر الذي أزهر رغم الجلاميد والزمهرير ورداً وريحاناً وشقائق نعمان.. أنا شجرة زيتون فيها عاندت الأنواء فعمّرت واخضرت في كل الفصول... أنا محراثٌ قديم يحرث كرومها ومعول كبير يُعشّب أشجارها ويُهيج ترابها فتزداد خيراتها.. أنا بائع متجول يبيع فيها بصوته السعادة قبل الأشياء، أنا عامل كادح وفلاح نشيط يزرع أرضها ذهاباً وإياباً باحثاً عن رزق.. أنا سجدة شكر في رحاب مساجدها، وضوء هاد في أعالي مآذنها، وحجر مركون في ساحاتها، أنا كسرة خبز في أيدي أطفالها، ونقطة عرق في جبين رجالها، وهطل حنين في عيون أبنائها المغتربين. أنا لوحة ترحاب جمّلت كل الطرقات المؤدية إليها.. أنا هُم وهُم أنا.. أنا ابن النيرب والنيرب أنا.. أنا من أرض الدهب."


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى