الثلاثاء ١٠ نيسان (أبريل) ٢٠١٢
بقلم حسن العاصي

زمن الخريف

مسكونة تلك الذاكرة في الخريف
بالصمت كالمقابر
مضرٌجة بالوجع
من نوافذ الغيوم
شاردة كالمطر
ترمي شحوباً ثقيلاً
في الفراغ
يستبيحنا هذا المدى
يلامس رعشة الحزن
كان الخواء مثل يمامة
ذبيحة في أورقة الفلق
 
في أيلول
تغدو الأرواح مندٌاة
بالإحتضار
وغروب يلوٌح بالسراب
والفجيعة
وأرصفة تعبر خطى حزينة
دون نهايات
من أين يأتي
كلٌ هذا الحزن
يراود طين المواقيت
يبكي البنفسج
حين يغيب الشفق
 
عاد أيلول
يخشى السقوط
في معاطف الورق
المبلٌلة بالشرود
أيلول ليل يهذي
وقوارب تشقٌ عباب الدموع
تخشى أن تهوي
ابتسامات الصيف الضائع
في أحلام الصغار
ونداء للشتاء
إن تأخرت عن المواعيد
وغفونا الإنتظار
مواقيت أودعناها
رعش الأصابع
واحتضارات المساء
وأوراق تهرب مذعورة
فوق رصيف الميناء
خشية الغرق
 
أين يزهر الموت ؟
في بياض عيون الأبواب
تنتظر حلم عابر
أم في ذاكرة الماء
ومن أين تنسدل
المساءات المحترقة ؟
من جفون البحر
أم من بطن الجحيم
وحيدون كناصية اليمٌ
في قعر الجبٌ كنٌا
حروف يراودها الشوق
قناديل معلٌقة
على سطور الخيال الرٌاحل
من دوامة الفصل المحترق
 
من أيقظ أيلول ؟
من أعطى ذاكرة الريح
عناوين الأكف المرتعشة ؟
أسدلت تقوب الجدران
وحشتها
في الحي القديم
والصغار هجعوا البيوت
والنوافذ تغفو
من تعب قلوبهم
من هنا مر رأسي
في سدرة المنفى
ألقى بثقله
على قلب الوطن وانطلق
 
عبر الراحلون
يحصون شموع العبادة
وينادون أشباح الريح
هنا شيٌع الطفل أباه
والحزن
يشق ثوب الدموع
رشحت خيولهم
من مسامات الرمل
وترنٌح خبز الموت
على جدائل الحفر
وانسكبت صلاة الخريف
ضوء بغير مدى
بلا ألق
 
عاد الخريف
بذاكرة من وجع
وأعود إلى الحبيب
لأعبر بحروف للوطن
أولٌي صدري
شطر الملح
عارياً من ظلي
وأعود للوجع الإلهي
المغموس
في زوايا الروح
أعياني الركض
فارتميت
على الرصيف البارد
وأسدلت رأسي بين يدي
وبكيت
في عتمة الغسق

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى