سقوط العقارب
تدور عقارب الساعة في سجنها الأزلي-راضية أم تعيسة؟ - تعض الأيام
بناب الشمس والقمر، وبهطول المطر من السحب العائمة في محيط
السماء الأزرق، وبعرق الأجساد من صهد الحر، وقشعريرتها من لسعة
البرد، تحتضن العقارب بعضها وتتنافر في سجنها، لتفتتني ومع كل دورة
تطعمني يوماً لتبتلعني في حين تشتهي في جوفها المعتم، وأتلاشي
من الحياة وأسقط من الذكريات، كأن أبي لم يبارك لي يوماً علي نجاح،
ولا قبلتني أمي في أعياد الميلاد، ولا انخطف قلبي لمرأي فتاة... وأذوب
كأني قطعة سكر تغرق في قعر فنجان.
في المقهي المطل علي البحر، أري الموج يتحارب حربه اللامتناهية، ينزف
الزبد علي الشاطئ، استمع إلي الغريب يتنهد والمرار يسقط من شفتيه"
سرقني الوقت، لا أدري ماذا أفعل" أهمس لوحدتي" وأنا أيضاً سرقني
الوقت، وسأبث شكواي في محكمة الأبدية، لكن لن يجئ ميعادي إلا
حين يتداعي الوقت وتسقط كل العقارب، التي تلدغني في كل مكان
وتدوي في رأسي ضحكاتها الساخرة".