السبت ١ أيار (مايو) ٢٠٠٤
بقلم ناصر ثابت

سلاماً إلى أرضٍ

سلاماً إلى أرضٍ فدينا كرومَها
بجيشٍ من الأبطالِ فذٍّ عَرمرمِ
سلاماً، وفي شوقي إلى هَضَباتِها
أبثُّ حنيناً دافق العشقِ من دمي
ففيها قضيتُ الليلَ بالشِّعر عابثاً
وخاطبتُ أحزاني وكلّمتُ أنجُمي
فكانتْ مساراتُ الغيومِ دفاتري
وصوتُ تقاسيمِ النسائمِ مرسمي
فلسطينُ دومي للملايينِ حرةً
فدائيةَ الأحلامِ والقلبِ والفم
فإن بذلَ العربانُ دهراً تخاذلاً
كما خذلوكِ قبلَ أن تتقسَّمي
فلا يُحزنَنْ عينيكِ تأريخُ عهرِهم
وإمعانُهم في الرقصِ كي تتألمي
ليسقوكِ ذُلا واغتصاباً وحرقة
ويسقوكِ كأسَ الأسرِ مُرّاً كعلقمِ
ويُستَشْهَدُ الأطفالُ بالذبحِ حينما
تحط على الآفاقِ أهواءُ مجرم
فهذا الذي نحياهُ كفرٌ ولعنة
وأصواتُ بغيٍ في جوانبِ مأتم
وإني أرى العربانَ مثلَ ذبابة
على رَوَثِ الأعداءِ تغفو وترتمي
سلاماً إلى عينيكِ يا مسكَ فكرتي
سلاماً إلى الثوار أهلِ التكرمِ
فإنهمُ نارٌ أذلّتْ عدوَّهم
وماءٌ على شفتيكِ عذبٌ كزمزم
شيوخٌ وصبيانٌ وأسرى ونسوةٌ
يذودونَ عن عِرضِ البلادِ المعظَّمِ
فلا ظلَّ في العربانِ شيءٌ يحثهمْ
على خُلُقٍ زاكٍ وإقدامِ ضيغمِ
ولا ظلَّ فيهم عِزةٌ أو شَهامةٌ
لنُصرةِ ملهوفٍ ولا غوثِ مُسلِمِ
فلسطينُ، ظلَّ العاهرونَ مكانَهم
لتزهرَ في الثوارِ روحُ التقدُّمِ
فخاضوا قتالاً وانتقاماً وثورةً
ستحرقُ أركانَ الكيانِ المُحرَّمِ
فلا خيرَ في قومٍ يصَلّونَ فرضَهم
وأطفالُهم تحتَ الصفيحِ المُهدَّمِ
وإن أخلصوا في حَجِهم أو صيامِهم
ولم يغضبوا، نالوا لهيبَ جهنَّمِ

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى