الأحد ٧ نيسان (أبريل) ٢٠٢٤

سَمْراءُ.. ما أنتِ!

كاظم جويد عبد الحسن محمد المحمداوي

( 1 )
سَمْراءُ أنتِ أمْ عَدوٌّ دائمُ الظفرْ
وَيْلاهُ إنْ طَغى
أقسى مِنَ الصَّخَرْ
طُوْباهُ إن عَفا
أندى من المطر
أوّاهُ ياسَمْراءُ لَولا كَبوَةُ الزَّمنْ
لَكُنتِ تَعلمينَ مَنْ أَنـا
أوْ كُنتِ تَعلمينَ ما أمَرْ

( 2 )
سَمْراءُ أنتِ أمْ غَزالٌ شاردُ النَّظرْ
كالشَّمسِ في الشَّفَقْ
يَسعى بِها الأثَرْ
كالنَاسِ في الفِتَنْ
تَأبى على الدَّجَنْ
لا تَحسَبوا إيّايَ قَدْ هَجَرْ
لكنَّما أزجى ليَ الجَنَّةَ في سَقَرْ
أوْ ربَّما أعَدَّ ليْ أَسَرْ،

(3)
سمْراءُ أنتِ أمْ عَذابٌ ساقَهُ القَدَرْ
إيّاهُ مَنْ دَنا
في خَطْوِهِ العَدَمْ
أوْ حاوَلَ الهَرَبْ
سِيّانِ في الأَرَبْ
ماذا تَرينَ في وِصالٍ طالَ مُنتَظَرْ
هَلْ ثَمَّ ما يُوشي بهِ السَّهَرْ
لا.. ليسَ مِنْ قَمَرْ

(4)
سمراءُ أنتِ أمْ سَماءٌ تَهطِلُ الشَّرَرْ
كالنّارِ في الحَطَبْ
في أيِّ يَومٍ لا تَنيْ هَمَرْ
كالحَرْبِ في الغَضَبْ
في كُلِّ أرضٍ تَعتَلي كُوَرْ
فَكيفَ بِيْ يادُرِّةَ الدُّرَرْ
إِنّيْ أُريدُ المَوتَ في خَجَلْ
وأنتِ ذيْ دَرْبيْ إلى المَقَرْ

(5)
سَمراءُ أنتِ أمْ سِهامٌ تَقتُلُ البَشَرْ
كَتائِهٍ أجوسُ في مفاوِزِ الوَبَرْ
دَراكِ ياعَجَلْ
أوْ سادِرًا أدورُ في جَنائنِ الحَضَرْ
رَحْماكَ يا أمَلْ
اللَّونُ في العُيونِ قَدْ سَحَرْ
كَمْ آذَنَ الموتُ وَما فَعَلْ
لأنَّما السَّهمُ في العُيونِ ما خَطَرْ

(6)
سَمراءُ أنتِ أمْ رَبيعٌ دائمُ الزَّهَرْ
بالماءِ ما نَضَبْ
يأتيْ بِلا سَبَبْ
يَنْداحُ بالفَشَرْ
يَهفو بهِ الشَّجَرْ
كَنَحْلةٍ ياليتني أرعاكِ في نَسَبْ
ألتَذُّ بالثَّمَرْ
مِنْ مَيسَمٍ أَغَرْ

(7)
سَمراءُ أنتِ أمْ مُدىً تُعانِقُ الظَّهَرْ
تَرْويهِ إنْ جَفا
أوْ نَدَّ في خَفَرْ
يا سَلْوةً كَفا
فَالناسُ في خَوَرْ
لَولاكِ ضاعَتْ سَطْوَةُ اللَّهَبْ
والظُلْمُ ما كَفَرْ
ياجَمْرَةً أحَرْ

(8)
سَمراءُ أنتِ أمْ لَيالٍ سَرَّها القَمَرْ
تَشدو إذا شَدا
تَبكي إذا ضَجَرْ
والتِّيهُ في هُدىً
إنْ شَبَّ أوْ طَفَرْ
يا فِتْنَةَ النهرينِ ما الخَبَرْ
ما للصَّبايا غَرَّها النَّوى
وَالصَّبُّ فيكِ ثاويَ الحُفَرْ

(9)
سَمراءُ أنتِ أمْ نُجُومٌ ما لَها سَفَرْ
وَهّاجَةُ الدَّفَقْ
تُدَغْدِغُ النَّهَرْ
والليلُ في أَلَقْ
كَالشَّمعِ إنْ نَحَرْ
سَلْوايَ في سَلْواكِ في نَوْمٍ وَفيْ أَرَقْ
فَداوِريْ عَينَيكِ في الحَدَقْ
هلا تَرَينَ حارسًا نَطَرْ

(10)
سَمراءُ أنتِ أمْ بُروقٌ أَبَّرَتْ شَجَرْ
يَعدو بِها الوَهَجْ
كالرّيحِ في صَرَرْ
والقَلبُ في مَرَجْ
يأسى لهُ السَّهَرْ
ما أجملَ الأنفَ الذي يَكتَظُّ بالأَرَجْ!
كَالخَمْرِ يُعْتَصَرْ
أنتِ بهِ الخَدَرْ

كاظم جويد عبد الحسن محمد المحمداوي

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى